الكذب عند الأطفال

الكذب عند الأطفال

أعاني من مشكلة مع ابني الصغير الذي يبلغ من العمر عشر سنوات حيث بدأنا في الفترة الأخيرة نكتشف أنه دائم الكذب مما أدى إلى مشاكل كثيرة في المدرسة وكذلك في الأسرة ولقد حاولنا مرارا توجيهه للابتعاد عن هذه العادة السيئة ولكنه كان دائما يعود للكذب لدرجة أن والده كان يعاقبه بشدة بالضرب ويمنعه عن المصروف ولكنه كان يعود للكذب مرة أخرى ويدعي حدوث مواقف لم تحدث له مما خلق لنا مشاكل كثيرة مع الجيران ومع المدرسة . أرجو أن تدلنا على سبب هذه المشكلة وهل لها حل وهل تستدعي عرضه على طبيب نفسي .

الأخ س . أ . ف

يولد الأطفال على الفطرة ويتعلمون الصدق والأمانة شيئا فشيئا من البيئة إذا كان المحيطون بهم يراعون الصدق في أقوالهم وأعمالهم ووعودهم ولكن إذا نشأ الطفل في بيئة تتصف بالخداع وعدم المصارحة والتشكيك في صدق الآخرين فأغلب الظن أنه سيتعلم نفس الاتجاهات السلوكية في مواجهة الحياة وتحقيق أهدافه . والطفل الذي يعيش في وسط لا يساعد على تكوين اتجاه الصدق والتدرب عليه يسهل عليه الكذب خصوصا إذا كان يتمتع بالقدرة الكلامية ولباقة اللسان وكان أيضا خصب الخيال فكلا الإستعدادين مع تقليده لمن حوله ممن لا يقولون الصدق ويلجئون إلى الكذب وانتحال المعاذير الواهية يدربانه على الكذب منذ طفولته . وعلى هذا الأساس فإن الكذب صفة أو سلوك مكتسب نتعلمه وليس صفة فطرية أو سلوك مورث والكذب عادة عرض ظاهري لدوافع وقوى نفسية تحدث للفرد سواء كان طفلا أو بالغا وقد يظهر الكذب بجانب الأعراض الأخرى كالسرقة أو شدة الحساسية والعصبية أو الخوف .

 يلجأ بعض الأباء إلى وضع أبنائهم في مواقف يضطرون فيها للكذب وهذا أمر لا يتفق مع التربية السليمة كأن يطلب الأب من الابن أن يجيب السائل عن أبيه كذبا بأنه غير موجود فأن الطفل في هذا الموقف يشعر بأنه أرغم فعلا على الكذب ودرب على أن الكذب أمر مقبول كما يشعر بالظلم على عقابه عندما يكذب هو في أمر من أموره كما يشعر بقسوة الأهل الذين يسمحون لأنفسهم بسلوك لا يسمحون له به .

ولكي نعالج كذب الأطفال يجب دراسة كل حالة على حده وبحث الباعث الحقيقي إلى الكذب وهل هو كذب بقصد الظهور بمظهر لائق وتغطية الشعور بالنقص أو أن الكذب بسبب خيال الطفل أو عدم قدرته على تذكر الأحداث.وكذلك من المهم أن نتعرف عما إذا كان الكذب عارضا أم أنه عادة عند الطفل وهل هو بسبب الانتقام من الغير أم أنه دافع لا شعوري مرضي عند الطفل . وكذلك فإن عمر الطفل مهم في بحث الحالة حيث أن الكذب قبل سن الرابعة لا يعتبر مرضا ولكن علينا توجيهه حتى يفرق بين الواقع والخيال ، أما إذا كان عمر الطفل بعد الرابعة فيجب أن تحدثه عن أهمية الصدق ولكن بروح المحبة والعطف دون تأنيب أو قسوة كما يجب أن تكون على درجة من التسامح والمرونة ويجب أن تذكر الطفل دائما بأنه قد أصبح كبيرا ويستطيع التميز بين الواقع والخيال كما يجب أن يكون الآباء خير من يحتذي به الطفل فيقولون الصدق ويعملون معه بمقتضاه حتى يصبحوا قدوة صالحة للأبناء .

أما إذا فشلت تلك الطريقة فإن الواجب على الأهل عرض الابن على الأخصائي النفسي للمساعدة على تنظيم علاجه .











اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة