السلام عليكم
أنا علي من فلسطين عمري 21 سنه أعاني من وسواس
قهري ورهاب جماعي .أنا طوال الوقت أحس ان تفكيري فارغ ولا أفكر بشيء
وعندما أحاول التفكير تبدأ نفسي بالغناء بنغمه ولا استطيع إيقافها كأنه لدي راديو
في عقلي ولا استطيع إيقافه وهذا الشيء يزعجني كثيرا ولا استطيع تحمله. أنا طوال الوقت غاضب ولا أطيق الكلام مع احد
دائما تأتيني أفكار تقتلني وهي من الماضي مثل حدث صار معي وأتألم منه واغضب وأتخيل
مواقف وأعيشها وأتجاوب معها لا اعرف ماذا افعل الرجاء المساعدة بأسرع وقت
ولدي مشكله أخرى هي أني عندما أتكلم مع احد غريب أو
قريب أحيانا اقلق وأتلعثم أحس انه ليس لدي شخصيه ودائما أتخيل مواقف غيري لأفعل
مثلها لا اعرف ماذا يحصل لي .أنا بهذا الحال
منذ 6 سنوات ساعدوني وشكرا
الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن
يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكر فيها انك تعاني من وجود وساوس قهرية عبارة
عن نغمة تدور فى ذهنك لا تستطيع إيقافها مما يؤدى بك الى الغضب والضيق الشديد
وكذلك القلق الاجتماعي عند التحدث للغرباء ومن كل تلك الأعراض يتضح انك تعانى من
مرض الوسواس القهرى المصاحب بسمات القلق
ويعتبر الوسواس القهريّ
أحد الأمراض العصبية التي تواجه الأفراد، ويتمثل بانحسار المصاب بفكرة وسلوك معين
لا يمكن الخروج عنه ولا مقاومته مصحوب بالشعور بالقلق والتوتر، للحد الذي قد يتسبب
بالتوتر الشديد والاكتئاب إذا ما تم التخلي عن الفكرة أو عدم تنفيذها، مع العلم أن
المصاب على علم وإدراك بأن ما يقوم به خاطئ وخارج عن المألوف، معتقدين أن سبب
إصابتهم بالمرض نتيجة لضعف شخصيتهم، أو إصابتهم بمرض نفسي.
والوسواس القهري هو من الأمراض النفسية التى تعيق المصاب وهو يبدأ في عمر مبكر
سواء عند الذكر أو الأنثى ، ومن يصاب به يكون محاط ومحاصر بالأفكار السوداوية
والغريبة والمقيتة ، ومصاب بالقلق والتوتر الألم من فكرة متسلطة ومتجبرة ويعتبر
المصاب ان الأمر مسألة حياة أو موت بالرغم من اقتناعه داخلياً أن السلوك الذي
يتبعه سلوك خاطئ وغير منطقي ، فالمصابين على الغالب يعتبرون أنهم ضعفاء شخصية أو
أنهم ممسوسون من الجن والشياطين مما يزيد حالة الضعف النفسي وزيادة حدة المرض بشكل
واضح جداً وبشكل متصاعد وخطير .
وتشير أحدث التقارير عن المرض بان ما نسبته أكثر من 66% من المصابين تحدث الإصابة
لهم في سن الطفولة وقبل بلوغ العام العشرين مما يسبب غالباً بالتأخير بتشخيص المرض
والعلاج منه وهذا يؤدي لحدوث مضاعفات وزيادة المعأناة من المرض مثل الاكتئاب
والمشكلات العائلية والزوجية لأن أعراض المرض تكون وساوس وأفكار وشكوك خطيرة
وعادات وسلوكيات غريبة كاستحواذ فكرة النجاسة وأفكار العنف والشكوك بالطبيعة
وأفكار دينية مؤلمة واستحواذ الأفكار الجنسية العنيفة وأفكار خيالية غير واقعية
يتصور المريض بأنها حدثت ويتعايش مع حدوثها .
والمريض بالوسواس القهري يحاول التخلص من أفكاره الغير منقطعة عن طريق التصرف بطرق
وعادات يعتقد أنها اضطرارية ويكون غير سعيد بالقيام بها لكن يغلبه نفسياً الحاجة
للقيام بها والضرورة للحصول على الراحة المؤقتة من الوسواس ، فتجد المريض
يقوم إما بالتنظيف الكثير والغسيل الكثير أو بالتوسيخ الكثير وتجده يضطر إلى تجميع
الأشياء ، ويتمنى التخلص من الأفكار الوسواسية لكنه لا يستطيع وفق مخيلته ولا
يتصور أن هنالك من يستطيع معالجته وحل مشاكله بالرغم أن العلاج متوافر ويكون بطرق
وخطوات مدروسة وعلمية وفق حالة المريض
وتشير
الدراسات لحدوث خلل في اتصال الجزء الأمامي للمخ والذي تتمثل وظيفته في الشعور
بالخوف والخطر مع العقد العصبية القاعدية والمسئولة عن السيطرة في بدء وتوقف
الأفكار، والتي تعتمد على الناقل العصبي سيروتونين، والذي يقل عند الأشخاص المصابين
بمرض الوسواس القهري،
وتعتبر الوسيلتين
الأكثر فعالية في علاج حالات الوسواس القهري هي العلاج بالأدوية والعلاج السلوكي.
ويكون العلاج في أعلى درجات فعاليته إذا تم الجمع بين العلاجين. وتتحسن حالة 80%
من المصابين بمرض الوسواس القهري بشكل كبير مع تناولهم العلاج المناسب من العلاج
الطبي والعلاج السلوكي. وقد تحدث حالات انتكاس أو عودة إلى السلوكيات والأفكار غير
المرغوبة … ولكن إذا كان الشخص عازمًا على التغلب على المرض، فيمكن حينئذ أن يتم
التحكم في حالات الانتكاس قبل أن تزداد فتصبح حالة مرض وسواس قهري متكاملة المعالم
وتعتبر الأدوية الأكثر فعالية في علاج حالات مرض الوسواس القهري هي مثبطات إعادة
سحب السيروتونين
الاختيارية ويمكن توقع انخفاض قوة الأعراض بجوالي من 40% إلى 95%مع العلاج. وقد
تستغرق الأدوية من 6 إلى 12 أسبوعا لإظهار التأثير العلاجي الفعال.
وفقك الله وهداك وحفظك
الله من كل مكروه