العادة السرية

العادة السرية


 ارسل لسيادتكم هذا الخطاب بعد تردد شديد فانا ياسيدى اعانى اشد المعاناة من وقوعى فى تصرفات دائما ما تسبب لى الالم والحيرة والمعاناة  . اولا اعرفكم بنفسى حيث اننى طالب فى كلية الطب فى السنوات الدراسية الاولى واميل الى الهدوء والنظام كما اتنى شخصية محترمة من الجميع فى الكلية وكذلك فى الاسرة واميل للتدين ولكن منذ سن البلوغ اعانى من العادة السيئة التى يعانى منها اغلب الشباب الا وهى العادة السرية حيث اجد نفسى دائما مضطرا اليها وكلما ابتعدت عنها فترات طويلة اجد نفسى اعود اليها مرة اخرى وحيث اننى امبل الى التدين فاننى بعد ممارسة تلك العادة السيئة اجد فى نفسى ضيقا وحزنا شديدا وتأنيب ضمير لمدة طويلة . وقد حاولت التخلص منها بشتى الطرق ولكن دون جدوى وقد قرأت أن لهذة العادة اضرارا سيئة من الناحية الجسمانية والنفسية ، ولكن علمت ايضا من بعض الكتب الاخرى ان هذة الاضرار مبالغ فيها لذلك عندما قرأت مجلتكم النفس المطمئنة وعلمت انها تمزج الدين بالدنيا ارسلت اليكم طالبا المساعدة فى توضيح تلك الحقائق بصدق وامانة وما هو الرأى النفسى الطبى والرأى الدينى فى ذلك وكيفية التغلب على هذة العادة السيئة وشكرا .

 

   فى الواقع ان هذا السؤال يتردد دائما بين الشباب ويرسلة القراء ليتسائلوا عن موقف الطب النفسى من موضوع العادة السرية وكذلك يرسلة الاباء خوفا على صحة ابنائهم من هذة العادة خاصة بعد ازدياد نسبة انتشار هذة العادة بعد تأخر سن الزواج فى المجتمع نظرا للظروف الاجتماعية والدراسية والاقتصادية وبسبب ازدياد المثيرات الجنسية من القنوات الفضائية والانترنت ...وحيث انه لا حياء فى الدين وكذلك لا حياء فى العلم فلذلك حين وجب الرد على هذا السؤال وجب ان يتجة الرد الى النواحى الجسمانية والنفسية والدينية .

   أنت بلا شك شاب تشعر بالوحدة وربما ليس لديك أصدقاء ولم تمارس الجنس في حياتك مع أي امرأة ولا تستطيع الزواج في الوقت الراهن أو ربما حاولت وفشلت . وربما تكون خجولا بطبعك من النساء. ولكن بالطبع لديك رغبة في داخلك تشعرك أن الاقتران بالجنس الاخر عن طريق الزواج هو شيء طبيعي حتى يتسنى لك ممارسة الجنس مع زوجتك ولكنك تشعر بالوحدة. وكلما كنت وحيدا تغير ذلك الشعور الجميل من الرغبة في الاقتران بشخص تحبه وتبادله المشاعر والعواطف الجميلة الى شهوة عارمة لممارسة الجنس.

وشهوتك الجنسية تتغير في كل ظرف: أثناء رؤيتك للاعلانات أو عند مشاهدة التلفزيون أو تصفح المجلات ذات الصور أو مشاهدة الانترنت وبلا شك أنت تريد أن تشبع هذه الشهوة. ربما تكون قد حملت بعض الصور عن طريق الانترنت أو احتفـظت ببعض صور المجلات التي طالعتها ولكنك تفعل شيئا ما بالتأكيد. ربما من الصعب أن تعترف للاخرين أنك تمارس "العادة السرية".

هل أنت مدمن لتلك العادة ؟

ربما لم تفكر بهذه الكلمة "مدمن" اطلاقا. قد تكون ياعزيزي مدمنا لهذه العادة فهل تتذكر متى بدأت؟ ربما أنت تمارسها منذ سنوات وربما تفعلها يوميا أو ربما أكثر من مرة في اليوم. ربما تعلم في قرارة نفسك أنك مدمنا عليها أو قد لا تصدق أنك مدمن. اذا كنت لا تصدق ذلك فهل تستطيع أن تمسك عن فعلها مدة اسبوع؟ فقط اسبوع. سوف تتأكد أن حريتك تكاد تنعدم فلا تستطيع التحكم في نفسك حيث فجأة تقفز تلك النزوة الى عقلك ولن يكن بوسعك عدم فعلها... اذن أنت مدمن.

ربما أكون مدمنا...

حينما تجد أنك لا تستطيع أن تقاوم هذه العادة فقد تكون مدمنا عليها. الامر راجع اليك الان... روحك وعقلك ماذا عساك أن تفعل؟ قد تقول انك تستمتع بها وأنه لا يهمك أن تفعلها وقد تكون تلك العواطف التي حملتها سابقا قد تلاشت واصبحت تريد ارضاء شهوتك فحسب. قد لا يعجبك وضعك الحالي وقد تفكر مرات كثيرة في تغيير وضعك لانك تشعر أن هذه العادة عادة قذرة لا تحب أن تستمر عليها... اذن ماذا تفعل الان؟

كيف تتخلص من هذه العبودية وتصبح نظيفا: 

حسنا أنت تريد أن تتخلص من هذه العادة القبيحة وتريد أن تعود لك ارادتك و سيطرتك على نفسك التي فقدتها من جديد وتريد أن لا ترضي هذا الادمان اذن تابع قراءتك لمقالي ودعني احدثك عن أشياء يمكن أن تساعدك لتعود نظيفا من جديد. أنا بالطبع لا أظمن لك أن لا تعود الى فعل هذه العادة القبيحة لان ذلك يعتمد بالدرجة الاولى عليك ولكني هنا أحاول أن اساعدك قدر الامكان. أذا كنت فعلا تريد أن تصبح نظيفا أو على الاقل أن تقلل من الرغبة المشتعـلة بداخلك يتحتم عليك أن تزيل كل شيء حولك مما يثيرك جنسيا. على سبيل المثال أزل صور الفتيات الجميلات والصور التى لديك على جهاز الكمبيوتر وتخلص من المجلات الخليعة لديك وكل ما لديك مما يثيرك. ربما تكون قد فعلت بعض هذا ولكن اذكرك أنه يجب عليك أن تتم ما قمت به وتزيل "كل ما يثيرك" تماما وذلك لانه حينما تأتيك نوبة الادمان في المرة القادمة ستقوم بالبحث عن هذه الاشياء التي ذكرت وسوف لن تقاوم الاغراء.

المرحلة الاخرى هي ازالة مصدر الاثارة فعلى سبيل المثال اذا كنت تقوم بزيارة شخص ما لترى عنده هذه الاشياء التي ذكرتها سابقا كالمجلات الخليعة أو الافلام الماجنة مثلا يتحتم عليك قطع زيارتك لهذا الشخص أو الاشخاص مهما كلف ذلك. أذا كانت تغـريك بعض المجلات التي تظهر فيها صور النساء شبه عرايا فقم من الان بقطع اشتراكك بهذه المجلات واستبدلها بمجلات أخرى ليس فيها صور نساء. أذا كان لا يمكن لك أن تتمالك نفسك أمام الانترنت حيث تذهب مرغما بادمانك الى الصفحات الممنوعة وتبحث عنها بشق الانفس افصل جهازك عن الانترنت ولا تنسى أن تحذف كل الملفات الموجودة في الذاكرة المؤقتة للمتصفح .

بالطبع لا يمكن أن تستطيع أن تتجنب تماما رؤية شيء ما يجعل تفكيرك يذهب في ذلك الاتجاه الممقوت. على سبيل المثال اعلانات التلفزيون , والملصقات , أو حتى النساء في الشارع ربما. هذه الاشياء ستكون حتما هناك دائما ولكن من المهم جدا أن تخفف المصادر التي تشحن رغبتك الجنسية فالقليل من هذه الرغبة اذا ما وجدت فتعتبر طبيعية وعادية ولكن العصر الذي نعيش فيه بمجلاته وقنواته الفضائية ونسائه الكاسيات العاريات يعبىء كل ما حولنا لنرى الجنس الاخر الجميل والعاطفي يتحول الى مخلوقات كل همها اثارة الرغبة الجنسية فينا.

لا بد أن تعترف لنفسك:

من المهم الان أن تعترف لنفسك أنك قد أدمنت على العادة السرية. يجب أن يكون ذلك واضحا في عقلك فلن يفيد أبدا أن تحاول اخفاء هذا التفكير والتغلب عليه أو تجاهله أو محاولة اقناع نفسك أنك شخص طبيعي . لان محاولة تطمين الذات في موضوع مثل هذا سيبقي هذا الادمان الخطير في اللا وعي (العقل الباطن) وعندها ستصعب مقاومته.

عليك أن تحتفظ بمذكرة يوميات سرية لك اكتب عليها مثلا "محاولاتي لاصبح نظيفا" أو أي اسم يروق لك وكل يوم قبل أن تنام اكتب كيف كانت محاولتك لذلك اليوم مكافحة هذا الادمان. أكتب كل التفاصيل أكتب ماذا فعلت هل نجحت أم أخفقت ولماذا. هذه اليوميات مهمة جدا فهي أولا تساعدك على تحليل الوضع الذي تنتابك فيه نوبة الادمان وثانيا هذه اليوميات سوف تذكرك كل مساء أنك بالتأكيد عازم على التوقف لان هذا الادمان المقيت سينسيك حتما هذه اليوميات المسائية.

تجنب الاوضاع التي تفعل العادة فيه:

ربما تكون قد حاولت مرارا أن لا تفعلها. ربما كنت في تلك الاثناء على فراشك وحاولت بمشقة أن تقاوم وربما استمريت في المقاومة لمدة معينة ولكنك فشلت وقمت بفعلها. هل حدث معك شىء من هذا؟  لعله من المهم ليس أن لا تفعل هذه العادة فحسب ولكن أن تتجنب تلك الاوضاع التي تغـريك بفعلها بسهولة ... بالطبع ليس من السهل التغلب على هذا ولكن يجب أن تجبر نفسك وتكون أقوى والنصيحة هنا أن تقوم من فراشك بمجرد أن تفتح عينيك وتفيق فمن المفيد أن تجعل الساعة المنبهة تنطلق بصوت مزعج وتحاول القيام بسرعة كبيرة. وهذا قد لا يقضي عليها تماما لانك قد تجد أن نوبة الادمان داهمتك في دورة المياه ولكن هذه الارشادات لا شك ستفيد في التقليل منها وهذا مفيد في رحلة العلاج والنظافة.

  لذلك يجب عليك أن تفتش عن الاماكن التي عادة لا تقاوم فيها ذلك الشعور بممارسة العادة السرية فعلى سبيل المثال اذا كنت ممن يفعلونها مساء على فراشك حاول أن لا تذهب الى فراشك حتى تكون متعبا جدا ثم قاوم لمدة دقائق فقط وستغط في نوم عميق رغما عنك. حاول القيام مبكرا لتظمن أنك ستكون متعبا حينما يأتي المساء وسوف تنام بسرعة. تبدوا كلماتي سهلة ولكن بالطبع هي ليست سهلة جدا.

قم بوضع خطة:

ربما تفكر في بعض الاحيان بهذا التفكير: " حينما أشعر بالنزوة سأقوم بالتفكير بشيء اخر أو سأقوم بفعل شيء ما أملا أن يختفي ذلك الشعور". هذا لا شك شيء جميل أن تبدأ ولكن هذا لا يكفي فيجب أن تقوم بوضع خطة محكمة توضح فيها ماذا يجب أن تفعله حينما تشعر أن افكارك بدأت تجنح الى فعل العادة السرية. هناك أشياء أخرى يمكنك فعلها لتغييب النزوة وهي الاتصال بشخص ما أو اللعب برياضة الجري أو القفز أو أي رياضة أخرى أو شىء اخر تفعله حالما يأتيك ذلك الشعور.

ولا أنسى أن أذكرك قبل هذا كله أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فالوقوف بين يدي الله عز وجل من أعظم الامور التي تفيد كيف لا وكل ما ذكرته لك لا يمكنك الاستفادة منه الا بعد توكلك على الله ودعائه أن يريحك ويحميك من هذه النزوة الشيطانية التي ترهق بدنك وتثقل خطواتك.

ركز في شيء ما:

انه من المهم أن يكون لديك شيء لتركز تفكيرك فيه فان نزوة الادمان تأتيك بسهولة حينما لا تفعل شيئا فلا تعطي نفسك أي وقت فراغ. خطط لنفسك لفعل شيء كاللعب على الكمبيوتر واحراز أعلى النتائج في اللعبة. تعلم شيئا جديدا طالما حلمت بتعلمه. تعلم مثلا هواية جديدة...

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة