الفطرة الإنسانية الأصلية كما خلقها الله والسلوك السوي للإنسان

الفطرة الإنسانية الأصلية كما خلقها الله والسلوك السوي للإنسان

هناك علاقة بين الفطرة الإنسانية والسلوك الإنساني فبعض علماء النفس يفسرون السلوك على أنه فطري تؤثر فيه البيئة، وهذا التفسير يتفق مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ, وَيُنَصِّرَانِهِ كَمَا نَتَائِجُ الإِبِلِ مِنْ بَهِيمَةٍ جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّ مِنْ جَدْعَاءَ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ مَنْ يَمُوتُ وَهُوَ صَغِيرٌ؟، قَالَ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ}،

ومن ثم إذا عاد الإنسان إلى فطرته الإنسانية الأصلية فإنه سيسلك السلوك السوي، فيرى الحلال حلالا فيتبعه والحرام حراما فيجتنبه، وأما إذا انحرف عن الفطرة الأصلية من خلال التنشئة التي لا تتفق في أسلوبها مع الفطرة الأصلية التي فطر الله الناس عليها فإنه سيسلك سلوكا غير سوي، ولذلك كان التوجيه النبوي الشريف إلى المحافظة على الفطرة الأصلية التي فطر الله الناس عليها وعدم إتاحة الفرصة للشيطان ليوقعه في المحظور، فعن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رضي الله عنه أنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: {الحَلاَلُ بَيِّنٌ، وَالحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَتبَّهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ: كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ، أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ}.  (صحيح البخاري (1/ 20)

وحسب الطبيعة الإنسانية من وجهة نظر الإسلام فإن السلوك الإنساني قابل للتعديل فيمكن أن يتغير من النقيض (السلوك غير السوي) إلى النقيض (السلوك السوي) عندما يعود إلى الفطرة الأصلية التي فطر الله الناس عليها.

ومثال ذلك: عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه قبل إسلامه كان شديدا في الكفر والعناد، ولما شرح الله تعالى صدره للإسلام عاد إلى فطرته الأصلية فأصبح شديدا في الحق وأصبح يرى بنور الله تعالى فكان الوحي ينزل موافقا لرأيه، ومن ثم فإن الفطرة الإنسانية الأصلية تجعل الإنسان يرى الحق (الحلال) بينا ناصع البياض فيتبعه ويتمسك به، ويرى الباطل (الحرام) بينا شديد السواد فلا يقترب منه، كما يرى أن هناك أمور مشتبهات بين الاثنين ما بين البياض والسواد فلا يدري أهي حلال أم حرام فيقطع الشك باليقين ويأخذ بالأحوط فلا يقترب منها، فالنهي الوارد في المشتبهات إنما هو حماية أو وقاية له من أن يقع في الممنوع الواقع فيه الاشتباه.

 يقول الله عَزَّ وَجَلَّ: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ .............. } (سورة الروم 30)، وبالنظر إلى تفسير هذه الآية الكريمة نجد أن الأمر هنا من الله سبحانه وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم ولكنه ليس خاص به، وإنما هو أمر عام لكل مسلم، فالنبي صلى الله عليه وسلم قدوة لنا، ومن ثم ينبغي على كل مسلم أن يسدد خطاه نحو الوجهة التي وجهه الله إليها وهي الاستقامة للدين وطاعة الله تعالى، حيث إنه لو تحققت الاستقامة والطاعة لله ورسوله كان القلب أجرد ويترتب على ذلك تغلب العقل على النفس فيستجيب لتعليمات القلب وهنا يملك الإنسان شيطانه فلا يستطيع أن يوسوس له، فتكون النتيجة أن يسلك السلوك المستقيم دائما الذي وجهه الله إليه  والله عز وجل لا يأمر بسوء يقول الحق تبارك وتعالى: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ..................................} (سورة الأَعراف 28)، كما أن الفرد ذو الفطرة السليمة قبل أن يسلك السلوك يراجعه على نظريته الشخصية التي تتفق والإطار المرجعي وهو الكتاب والسنة.

وفي هذه المسألة يُصنف البشر إلى ثلاثة أصناف نوجزها فيما يلي:

الأول: هو الصنف الذي يتغلب على هواه فيصير مستوليا عليه، فهو يقف عند نقطة الحلال (الناصع البياض) ولا يقترب من الأمور المشتبهات التي تعتبر الخطوة الأولى في اتباع خطوات الشيطان، هذه الخطوة التي يمكن أن تعطي الشيطان الفرصة لتحفيز النفس على الإلحاح لتلبية رغباتها، فهذا الصنف من الناس يدرك تماما قول الله تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ........} (سورة البقرة 168) وحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: {الحَلاَلُ بَيِّنٌ، وَالحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَتبَّهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ: كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ، أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ} صحيح البخاري (1/ 20)

وقال أبو هريرة: القلب مَلِكٌ والأعضاء جنوده، فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خَبُثَ الملك خبثت جنوده، وقول أبي هريرة تقريب، وقول النبي صلى الله عليه وسلم أحسن بياناً، فإن الملك وإن كان صالحاً فالجند لهم اختيار، قد يعصون به ملكهم وبالعكس، فيكون فيهم صلاح مع فساده، أو فساد مع صلاحه، بخلاف القلب؛ فإن الجسد تابع له لا يخرج عن إرادته قط، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد}، فإذا كان القلب صالحاً بما فيه من الإيمان علماً وعملاً لزم ذلك صلاح الجسد بالقول الظاهر والعمل بالإيمان المطلق.

كما أن هذا الصنف من الناس يرى الحرام سوادا خالصا مظلما فلا يقترب منه، ومن أمثال هذا الصنف الأنبياء عليهم السلام والصحابة رضي الله عنهم أجمعين والأولياء الذين قال الله تعالى فيهم: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ....................} (سورة يونس 62)، فييأس الشيطان من غوايتهم فلا يستطيع التأثير عليهم لأن لكل من بني آدم شيطان لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: {ما من أحد إلا وله شيطان، ولي شيطان. وإن الله قد أعانني على شيطاني، حتى ملكته} فهذا الصنف من الناس ملك شيطانه، ومنهم من يخاف منه الشيطان كعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وسر ذلك قوة تقوى عمر رضى الله عنه وشدتها حتى أصبحت روحه طاقة من نور؛ ويشهد لهذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيه: {ما سلك عمر فجا إلا سلك الشيطان فجا غير فجه}، وما ذلك إلا لقوة نوره الذي أثمرته له قوة تقواه لله سبحانه وتعالى، وقوله صلى الله عليه وسلم فيه: {لو كان من أمتي محدًثُون _ أي تحدثهم الملائكة _ لكان منهم عمر}، وذلك لقوة تقواه؛ وما نال عمر رضي الله عنه ذلك إلا بعودته إلى فطرته الأصلية، لقول الحق تبارك وتعالى: {فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ......................} (سورة الروم 30)

ومن ثم فإن الأصل أن الله تعالى خلق عباده على الفطرة التي إن تُركت على سجيتها عرفت الحق وعملت به، لأنها جُبلت على الصحة في الإدراك.

الثاني: هو صنف تكون عنده الحرب سجال بين العقل والنفس فتارة يتغلب العقل فيدرك الإنسان حديث النبي صلى الله عليه وسلم: {الحَلاَلُ بَيِّنٌ، وَالحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ............. } وقول الله تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ........} (سورة البقرة 168) فيعود بسرعة إلى نقطة الحلال الخالص (الناصع البياض) وتارة أخرى تتغلب النفس على العقل فيذهب إلى نقطة الأمور المشتبهات ويبدأ الشيطان والنفس يقنعانه بأن هذا الفعل حلالا وليس فيه شيء، وقد يستجيب لهما، وبهذا يكون قد خطا الخطوة الأولى من خطوات الشيطان الذي قد يمسك بتلابيبه ولا يتركه حتى يوقعه في المحظور ولكن هذا الصنف يرجع بسرعة البرق تائبا لقول الله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ................} (سورة النساء 17 -18)، وقد يتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: {جاهدوا أهواءكم، كما تجاهدون أعداءكم} فلا يخطو هذه الخطوة أصلا.

