الرد على اسئلة القراء

لعلي لم افهم طريقة العلاج


  • رقم المجموعة : 1612 تاريخ النشر : 2020-02-10
  • إعداد : دعاء محمود وظيفة المعد : اخصائية نفسية
  • المشرف : د.محمود ابو العزايم وظيفة المشرف : استشارى الطب النفسى

 السلام عليكم

أعاني من الوسواس القهري في الذات الالهية  وشكوك في العقيدة وظلت اقاوم هذه الافكار السيئة التي ترد الى ذهني دون جدوى مما ارهقني جدا واتعبني وسبب لي الاحباط حتى فقدت الامل في الحياة معافاة سليمة وقام اهلي بأخذي الى الطبيب لتشخيص حالتي فشخصها بانها وسواس قهري ولكنهم رفضوا اعطائي العلاج بسبب خوفهم علي من العلاج حيث يعتقدون ان علاج الامراض النفسية يسبب الادمان على العلاج ولا يفعل شيئا ولجأت الى النت لأبحث عن علاج لي فوجدت موقع لخبير نفسي يعرض طريقة للعلاج ما فهمته من هذه الطريقة ان ادع الفكرة تتردد في ذهني ولا اقاومها ولا استغفر الله كما افعل دائما ولا أناقش صحتها ولا اصححها وفعلت ذلك من يأسي وقلة حيلتي وشدة معاناتي لعلي ارتاح قليلا وياللعجب قلت الوساوس بل والشك ايضا ولكنها لم تذهب مطلقا ولكن ضميري يؤنبني جدا كيف لفكرة سيئة ان ترد على ذهني عن ربي ولا اردها وبعد ارتياحي بنسبة ما بسبب هذه الوصفة ظلت الافكار ترد الى ذهني هي هي ولكن ليست بالحدة السابقة حتى اني استطيع ايقاف الفكرة السيئة في منتصفها ولا اكملها ولكن قلت لنفسى بل اتركها تتردد واتجاهلها لعل المرض يقل بنسبة اكبر وفعلت ذلك ولكن زاد تأنيب ضميري ... كيف لي وأنا استطيع ان اوقفها ولا افعل حتى لو كان بغرض العلاج... لعلي لم افهم طريقة العلاج، ولعل ربي غضبان علي الان وسألاقي عذابه.

ارجوكم هل انا مخطأة هل سيحاسبني الله ؟ لا اعلم كيف اتصرف وماذا أفعل؟

الابنة الحائرة

المصاب بمرض لوسواس القهري يتمنى لو أنه يتخلص من الأفكار الشنيعة التى ترد في ذهنه خصوصا اذا كان محتوى الوساوس في النواحى الدينية، ولكنه لا يقدر لشدة قلقه بسبب تلك الأفكار، والسبب يرجع في ذلك أن الوسواس القهري هو مرض حقيقي نفسي ويرتبط ارتباط مباشر باختلال كيميائي في المخ، وتقول الدراسات أن المرض قد ينشأ في الشخص وراثيا.

وإحدى مشاكل هذا المرض هو عدم المعرفة الصحيحة بماهيته، فالتشخيص الصحيح للمرض هو أول العلاج، فالكثير من المرضى بالوسواس القهري لا يعرفون أنهم مصابين بمرض اختلال في الكيمياء في المخ فيتصور بعضهم أنهم إما أن الجن أو الشياطين يقومون بالتشويش على أفكارهم أو أنهم ضعيفوا الشخصية أو أن الله غاضب عليهم، والمشكلة أن هذا التصور للمرض لا يؤدي إلى العلاج بل ربما إلى زيادة حدة المشكلة. أضف إلى ذلك أنه وفي بعض الأحيان (وخصوصا في عالمنا العربي) لا يقوم الكثير من الأطباء بتشخيص المرض بالطريقة الصحيحة إما لقلة اطلاعهم على المستجدات أو لعدم اكتراثهم .

والمشكلة الأخرى هي أن المريض قد يحرج من أن يخبر أحدا بمرضه خوفا من أن يعتقد الناس أنه مجنون أو غريب أو ما شابه، وقد يكون السبب في ذلك أنه يعتقد أنه من العيب أن يفكر بهذه الطريقة فكيف إذن يخبر الغير بذلك؟ أضف إلى ذلك أن البعض قد يتصور أن هذا المرض ليس مرضا، بل قد يعتقد أن ما يقوم به إنما هو صحيح، خصوصا في بعض الوساوس التي تختص بالعادات القهرية، فمثلا الذي يقوم بتكرار الوضوء لاعتقاده بأنه أخطأ أو لأنه يريد أن يتقنه فيكرر ويكرر ويكرر ليس اعتقادا منه بأنه مريض، بل لاعتقاده أن ما يقوم به صحيح، لذلك فهو لا يقوم بالعلاج لأنه يعتقد أنه لا يحتاج إليه.

وإحدى المشاكل التي تصادف أهل المريض هو كيفية مقابلة المرض، فهناك من يحاول مقابلة المرض بالعقلانية، وآخر بالغضب، وآخر باليأس وهكذا، ولكن المشكلة أن محاولة العلاج بهذه الطرق قد يفاقم المشكلة، ليس هناك أسوء من محاولة التصدي للفكرة في رأس المريض والجدال معها، فالمجادلة لا تجدي، فليس هناك مجادلا محنكا قدر ما هو موجود في رأس المريض، فما أن يحاول أهل المريض بطريقة لفهم الوسواس إلا واستجاب الوسواس بطريقة خبيثة وازداد قوة.

لذلك أنصحك بضرورة الذهاب لأقرب طبيب نفسي حيث تعتبر الوسيلتين الأكثر فعالية في علاج حالات الوسواس القهري هي العلاج بالأدوية والعلاج السلوكي. وعادة ما يكون العلاج في أعلى درجات فعاليته إذا تم الجمع بين العلاجين.

ومن الصعب جدا على المريض علاج نفسه، وخصوصا أن العلاج السلوكي يحتاج إلى مواجهة المرض، وقد لا يعرف مدى شدة الألم الذي يصيب المريض بمرض الوسواس القهري سوى الشخص المصاب به، ولكن هذا الألم لا يمكن الهروب منه، لذلك أقول للمريض بالوسواس القهري أن المرض لن يختفي إن ترك للوقت، فالعلاج وإن كان مؤلما في البداية ولكنه بعد مدة من الزمن سيذهب، وهذه الأفكار التي تزعج وتقلق المريض ستزول وتضعف تدريجيا، حتى تصبح بلا قيمة.

ومن المهم جدا أن يقوم المريض بأخذ الدواء إذا ما وصفه الطبيب المختص له، خصوصا أن الأدوية في الوقت الحالي وصلت إلى مرحلة متقدمة، ويقوم الدواء بزيادة نسبة مادة السيروتونين في المخ بحيث يستعيد المخ نشاطه الطبيعي وتزول الأفكار السلبية.

ولكن المشكلة في تعاطي الدواء أنه يحتاج إلى عدد من الأسابيع حتى يبدأ بالتأثير الإيجابي على المريض، وهذه هي المشكلة، وخصوصا أن المريض على عجلة من أمره، لذلك قد يترك المريض الدواء مبكرا، والمشكلة الأخرى أن بعض الأطباء الذين يصفون الدواء للمريض لا يؤدون دورهم في تبيان كيفية عمل الدواء والمدة التي يستغرق الدواء قبل أن يحصل التأثير المطلوب. فالذين يصف لهم الطبيب الدواء عليهم أن يستمروا في أخذه حتى الشفاء

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة