السلام عليكم
نشكرك يا دكتور على هذا الموقع الجميل وجعلها الله في موازين حسناتك
يا دكتور أنا ابلغ من العمر 34 سنه وأعاني من خوف أثناء ركوب
السيارة خاصتا في الليل وفي السفر وأحس بخوف ورجفة
في المسافات الطويلة، نبضات القلب
تتسارع وأحس بملل من
المشوار وهذه الحالة تزداد في السفر وعند مقابله الجمهور وفي صلاه الجماعة رغم
أنني استخدمت عدد من الأدوية النفسية ولكن لم تفيدني وجزكم الله خير
الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن
يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكر فيها انك تعاني من خوف أثناء ركوب السيارة في الليل وفي السفر مع زيادة نبضات القلب وتزداد الحالة في السفر وعند
مقابله الجمهور وفي صلاه الجماعة ومن كل تلك الأعراض يتضح
انك تعانى من مرض القلق النفسى يدعى الرهاب
والرهاب هو حالة من
الخوف المستمر - غير المنطقي وغير القابل للسيطرة عليه - من شيء ما أو موقف ما أو
نشاط ما. وتختلف أعراض الرهاب ما بين الحالات الخفيفة إلى الحالات الحادة. وتعبر
حالات الرهاب عن نفسها لأول مرة في الفترة ما بين سن 15 - 20 عامًا، على الرغم من
أنها يمكن أن تحدث في بداية سن الطفولة. وتؤثر حالات الرهاب على الأشخاص من
الجنسين ومن مختلف الأعمار والأعراق والمستويات الاجتماعية. ويمكن أن يكون الخوف
الذي يحس به الأشخاص الذين يعانون من الخوف كبيرًا إلى درجة أن الناس قد يفعلون
أشياء كثيرة لتجنب مصدر خوفهم. وأحد ردود الفعل المتطرفة للرهاب هو نوبات الذعر
المرضي.
والأشخاص الذين يعانون من الرهاب الخاص يعرفون بأن خوفهم مبالغ فيه، ولكنهم لا
يستطيعون التغلب على مشاعرهم، وبينما يخاف الأطفال عادة من مواقف أو أشياء معينة،
فإن تشخيص الرهاب يتم فقط عندما يصبح هذا الخوف حائلاً دون القيام بالنشاطات
اليومية مثل الذهاب للمدرسة أو العمل أو الحياة المنزلية.
وفى حالتك فإنك تعانى من نوع من أنواع الرهاب يسمى رهاب الخوف من الأماكن الضيقة
أو الواسعة وهو الخوف من التعرض لنوبة ذعر في مكان أو موقف يكون الهروب منه صعبًا
أو محرجًا (مثل ركوب المصعد أو السيارة أو الطائرة). ويصبح القلق من التعرض لهذه
الأماكن قويًا جدًا إلى درجة أنه يولد نوبة ذعر حادة، وعادة ما يتجنب الأشخاص
المصابين بهذا النوع من الرهاب التعرض للمواقف التي تسبب رعبهم. ويختلف هذا النوع
من الخوف عن الرهاب الاجتماعى- الذى ينحصر فى المواقف الاجتماعية- بأن الخوف يحدث
فى مواقف معينة مثل أن يكون المرء وحيدًا خارج منزله أو أن يكون المرء داخل زحام،
أو أثناء السفر في سيارة أو حينما يكون المرء داخل مصعد أو فوق كوبري. وإذا لم تتم
معالجة هذا النوع من الرهاب، فإنه يمكن أن يصبح مقعدًا إلى درجة أن الأشخاص المصابين
به يلزمون بيوتهم.
...ويتم العلاج بواسطة
العقاقير النفسية المضادة للقلق وذلك تحت أشراف الطبيب النفسي المتخصص كذلك يتم
استعمال العلاج النفسي بنجاح لمعالجة أعراض القلق المرضي مثل العلاج السلوكي
لتغيير ردود الفعل المرضية وذلك باستخدام وسائل الاسترخاء مثل التنفس من الحجاب
الحاجز والتعرض المتدرج لما يخيف المرء. كذلك يتم استخدام العلاج التدعيمي الإدراكي
ويساعد هذا النوع من العلاج المرضي على فهم أنماط تفكيرهم حتى يتصرفوا بشكل مختلف
في المواقف التي تسبب أعراض القلق النفسي
ولذلك ننصح بعرض حالتك
على الطبيب النفسي حتى يستطيع وضع خطة علاج مناسبة لحالتك
وفقك الله وهداك وحفظك
الله من كل مكروه