السلام عليكم
ابني عمره 5 سنوات يخاف من الظلام و من النوم وحده ويخاف من تجربة اي شئ جديد كالطعام مثلا هو صنف واحد فقط الذي يأكله ولا يريد تجربة اي اصناف اخرى من الطعام ويخشى الوحده دائما ويريد أن يستأنس بأي شخص حتى لو كانت اخته الصغيرة ( عامين ونصف ) فمن الممكن ألا يذهب لغرفة مظلمة إلا بعد أن تسبقه أخته اولا وتضئ له النور وتطور الخوف لدرجة أنه يخاف أن يطلب من معلمته في الحضانه الذهاب إلى دورة المياه مما قد يؤدي إلى تبوله على نفسه
الام الفاضلة
تَختلف أسباب خوفِ الأطفال باختلاف التنشئة الأُسريّة، والنفسيّة، والرعاية التي بُنيت عليها تكويناتهم النَّفسيَّة؛ فالتربية القاسية والضرب يجعل الطفل أكثر جُبناً وخوفاً، والمُلاحظات الدائمة والمردودات السلبيَّة لسلوكاتِه، وتَعليقات الأهل، واللوم المستمر لجميع تصرّفاته يُفقده قيمته الذاتيّة لنفسه، الأمر الذي يَدفعه للكذب لتفادي التوبيخ المستمر، بالإضافة إلى المَواقف التي يتعرّض لها الطفل في حياته والصدمات النفسية، والتهديد الدائم، واستِهزاء البيئة المُحيطة للطفل به، والتخويف الدائم بأيّ مؤثرٍ كالشرطي أو الطبيب، وتَقليد من هم أكبر منه سناً في مخاوفهم، وردّات فعلهم عليها.
وعلاج الخوف عند الأطفال الخوف عند الأطفال مُشكلة ولها حل، يقع عاتقها على الوالدين؛ حيث إنّه من الواجب عليهما استيعاب مخاوف الطفل، وتوفير بيئةٍ مطمئِنّة له لتُصبح لديه قاعدةٌ مَتينة من الخبرات التي تُمكّنه من التغلّب على هذه المخاوف، ويكون ذلك بالطرق الآتية:
- خلق جوٍّ من الدفء الأُسري لدى الطفل في أغلب أحيانه، مما يُعزّز ثقته بنفسه وبعائلته،
- الحب والاحترام المُتبادل بين أفراد العائلة يُنمّي شعوره بالأمان وقدرته على مواجهة المخاوف المختلفة.
- الابتعاد عن التهديد المُستمر للطفل وتخويفه، وعدم استغلال هذه المخاوف لضبط سلوكه ممّا يُنشئ لديه الشعور بعدم الأمان والتزعزع الداخلي، بالإضافة لعيشِ الطّفل في جوٍّ متوتر نفسياً يجعله متأهّباً لمتلازمة من الرعب والهلع تجاه أيّ مُثير جديد يتعرّض إليه. ضبط برامج الرسوم المتحركة التي يُشاهدها الطفل على التلفاز، والابتعاد عن البرامج والأخبار التي تتضمّن مشاهد العنف والدماء والشخصيات ذات الأشكال غير الطبيعيّة المُخيفة خصوصاً للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة؛ فالقدرة الخياليّة والتفريق بين الواقع والخيال لا يكون قد اكتمل بعد، فيُواجه الطفل الكثير من المَخاوف غير المَوجودة في الواقع، كما أنّ الألعاب التي يَلعبها الطفل لها دور كبير في بناء شخصيّة الطفل واستقرارها سواءً من الألعاب الحركيّة كالركض والاختباء التي تُنمّي عند الطفل الشعور بالشجاعة واكتسابه مهاراتٍ حركيّةٍ جديدة، والألعاب الخشبية وذات الأشكال القريبة من الأشياء الواقعيّة التي تُضفي نوعاً من أُلفة الطفل للأشياء الحقيقيّة عندما يَراها بحجمها وغرضها الأساسي.
- إظهار التعاطف والتقبُّل وعدم الاستهزاء بانفعالات الطفل مع مُناقشته بخوفه من مثير مُعيّن بعد زواله، وتصحيح فهمه الخاطئ له الذي يَدفعه إلى المُبالغة في ردّات فعله، فالطفل يحتاج لتفهُّم استجاباته وسبب شعوره بالتوتر حيال موقفٍ مُعيّن، وتصحيح آلية هذه الاستجابة بالإيحاءات الإيجابيّة التي على الأهل إطلاقها عليه بشكلٍ متواصل ومُستمر، مثل (أنت تستطيع، أنت قوي، أنت شجاع)، والابتعاد قدر الإمكان عن الإيحاءات السلبية مثل (جبان، خواف)، بالإضافة إلى تعزيز مُحاولات الطفل الناجحة ولو بشكلٍ نسبيّ في التغلّب على ما يخاف منه وتشجيعه ودعمه حتى يتغلّب على خوفه بشكلٍ كامل.
- التدرّج مع الطفل في التغلّب على المُثيرات المخيفة بالنسبة إليه، فلا يجب على الأهل إقحام الطفل فجأةً في المثير؛ حيثُ لا يُمكن التغلب على الخوف بالإجبار أو الإكراه، لأن ذلك سيؤدّي إلى نتيجةٍ عكسيّةٍ، وخلق حالة من الرعب والهلع لدى الطفل وزيادة المشكلة التي من المفترض حلها، فمثلاً في حال خوف الطفل من الظلام عند النوم يجب على الوالدين تخفيف الإنارة تدريجيّاً حتى يصل الطفل إلى حالة من التعوّد والارتياح تجاه عمليّة غياب الإضاءة وحلول الظلام.