أنا فتاة عمري
32سنة كنت في علاقة جيدة مع أسرتي والتي تتضمن خمسة أفراد عند زواج اخوتي الثلاثة
عشت مع أمي وأبي وأختى الأصغر مني ولكن مع المدة أصبحت الاحظ أن هناك تفرقة في
المعاملة بيني وأختى من طرف أمي وعشت أياما سوداء كانت دائما أعصابي متوترة ويزداد توتري لأني كنت أقوم بكل ما يمكن ان يرضي
امي عكس أختى الصغيرة فقد كانت كثيرة الدلال والكبرياء ... أقول مع نفسي يجب أن أكون
مثل أختى لأحصل على اهتمام امي . تغيرت شخصيتي من فتاة هادئة تبتسم الى عصبية فظة
كثيرة الحساسية فكثرة المصارعات والكلمات الجارحة بيننا خصوصا عندما قالت احدى
اخواتي الأكبر مني والتي اعتبرتها قدوة ان أمي قالت لها اني اكره أختى الصغرى
فاخواتي كلهم أصبحت لديهم فكرة اني اكره أختى الصغرى ولا أطيق رؤيتها في البيت
وبالتالي فقد اصبحوا كلهم يعاملونها كطفلة صغيرة لا يرفض لها طلب .أنا لست أغار
منها لكن لم اقبل هذا الوضع خصوصا من اقرب الناس- أسرتي والبيت الذي يجب ان اجد
اكبر راحة فيه - خصوصا وان التفرقة بين وأختى لازالت مستمرة من طرف إخوتي اكثر
فليومنا علاقتنا أنا وأختى الصغيرة منقطعة فهي تظن اني أغار منها وأنا ولله لست
كذلك . من كل هذه المواقف اجد نفسيتي غير مرتاحة ، اكثر عصبية وقليلة الثقة بنفسي
ولدي تخوفا اجتماعي مع اني في الحقيقة احب تكوين لى علاقات مع الناس فماذا افعل؟؟؟
الأخت الفاضلة
السلام عليكم
ورحمة الله
نسأل الله تعالى
أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي
أرسلتها والتى تذكرين فيها انك تعانين من وجود تفرقة فى المعاملة بينك وبين أختك
الصغرى من جهة الأسرة مما أدى إلى شعورك بالتوتر والعصبية والخوف الاجتماعى .
الأخت السائلة إنّ رابطة الأخوة بين الأبناء تقوم على أساس
العلاقة النسبيّة والعقيديّة ، وعلاقة العيش في ظلال الأبوين في بيت واحد .. وبذا
فهي رابطة قويّة متينة ، وتعميقها وترسيخها دليل على تفهّم الاُخوان لمعنى الأخوة
، ودليل على رقيّ وضعهم الأخلاقي .
والأخوة في الأسرة
يعيشون متفاوتين في السنّ والجنس (ذكوراً وإناثا) ، وفي المستوى الثقافي والفكري
.. وفي الحالات النفسية والصحِّية والميول والمؤهِّلات الذاتية ..
والعيش في الأسرة
يتطلبّ منهم جميعاً أن يكونوا منسجمين .. إنّ الانسجام يتحقّق في الحبِّ والأىثار
، والتحيّة ، والهديّة ، والإحترام المُتبادَل ، والتعاون ، وتناول الطّعام في
مأدبة مشتركة ، والتفاهم من خلال الأحاديث الودِّيّة .. والعفو والتسامح في حال
حدوث المشاكل بينهم ، والعمل على حلِّها عن طريق التفاهم ..
إنّ مقدّمة
الأعمال التي تحقِّق الحبّ والإنسجام في العلاقة اليومية هي التحيّة .. فالتحيّة
هي مفتاح القلوب ; ذلك لأنّها تُعبِّر عن الحبّ والاحترام والعلاقة الودِّيّة ..
وهي تزيل ما في النفوس من غموض ، أو أذى وعدم الرضى ..
إنّ إشاعة
التحيّة بين أفراد الأسرة تشيع المودّة والاحترام، ولأهمِّية التحيّة في العلاقات
البشريّة ، نجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يحثّنا على إفشاء السّلام ،
وأداء التحيّة ; لأ نّها الطّريق إلى القلوب .. والكلمة التي تزرع الحبّ في النفس
.
قال الرّسول
الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لا تدخلوا الجنّة حتّى تحابّوا، ولا تحابّوا
حتّى تؤمنوا ، أوَلا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السّلام بينكم» .
ويعلِّمنا
الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أدب التحيّة بقوله: «خيركم مَن يبدأ صاحبه
بالسّلام» .
إنّ التعاون بين
الاُخوة في الاُسرة ، عنصر أساس من العناصر التي توفِّر السّعادة، وجوّ الانسجام
في الأسرة، وتجلب بركة الرّحمن للجميع..
إنّ بعض الأخوة
قد يكون متفوِّقاً في دراسته ، أو متقدِّماً على أخته أو أخيه في هذا المجال ..
فمن حقّ الأخ على أخيه أن يساعده على تعلّم بعض دروس الحياة ، أو يعلِّمه خبرة أو
فنّاً .. أو استخدام الكومبيوتر ... إلخ ، أو يرشده إلى تجاوز المشاكل والتغلّب
على الصّعوبات ..
إنّ ذلك يُساعد
الأخ على شقِّ طريقه في الحياة .. ويجعله مُستعدّاً لأن يقدِّم لك العون والمساعدة
في حالة أخرى .
وقد يكون أحد الأخوة
قد توفّرت له فرص العمل، والحصول على دخل مناسب ، ولم يزل أخوه ، أو اُخته بحاجة
إلى مساعدته الماليّة .. فمن حقّ الأخوة ، ومن الإحسان الّذي يحبّه الله سبحانه ،
أن يساعد إخوانه وأخواته ، فيخفِّف عنهم ، وعن أبويه تكاليف الحياة ، ويُشعِر إخوانه
بالإحسان والمحبّة، ويجعلهم يفكِّرون بردّ الجميل والإحسان إليه..
إنّ بعض أبناء الأسرة
قد يكون عصبيّاً ، أو حسّاساً ، ووضعه في الأسرة يثير مشاكل مع بعض إخوانه أو
أخواته ، أو قد يتكوّن عنده شعور غير صحِّي تجاههم ، وقد يطلق كلمات جارحة ، أو
يقوم بعمل مُثير للغضب .. وقد يردُّ الأخ على أخيه بالمثل ، فعندئذ تتوتّر العلاقة
في الأسرة ، وتتعقّد الأجواء ، وتتطوّر المشكلة ..
وعندما تحدث مثل
هذه الحالات ينبغي تقدير ظروف الأخ ، أو الأخت النفسية ، أو العصبية ، وأن يُقابَل
الغضب والانفعال بهدوء ، ودونما مواجهة ، ثمّ نعود بعد فترة ساعات ، أو في اليوم
التالي ، فنبحث معه المشكلة المباشرة ، أو من خلال أحد الأبوين أو الأخوة ، أو
الأصدقاء .. ونعمل على حلِّها ..
إنّ العفو
والتسامح والسيطرة على النفس عند الغضب ، موقف أخلاقي يكشف عن قوّة الشخصية ،
وسلامة النفس من الحقد والروح العدوانية .. لقد امتدح القرآن الكاظِمين الغيظ
والعافين عن الناس ، واعتبر ذلك إحسانا منهم وعطفاً على الآخرين .. قال تعالى
:(الَّذِينَ يُنْفِقونَ في السَّرّاءِ والضَّرّاءِ والكاظِمينَ الغَيْظَ
والعافِينَ عَنِ النّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ المحسِنِين ). ( آل عمران / 134 )
الأخت العزيزة
اجلسى مع الأسرة جلسة مودة ومصارحة وليفتح كل منكم قلبه بمحبة وليحاول كل منكم أن
يتفهم أحاسيس أخيه وليلتمس له العذر فى كل أخطائه وهفواته حتى نستطيع أن نتجنب
همزات الشيطان الذى يريد أن يوقع بيننا العداوة والبغضاء والحقد والحسد وما يصاحب
ذلك من الأمراض النفسية التى تعيق الحياة.
وفقك الله وهداك
وحفظك الله من كل مكروه