الثالث: هذا الصنف من الناس هو الصنف الذي يغلبه الهوى فيملكه الشيطان والنفس ولا يستطيع لهما خلافا، وهذا الصنف يصدق عليه قول الله تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا .......................} (سورة الفرقان 43 -44)

ومن ثم فإنه طبقا للفطرة الإنسانية السليمة لكي يسلك الإنسان السلوك السوي ينبغي عليه:

1-أن يجاهد نفسه كما يجاهد عدوه، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: {جاهدوا أهواءكم، كما تجاهدون أعداءكم}، كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: {أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك}

2-أن يستفتي قلبه وإن أفتاه الناس وأفتوه، فعَنْ وَابِصَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ فَقَالَ: {يَا وَابِصَةُ، اسْتَفْتِ قَلْبَكَ، وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ، الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ}، وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: {أَنَّ الْخَيْرَ طُمَأْنِينَةٌ، وَأَنَّ الشَّرَّ رِيبَةٌ، فَدَعْ مَا يُرِيبُكَ إِلَى مَا لا يُرِيبُكَ}.

وأخيرا أختتم مقالي بإجابة إبراهيم بن أدهم على سؤال وُجه إليه:  

سُئل إبراهيم بن أدهم، ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا وقد قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ........... }(سورة غافر 60) فكانت إجابته رحمه الله بقوله: {لأن قلوبكم ميتة، قيل وما الذي أماتها؟ قال: ثمان خصال عرفتم حق الله ولم تقوموا بحقه، وقرأتم القرآن ولم تعملوا بحدوده، وقلتم نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تعملوا بسنته، وقلتم نخشى الموت ولم تستعدوا له، وقال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ....................} (سورة فاطر 6) فواطأتموه على المعاصي، وقلتم نخاف النار وأرهقتم أبدانكم فيها، وقلتم نحب الجنة ولم تعملوا لها، وإذا قمتم من فرشكم رميتم عيوبكم وراء ظهوركم وافترشتم عيوب الناس أمامكم فأسخطتم ربكم، فكيف يستجاب لكم؟}

ونفهم من إجابة إبراهيم بن أدهم رحمه الله أن الإنسان عندما ينحرف عن الفطرة السليمة بطاعته لأهوائه تكون النتيجة أنه يسلك السلوك غير السوي الذي غالبا لا يأتي عليه بخير، فتكون النتيجة النهائية عدم استجابة الله عز وجل لدعائه لقوله تعالى: {إِن الله لا يُغير مَا بِقوم حَتَّى يُغيرُوا مَا بِأَنْفسِهِم .....................} (الرَّعْد 11)، كما يترتب على ذلك أيضا أن يغرق في الاضطرابات النفسية وضيق العيش، لقوله تبارك وتعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) .........................} (سورة طه 124 - 126)

ويظل على حالة من ضيق العيش والاضطرابات النفسية حتى يقوم بتعديل سلوكه وذلك بعودته إلى الفطرة الإنسانية السليمة الذي فطره الله عليها.

روى ابْن قيم الجوزية في مؤلفه حادي الأَرْوَاح إلى بلاد الأفراح أن نَبيا من الأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلام رأى مبتلى فَقَالَ: اللَّهُمَّ ارحمه فَقَالَ الله تَعَالَى: {كَيفَ أرحمه مِمَّا بِهِ أرحمه هم عبَادي إن أَحْسنُوا فَأَنا حبيبهم وان أساءوا فَأَنا طبيبهم ابتليتهم بالمصائب لأُطهرهم من المعائب}. 

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة