الرد على اسئلة القراء

اخفي في نفسي عقدا نفسية كبرى


  • رقم المجموعة : 1535 تاريخ النشر : 2018-02-14
  • إعداد : عفاف يحيى وظيفة المعد : اخصائية نفسية
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم

نشكركم على موقعكم المتميز بردكم الثقة في نفس الانسان والله شاكر لكم.احيطكم علما أنكم أول منبر أوجه اليه مشكلتي مشكلتي اخواني بدات منذ ولادتي حيت ولدت واحدى الخصيتين لم تنزل الى الصفن ولجهل الابوين لم يقوما بالعملية الجراحية .ولما بلغت ال18 ووعيت بالحياة الجنسية سارعت بنفسي لاجرائها فقال لي الطبيب ان كانت صالحة سننزلها الى مكانها وبالفعل تم ذلك الا ان العملية باءت بالفشل فاخدت تضمر الى ان ذابت واختفت. والان انا بخصية واحدة  ولله الحمد على ما قضى به علي وله الشكر على ما أبقى لي ولا أخفيكم فقد عشت حياتي ككل الشباب تعارف مع الفتيات،... وحقيقة كنت اخفي في نفسي ليس عقدة واحدة ولكن عقدا نفسية كبرى جراء ما حصل لي ولم اطلع حتى أهلي على مشكلتي بأن العملية باءت بالفشل ولا أحدا من الاصدقاء لاني اعلم اني سأصبح موضوع كل كلام، وعندما أكون لوحدي أذرف الدموع دما وأصب جام غضبي على جهل والدي واحيانا افكر في الانتحار الا ان ما يردني هو ايماني بأن الله جعلني كما أراد وأنه يمتحنني بهذا البلاء.وما يؤرقني الان هو تخوفي من الفشل في الزواج اذا ما اطلعت هذه الانسانة على مشكلتي فترفض وتشيع خبري بين القوم وأكون محط استهزاء .أو أخفي عنها ما الله مبديه لها بعد حين /واعتقد ان هذا من باب الغش/ فأجد نفسي حاشرا اْياها في مشكل لا ذنب لها فيه أو..أو..وما يزيد من بتي وحزني هو عندما أجد معظم أقراني يداعبون أطفالهم أو يصاحبون زوجاتهم في خرجاتهم، وأنا لا. وأيضا عندما تكثر الاسئلة علي عن سبب عدم زواجي وقولهم لو كنا في ربع ما أنت عليه من أوضاع مادية مريحة لما تاخرنا مثلك ، ان من ستتزوجها لم تولد بعد .وأعلل لهم ذلك بأن عملي في مدينة أخرى هو السبب،أوردي عليهم بأني سأفعل ذلك قريبا،وقول والدتي بأنها تحمل همي ليل نهار/وانا اعلم حبها لي اذ انها فقدت اخا اكبر لي منذ ما يزيد عن 10 سنوات/وانا اعلم أن جهلها ووالدي هو سبب شقائي فأشعر و كأن سيفا يقطع اوصالي والجأ الى البكاء ولكن ماذا يفيد؟ كما أخبركم اني قمت بمحاولات للزواج ولكن فشلت قبل ان نصل الى مرحلة كشف الاسرار.أؤكد لككم اني مؤمن بالله يقينا و صابر على ما اصابني وأحتسبه عند الله.هذه مشكلتي فأرجوا أن تساعدوني وتخففي ما بي وتشيروا علي بما يجب القيام به ،لأني بدأت أشعر باليأس فقد بلغت 34ونيف،أني جد محتار، فرجوا عني فرج الله عنكم يوم القيامة وجزاكم خير الجزاء وفي انتظار ردكم الكريم اختم قولي بقوله تعالى:وأشكو بتي وحزني الى الله//وحسبي الله ونعم الوكيل والســـــــــلام عليكم و رحمة الله. 

  إلى الأخ العزيز ..

  سلام الله عليك ورحمته هل تعلم أخى الفضل أن لكل أمر مميزاته مهما اشتدت قسوته وأجمل ما فى البلاء خاصة إن كان من عند الله الحكيم العليم ما يحيط بهذا البلاء من رحمة لا يراها إلا القلب المؤمن والعقل المستنير الذى ينظر دائما إلى ما هو أبعد من اللحظة الآنية ويتفكر فى خلق الله وحكمته فى أمره لعل الله يهدينا إلى حكمته

  أعلم أخى أن الأمر ليس هين إلى أنى أوقن تمام اليقين أن صبرك عليه يزيد شخصيتك قوة وصلابة وما أعنيه من صبر هو صبر الأنبياء على إبتلاءاتهم علك تفوز بأجره إن شاء الله

  وعن كتمانك الأمر عن أهلك أؤكد لك أن إحتفاظ الإنسان بأسرار هامة فى قلبه وعقله أمر فى غاية الأهمية مهما كانت طبيعة هذه الأسرار فذلك يزيد من قدرة الإنسان على الإحتفاظ بإتزانه ويصقل شخصيته فهو لا يبوح بهذه الأسرار رغم ما يتعرض له من ضغوط ومواقف قد تجعله يضعف ويفصح عما بداخله

  إلا أن إحتمالك للأمر بداخلك يزيد من قوتك خاصة وإن سارت نيتك فى عدم الإفصاح بأمرك خاصة لوالديك كبار السن أنك لا تريد إيذاء مشاعرهم ولا تريدهم يشعرون بالذنب وتأنيب الضمير خاصة فى هذه السن وما قد يسببه لهم هذا الشعور من آلام لن تغفر لنفسك أنك السبب فى إثارتها لديهم

  وإن كنت ترجع ما أنت فيه لجهلهم تذكر فقط أنه قدر الله وأن الله قادر على أن يصيب من عباده من يشاء بأكثر مما أنت فيه

  وعن تفكيرك فى الإنتحار  أرى أن التفكير فى ذلك لا طائل منه لأنك الوحيد الخاسر فى هذا الأمر فى النيا والآخرة

  والأهم من ذلك هو تخوفك الغير علمى والغير منطقى من الفشل فى الزواج وأوصيك فى هذا الأمر بضرورة مراجعة طبيب تناسلية وعقم حتى يصف لك بشكل علمى واضح طبيعة مشكلتك وتداعياتها وهل بإمكانك أن تعيش حياة زوجية سعيدة أم لا وإن كان ذلك ممكنا فحمدا لله وتخوفك من فشلك فى الزواج لا مبرر له وكل ما ينقصك حقا هو أن تجد الإنسانة المناسبة الصالحة التى تستطيع أنت أن تأتمنها على سرك وحياتك

  أدعو الله أن يمن عليك بحياة هادئة وسعيدة إن شاء الله

 

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة