الرد على اسئلة القراء

لا استطيع التحكم بانفعالاتي


  • رقم المجموعة : 1620 تاريخ النشر : 2020-04-20
  • إعداد : دعاء محمود وظيفة المعد : اخصائية نفسية
  • المشرف : د.محمود ابو العزايم وظيفة المشرف : استشارى الطب النفسى


السلام عليكم

أنا عمري 17 سنه مشكلتي اني أنا عصبية ولا استطيع التحكم بانفعالاتي ولا على عصبيتي وتنتابنى نوبات غضب حتى على أمى  وأهلي وأصدقائي .. الشيء الذي اكرهه في نفسي هو اني أتعامل مع أمي بالصراخ  ..ومن جهة أخرى أصبحت لا احب الكلام مع الناس حتى لو جلست مع شخص ما لا اجد موضوع لأحادثه فيه ومرات تأتيني نوبات بكاء بدون سبب أرجو منكم المساعدة لأني مليت من هذه الحالة التي أنا فيها وجزاكم الله خيرا

الابنة الفاضلة

الغضب كظاهرة نفسية هو أحد الانفعالات أو العواطف التي تعتبر إشارة أو دلالة على مواجهة الضغوط أو عوامل الإحباط في الحياة وعلى الرغم من عدم التشابه بين عاطفة الحب وبين الغضب إلا أن كليهما يفيد الإنسان لو أحسن التعبير عنه بأمانة وصراحة تامة في الوقت المناسب دون لبس أو غموض أو محاولة لتجاهل هذا الشعور أو الانفعال. ويكمن الخطر النفسي الناتج عن الغضب عندما يتراكم داخل النفس البشرية حيث ينتج عنه الأمراض والاضطرابات النفسية المختلفة وينتج عن هذه الاضطرابات تأثيرات جسمانية فيزداد استثارة الجهاز العصبي اللاإرادي وينتج عن ذلك الاضطرابات بالقلب والصدر مع اضطراب الهضم وزيادة حموضة المعدة وتقلص القولون (القولون العصبي) وكذلك الصداع العصبي الناتج عن التوتر النفسي.

    وللتغلب على الغضب والتوتر ينصح بمراعاة هذه النصائح:

- حاولى دائماً أن تتعرف على الشعور والانفعال الأساسي وراء ظاهرة الغضب لديك مثل الخوف أو الألم أو عوامل الإحباط والتوتر والقلق.

-  أن تشعرى بالألم أو الإحباط أو الخوف معناه إنك إنسان له أحاسيس وهذا ليس عيباً فيك أو عجزاً منك لذلك حاولى أن تعبرى عن هذا الشعور وتشرحيه بالكلام كلما سنحت لك الفرصة لذلك.

- يجب أن تعلمى وتؤمنى بأن الغضب هو إحدى الوسائل التي يعبر بها الفرد عن احتياجاته وطلباته ولكنها ليست الوسيلة الوحيدة أو المثالية لهذا فعليك أن تلتمسى بعض العذر لمن يغضب أمامك وتحاولى مساعدته.

- بدلاً من أن تعتبرى من يغضب أمامك يحاول إيذاءك أو إلحاق  الألم والضرر بك تذكرى دائماً أنه يعبر بطريقة ما عن إحساسه بالإحباط والتوتر. وأن هذه هي طريقته التي تعود أن يستجيب بها لهذه الضغوط النفسية.

 - حاولى أن تستمعى إلى عبارات الغضب من الشخص الذي أمامك بقدر المستطاع ولكن حاولى معرفة ما وراء هذه الظاهرة من ألم أو إحباط وفشل.

 - سلوك الغضب هو سلوك فردي يتعود عليه الإنسان ولكنه سلوك مكتسب وممكن التخلص منه بالتعلم والتدريب والإدارة.

- يمكنك المشي مسافات طويلة أو أداء أي عمل يدوي خفيف عند شعورك بالغضب والتوتر ولكن تجنبى استعمال الآلات الخطرة أو قيادة السيارات لأن ذلك قد يعرضك لأخطار الحوادث أثناء ثورة الغضب.

- التدريبات العضلية يمكنها ن تخفف كثيراً من حدة التوتر الداخلي لدى الفرد والذي يسبب الغضب والثورة.

 - تنازلى أحياناً عن إصرارك واعتقادك بأنك على صواب وأن الخطأ هو خطأ الآخرين، تذكرى بهدوء أنك قد تكونى مخطئة وأن إحساسك بهذا الخطأ لن يقلل من شأنك وأن اعترافك أمام الآخرين قد يزيد من منزلتك ويرفع من قدرك لديهم.

وقد وصانا القرآن الكريم إلى التحكم في انفعال الغضب فحينما يغضب الإنسان يتعطل تفكيره وبفقد قدرته على إصدار الأحكام الصحيحة ويحدث أن تفرز الغدتان الكظريتان هرمون الأدرينالين الذي يؤثر على الكبد ويجعل الإنسان أكثر استعداد وتهيؤاً للاعتداد البدني على من يثير غضبه. ولذا كان التحكم في انفعال الغضب مفيداً فهو يساعد على أن يحتفظ الإنسان بقدرته على التفكير السليم وإصدار الأحكام الصحيحة  ويتجنب الوقوع في الإحباط والاكتئاب وكذلك يحتفظ الإنسان باتزانه البدني فلا ينتابه التوتر البدني ويتجنب الاندفاع ويؤدي إلى كسب صداقة الناس ويساعد على حسن العلاقات الإنسانية بوجه عام.

"ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" (فصلت: 34)

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة