الرد على اسئلة القراء

زوجتى كثيرة الظن


  • رقم المجموعة : 1566 تاريخ النشر : 2018-09-06
  • إعداد : الاستاذة دعاء جمال وظيفة المعد : اخصائية نفسية
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى


السلام عليكم

أنا متزوج من ١٠ سنوات عمري ٤٠ و زوجتي ٣٢ لدينا  طفلين زوجتي أجهضت مرتين من بداية الزواج وبداية اختلاطها بأهلي لاحظت أنها لا تتحمل أى انتقاد أو مزاح منهم ولكن تعطف عليهم وتحببني فيهم. كانت تختلف دائما مع أبي وأمي ويعلو صوتها عليهم كنت انصحها بان هذا الشي غير صحيح و تقول لي لا أتحمل أن يغلطوني أو ينتقدوني علما بانني أعيش في عماره مع أهلي وأخي كل شخص في شقته تعتقد بانها مراقبه وأن الجميع ينظر ماذا تفعل  فيفعلون مثلنا في كل مره .أقول لها كل الناس طباعهم مختلفة ولا نستطيع التحكم بالناس وانصحها بان لا تفكر بهذا المنطلق وأن تعيش حياتها وتترك التفكير هذا.

في يوم كنا معزومين عند الوالد وكانت من ثلاث أيام لا تنام جيدا وتفكر كثيرا ولا تقول أى سبب عند سؤالها ذهبنا إلى الغذاء و تشاجرت مع أبي و صرخت في وجهه .أخذتها و قمت بتهدئتها و أرسلتها للبيت و من بعد هذا اليوم أصيبت بدوار مفاجأ بشكل يومي وأخذتها للمستشفى وتم عمل جيع الفحوصات حتى رنين مغناطيسي للمخ وكل النتائج سليمه وكان عندها نقص بالحديد 4 من اصل 9  أعطاها الطبيب دواء للحديد ومنوم كي تنام  وقمت بحجز غرفة لليلة في فندق كي ابعدها عن أى مؤثرات خارجيه وتحسنت وأصبحت  طبيعية ولكن دائما تسأل  ماذا حصل لي ولماذا كنت اصرخ وأحيانا اضحك . أخذتها في نفس الأسبوع الذى تحسنت به للعمرة وكانت سعيدة جدا معي وتمسك بيدي دائما ورجعنا للكويت وكانت بصحة جيده ولا تأتيها الأفكار إلى ان عادت البنت للمدرسة من الإجازة وأتتها الدورة رجعت لها الأفكار وتسأل ماذا حصل بها واننا نكذب عليها ونعرف ولا نريد إخبارها ودائما أقول لها انك بخير ولكنها تصرخ وتقول انتم تكذبون علي وتقول لامها أنتي لست أمي أنتي أمي التي ربتني وليست الحقيقية

هذا الحالة تأتيها ثم تهدأ ولكن أثناء هدوئها تفكر كثيرا تأتيها أفكار بانني سيئ وأحياننا منحرف جنسيا و تخاف مني أحيانا من النوم بجانب بنتي الصغيرة لا ادري ماذا افعل

الزوج الفاضل

السلام عليكم ورحمة الله

من الأعراض التى ذكرتها في رسالتك يتضح أن الزوجة تعانى من الشك المرضى الذى قد يصل الى درجة الفصام الذهانى

وفى حالات الشك المرضي فان الفرد يعاني فيه من أوهام اضطهاديه يعتقد من خلالها أن الآخرين يريدون إيذاءه. وأن هناك مكائد ومؤامرات تحاك ضده. هذا الشك لا ينمو مع المرء منذ صغره ولا يشمل جميع الناس وجميع جوانب الحياة بل يركز على فكرة معينة تصل إلى درجة الاعتقاد الجازم، وهذا الاعتقاد أو الفكرة تسيطر على المريض إلى درجة أنها تصبح شغله الشاغل ويصبح همّه دعمها بالأدلة وجمع البراهين، ورغم عدم وجود دليل كاف على هذا الاعتقاد فإنه لا يمكن لأي شخص إقناع المريض بأن هذا الاعتقاد غير صائب، وعادة ما يقوم المريض بالتصرف بناء على اعتقاده الخاطئ. فمثلاً عندما يتمحور الشك المرضي حول خيانة شريك الزوجية فإنه يقوم بالتجسس على زوجته ومراقبة التلفون، والعودة من العمل في غير الوقت المعتاد لإيجاد الدليل على اعتقاده الخاطئ، وعندما يتمحور الاعتقاد الخاطئ حول إيذاء الآخرين له بأن هناك من يحاول قتله بالسم، فسيشك في المأكولات والمشروبات التي تقدم له، ويمتنع عن تناولها حتى وإن قُدمت من أقرب المقربين إليه. هؤلاء المرضى بالشك المرضي يبدون أسوياء تماماً فيما عدا هذا الموضوع مدار الشك،

أما اذا كانت الأعراض مستمرة اكثر من 6 اشهر مع العلاج فهنا يكون الشك المرضى جزا من أعراض مرض الفصام

وهو  يعرف باسم الفصام الباروني أو الفصام الاضطهادي، وفيه يكون الإنسان كثير الظنون والشكوك، ويعتقد أنه سوف يُساء إليه، أو أن هنالك مؤامرة تُحاك ضده أو أنه مُتابع... وهكذا.

إذن ما تعانى منه الزوجة هو مرض عقلي يؤثر على الأفكار، يؤثر على الوجدان، ويؤثر على الشخصية، ويؤثر على أداء الوظائف الاجتماعية، ولكن يتفاوت من إنسان لإنسان، فهذا المرض إذا أصاب الإنسان في سن متقدم نسبيًّا، فإن شاء الله تكون نتيجة العلاج فعّالة جدًّا، ويمكن للإنسان أن يعيش حياة طبيعية، ونحن نعرف أن حاولي 30 إلى 40% من مرضى الفصام يمكن أن يشفوا تمامًا من مرضهم، وهذا بفضل الله تعالى نسبة عالية جدًّا بمقاييس الطب النفسي، وهنالك أيضًا حوالي 20 إلى 30% يمكن أن يعيشون حياة طبيعية، أما الـ 20% الأخيرة فاستجابتهم للعلاج تعتبر ضعيفة جدًّا وربما تدهورت أحوالهم بصورة أشد.

والمرض حسن العواقب نسبيًّا بالنسبة للإناث، وكما ذكرت إذا أتى المرض في عمر متقدم.

وهنالك الكثير من الأدوية ومتعددة لعلاج هذا المرض، وهي تقسم إلى عدة مجموعات يمكن أن نجملها في المجموعة القديمة والمجموعة الجديدة، هذه الأدوية كلها تعمل على مواد معينة في المخ، منها مادة الدوبامين ومادة السيرتونين، المجموعة القديمة هي مجموعة فعّالة وممتازة جدًّا، ولكنها كثيرة الآثار الجانبية، فقد تؤدي إلى نوع من الرعشة أو الشعور بالشد في العضلات، ويكون الإنسان متخشبًا، وتصعب حركته، ولكن هنالك أدوية مضادة تعطى لهؤلاء المرضى، من هذه الأدوية التي تستعمل في علاج الفصام

أما المجموعات الجديدة منها عقار يعرف باسم أولانزبين وآخر يعرف باسم رزبريدون وآخر يعرف باسم سيروكويل، وهنالك أيضًا أدوية الآن في طور البحث ونسأل الله أن يجعل فيها فائدة كثيرة للناس.

مشكلة مرضى الفصام أنهم لا يتعاونون في تناول الأدوية في بعض الأحيان، لا أقول جميعهم ولكن بعضهم، وهنا لا بد أن يحتم على المريض في تناول الدواء، لا بد أن يُشجَّع، لا بد أن يراقب، وبالتشجيع والمراقبة وإشعاره بأنه له اعتباره وعدم الإساءة إليه بأي حال من الأحوال، هذا يشجعهم على تناول الأدوية.

والمرضى الذين يفشلون تمامًا في تناول الأدوية أو يرفضونها تعطى لهم نوع من الإبر (الحقن) الشهرية أو تعطى كل أسبوعين أو كل ثلاثة أسابيع – حسب نوع الإبر وحسب نوع المرض – وهذه الإبر تعتبر أيضًا من المستحدثات الجيدة جدًّا،

هنالك بعض المرضى ربما يحتاجون إلى جلسات كهربائية، خاصة حين يكون المرض حاد جدًّا، خاصة الفصام الباروني وكذلك الفصام التخشبي؛ فهي تستجيب بصورة ممتازة جدًّا للجلسات الكهربائية.

وأخيرا لا بد للمريض أن ينتقل من مرحلة العلاج المكثف إلى العلاج المستمر ثم العلاج الوقائي.

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة