السلام عليكم
أرجو إفادتي في توصيف
حالة ابني 10 سنوات .. حيث يمر منذ شهرين بحالة ضيق بسبب أفكار سيئة تراوده بشكل
مستمر طوال اليوم حول النظافة .. حيث يتخيل دائما أشياء يخاف أن تتسبب في تلوث يده
فيقوم بغسلها كل ساعة .. ثم تطور إلى الأسوء إلى كل 10 دقائق تقريبا .. مما سبب له
هياجا عصبيا وضيقا بكاء شديدًا بسبب عدم استطاعته وقف هذه العادات والأفكار التي
تراوده بشكل مستمر.
مع العلم أن هذه
المشكلة في يده فقط، فهو يخاف بشكل مستمر من الجراثيم والأمراض التي يمكن أن تصيبه
لو لم يغسل يده، ولكن الأمر استحال إلى غسل يده بشكل مرضي لا يستطيع التوقف عنه،
وكذلك هذه الأفكار التي تراوده لا يستطع الكف عتها مهما حاول.
قمنا باستشارة أخصائي
نفسي تربوي يعالج الأطفال من أمراض التوحد والإعاقة الذهنية ومشاكل التخاطب .. أفاد
بعد رؤيته بأنها ليست وسواسا قهريا وإنما أفكارا مكبوتة في العقل الباطن ناتجة عن
معتقدات خاطئة وهي حالة ذهنية أقرب ما تكون إلى (الذهان) في حالة مبكرة.
برجاء إفادتي في توصيف
هذه الحالة .. هل هي وسواس قهري أم ذهان أم ماذا؟ وما العلاج المناسب له؟
برجاء مد يد العون
وتقديم النصيحة. وجزاكم الله خيرا،،
الاخ الفاضل
من وصفك لما يعاني
منه ابنك يتضح أنه يعاني من مرض الوسواس القهري ... والوساوس هي أفكار غير منطقية تحدث بشكل متكرر وتسبب
الكثير من القلق ولكن لا يمكن التحكم بها عبر التفكير بأفكار منطقية. ففي مرض الوسواس
القهري، يبدو وكأن العقل قد التصق بفكرة معينة أو دافع ما وأن العقل لا
يريد أن يترك هذه الفكرة أو هذا الدافع ويتمنى معظم المصابون بمرض الوسواس القهري
بشدة أن يكونوا قادرين على التوقف عن الأفعال القهرية. ولكن المشكلة الأساسية
في عدم التوقف هو القلق النفسي. حيث يعاني الشخص المصاب بمرض الوسواس القهري من
القلق الحاد من الأعراض التي يركز عليها والتي تعلق بذهنه. ويعتبر مرض الوسواس
القهري هو مرض الشك، فيحس الشخص المصاب بهذا المرض بأنه لا يمكنه أن يتأكد من
أن الشيء الذي يقلقه قد تم إنجازه بشكل كامل. وعادة ما تعبر هذه الرغبة عن
نفسها في شكل أعمال قهرية مثل غسيل اليدين فلا يستطيع الشخص-مهما حاول بجدية -أن
يشعر بأن يديه نظيفة حقيقة. ولهذا يستمر هؤلاء الأشخاص في غسيل أيديهم. ومع
القيام بالأعمال القهرية، يتزايد القلق إلى مستويات مرعبة إذا لم يستمر المريض
في القيام بهذا العمل القهري....
وأنت تتساءل عن الخطوات الأساسية للتخلص من هذا المرض والجواب هو أن الوسيلة الأكثر فعالية في وقف الوساوس هي
وقف الأعمال القهرية. فعندما يتوقف المرء عن القيام بالأعمال القهرية، فإن
الوساوس تقوى في البداية - مع زيادة الإحساس بالقلق- ولكن مع مرور الوقت تقل
قوتها وتصبح اقل إحداثا للقلق. وهذه الوسيلة أيضا لن تفلح إلا بمساعدة الطبيب
النفسي وإحدى المشاكل التي تصادف أهل المريض هو
كيفية مقابلة المرض، فهناك من يحاول مقابلة المرض بالعقلانية، وآخر بالغضب، وآخر
باليأس وهكذا، ولكن المشكلة أن محاولة العلاج بهذه الطرق قد يفاقم المشكلة، ليس
هناك أسوء من محاولة التصدي للفكرة في رأس المريض والجدال معها، فالمجادلة لا
تجدي، فليس هناك مجادلا محنكا قدر ما هو موجود في رأس المريض، فما أن يحاول أهل
المريض بطريقة لفهم الوسواس إلا واستجاب الوسواس بطريقة خبيثة وازداد قوة.
لذلك أنصحك بضرورة الذهاب بابنك لأقرب طبيب
نفسي حيث تعتبر الوسيلتين الأكثر فعالية في علاج حالات الوسواس القهري هي العلاج
بالأدوية والعلاج السلوكي. وعادة ما يكون العلاج في أعلى درجات فعاليته إذا تم
الجمع بين العلاجين.