السلام عليكم
أكتب لكم وأطلب منكم مساعدة أخي الذي تعرض لمرض الفصام منذ ما يقارب سنة ونصف وحالته يوماً بعد يوم تزداد تدهور في بداية الأمر كان يقول بأن أمريكا قامت بوضع جهاز تجسس في أذنه ويبكى طوال الوقت ويقول أشياء غريبة والآن أسوأ يقول يوجد جهاز في حنجرته وهذا الجهاز يتكلم مكانه وحاول أخي الإنتحار عدة مرات أما أمي المسكينة لا تفرقه رغم مرضها المزمن( القلب)مع العلم أن أخي كان يعمل لمدة 19 عشر سنة مع الجيش ولما مرض تخلو عنه وعاملوه بسوء حتى راتبه الشهري قطعوه بدعوى أنه هو الذي طلب الخروج من العمل قلنا لهم لو كان بعقل سليم لما طلب الخروج وهو عنده مسؤولية زوجة وإبنتين لكن دون نتيجة طلبنا المساعدة من حقوق الإنسان قالوا لنا أن نذهب إلى مؤسسة الوسيط وهذه المؤسسة بدورها لم تستطع مساعدة أخي حسبنا الله ونعم الوكيل هو القادر على إرجاع حقه المغتصب والآن والأهم في ما نريد مساعدتا في علاجه أرجوا منكم ألا تبخلوا علينا بالنصح والتوجيه الى الطريق المؤدي إلى إسترجاع عافيته وجزاكم الله خيراً
الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكر فيها ان الاخ يعانى من الشكوك المرضية والضلالات الاضطهادية ومحاولة الانتحار وتسأل عن طرق العلاج .
اخى الفاضل نعم الاخ يعانى من مرض الفصام والفصام هو مرض عقلي يتميز بالأضطراب في التفكير والوجدان والسلوك وأحيانا الإدراك , ويؤدي إن لم يعالج في بادئ الأمر إلي تدهور في المستوي السلوكي والاجتماعي كما يفقد الفرد شخصيته وبالتالي يصبح في معزل عن العالم الحقيقي .
والعلامات المبكرة للمرض غالبا ما يبدأ المرض خلال فترة المراهقة أو في بداية مرحلة البلوغ بأعراض خفيفة تتصاعد في شدتها بحيث أن عائلة المريض قد لا يلاحظون بداية المرض وفي الغالب تبدأ الأعراض بتوتر عصبي وقلة التركيز والنوم مصاحبة بانطواء وميل للعزلة عن المجتمع . وبتقدم المرض تبدأ الأعراض في الظهور بصورة أشد فنجد أن المريض يسلك سلوكا خاصا فهو يبدأ في التحدث عن أشياء وهمية وبلا معني ويتلق أحاسيس غير موجودة وهذه هي بداية الاضطراب العقلي ويستطيع الطبيب النفسي تشخيص المرض عند استمرار الأعراض لمدة تزيد عن 6 أشهر علي أن تستمر هذه الأعراض طوال فترة مرحلة الاضطراب العقلي
وتتعرض حالة المريض إلي التحسن والتدهور بالتبادل بحيث انه في حالة التحسن قد يبدو المريض طبيعيا تماما , أما في حالات التدهور الحادة فأن مريض الفصام لا يستطيع التفكير بصورة سوية , ويعني من ضلالات وهلاوس وتشوش فكري . أما الضلالات فهي اعتقادات خاطئة غير مبنية علي الواقع , حيث نجد أن مرضي الفصام يعتقدون أن هناك من يتجسس عليهم أو يخطط للنيل منهم وان هناك من يستطيع قراة أفكارهم أو إضافة أفكار إلي أفكارهم أو التحكم في مشاعرهم وقد يعتقد البعض انه المسيح أو المهدي المنتظر. أما الهلاوس التي تظهر لدي مريض الفصام فاهم مظاهرها هي سماع المريض لأصوات تنتقد تصرفاته وتسيطر عليه وتعطيه أوامر كما انه يري أشياء غير موجودة او يحس بأحاسيس جلدية غير موجودة . كما يعاني مريض الفصام من تشوش فكري يظهر بوضوح في عدم ترابط أفكاره فنجد أن الحديث ينتقل من موضوع إلي أخر بدون ترابط ولا هو يعلم أن ما يقوله ليس له معني محدد حيث انه قد يبدأ صياغة كلمات أو لغة خاصة به لا تعني شيئا بالنسبة للآخرين . وحتى إذا تحسنت حالة المريض وتراجع المرض نجد أن الأعراض مثل الانطواء وبلادة الإحساس وقلة التركيز قد تبقي لسنوات وقد لا يستطيع المريض رغم تحسن حالته أن يقوم بالواجبات اليومية العادية مثل الاستحمام وارتداء الملابس كما قد يبدو للآخرين كشخص غريب الطباع والعادات وانه يعيش علي هامش الحياة
لذلك أنصحك سيدي بضرورة الذهاب لأقرب طبيب نفسي حيث هناك الآن عدة طرق للعلاج تستعمل بنجاح مثل استخدام مضادات الذهان والعلاج بجلسات الكهرباء والعلاج النفسي والعلاج الفردي والعلاج الأسري
وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه