السلام عليكم
عندي 21 سنة ، مشكلتي تبدأ منذ الصغر حيث كان أبى
وأمى يقولان لي دائما انى أقل ذكائا من اخوتى وان عقلي يميل للمواد الأدبية وليس
العلمية لان أبى كان يذاكر لي مادة الحساب في المرحلة الابتدائية كنت لا افهم منه
شيئا وأنا اعرف أن العيب في طريقة شرحه وليس في عقلي ، ومنذ ذلك الحين بدأ يتردد
في البيت انى اقل ذكائا من اخوتى ، حيث كانت أمى تفتخر بأخواتي أمام الناس بأنهم
عباقرة رياضيات ولكن محمد مخه أدبى، وكان أخواتي يقولون لي ذلك أىضا ولكن بطريقة
غير مباشرة ، مع انى والله كنت من المتفوقين وكنت من أذكى الطلبة وكان لي ترتيبا
دائما على المدرسة وفى نفس الوقت أنا لا أنكر أنهم اذكي منى ولكن هذا لا يعنى انى
غبي حيث كان لهذا الأسلوب الذي اتبعوه معي طوال هذه السنين تأثير نفسي سيء جدا حيث
فقدت الثقة في نفسي وفي عقلي تماما واقتنعت انى فعلا غبي وأن هذه هي إرادة ربنا ،
وتفاقمت هذه المشكلة حيث عندما كنت أذاكر أى مادة علمية اشعر بالضعف أمامها وعندما
تقف أمامي مسألة صعبة كنت اتركها لإدراكي انى لا استطيع حلها ، وانتهى بي المطاف
بدخولي لكلية التجارة ودخولهم لكلية الهندسة التي كانت حلم حياتي .
أنا الحمد لله لا اشعر تجاههم أو تجاه أى احد
بالغيرة ولكنى اشعر دائما بالنقص الشديد وأنى لا أساوى شيئا خاصة أن معظم المحيطين
بي من الأقارب أطباء ومهندسين واشعر بالفشل والإحباط وعدم الرضا والإخفاق في
الوصول لأى هدف لدرجة انى كرهت نفسي فأنا كنت من هواة التميز ولكنى الآن لا استطيع
أن أتخيل نفسي في ذلك الوضع ، وفى نفس الوقت أنا لا استطيع أن أنسى أنهم السبب في
كثير من مشاكلي ، وهذه المشكلة لم تنتهي بدخولي لكلية التجارة بل مستمرة معي حيث
عندما آتى للمذاكرة تسيطر عليا فكرة انى لا استطيع المذاكرة واني لن افهم شيء وان
هذه هي قدراتي التي خلقني بها الله ولا استطيع طرد هذه الفكرة من ذهني مما جعلني
ارسب العام السابق في الكلية، وأنا لا أريد أن ارسب هذا العام فهذه المشكلة تعوقني
عن الكثير من الأعمال الدراسية أو غيرها التي تعتمد على التفكير وفى نفس الوقت لم
استطع استعادة ثقتي بعقلي التي فقدتها منذ سنوات طويلة وذلك كله يرجع إلى انى
اقتنعت فعلا أن قدراتي محدودة وأنا آسف على إطالة الحديث ولكن لو سمحتم أرجو أن
يتم الرد عليا بسرعة ولا أريد أن تتكرر مأساة العام السابق وشكرا كثيرا وجزاكم الله عنا كل خير.
الأخ الفاضل: -
لقد عشت قلبا وقالبا مع توقعات أسرتك فيك بالرغم
من شعورك الداخلي بعدم صدق تلك التوقعات علي الإطلاق لكنك فضلت أن لا تخيب سوء
ظنهم فيك وان لا تجهد نفسك لتظهر إمكانياتك التي لا يعترف الآخرون بوجودها من
الأساس.
سيدي لا تجعل من كلية التجارة مقبرة تدفن بها كل
أحلامك وآلامك بل على العكس انظر إليها على أنها فرصة أخيرة لتثبت لنفسك وللآخرين
أنك تمتلك من القدرات ما يميزك ويجعلك أكثر نجاحا وتفوقا.
نعم سيدي لا تستسلم لتلك الأفكار السلبية
واستبدلها فورا بأفكار إيجابية تدفعك وتحفزك علي النجاح وعلي البحث بداخلك عن
جوانب ضعفك والعمل علي تقويتها ونصيحتي لك أن لا تجعل المحيطين بك هم من يقيمونك
ويقيموا قدراتك ولا تجعل مستقبلك رهينة لتوقعاتهم خاصة إذا كانت تلك التوقعات
سلبية ومحبطة لكن أن نكتئب ونصاب بالإحباط عندما لا نجد المعاملة المتوقعة منهم
فهذا ما يهدم ويؤدي بنا إلي الفشل وما دمت واثق من قدراتك لا تهتم إلا بنفسك
وبمستقبلك.