الرد على اسئلة القراء

تراودنى افكار سلبيه عن موت اهلى


  • رقم المجموعة : 1448 تاريخ النشر : 2016-06-01
  • إعداد : الاستاذ ايهاب سعيد وظيفة المعد : اخصائي نفسي
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم

انا عمرى 27 سنه فى الفترة الأخيرة بدأت أعانى من مشاكل نفسيه اضطرتنى للجوء للطبيب واخذ علاج نفسى لأنى اعانى من توتر عصبى مزمن ومتلازمه الاجهاد النفسى بس انا على طول كسلانه وتعبانه وزهقانه ودائما غير مهتمة باى شئ حتى انى غير مهتمة بنفسى ولا اجد تحسن بالعلاج وتراودنى افكار سلبيه عن موت امى او احد اقاربى او اى حد اتعلق بيه لدرجه انى لما بشوفهم بتخيلهم وهما ميتين ويصاحبها نوبات بكاء شديده ومش بعرف انام بليل وافضل اراقبهم وهما نائمين خوف من انهم يموتوا بليل اثناء النوم واوقات بتمنى انهم يموتوا عشان اتخلص من الشعور بالقلق المستمر ده وخوفى فى كل يوم وكل ليله او لو خرجوا او سافروا او ناموا او تأخروا فى السجود فى الصلاة مثلا لدرجه لو انى خارج البيت واتصلوا بقول اكيد هيكون خبر وفاة احد

الاخت الفاضلة

السلام عليكم ورحمة الله

نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه. 

من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكرين فيها انك تعانين من وجود توتر عصبى مزمن واجهاد نفسى وافكار سلبية عن موت الاهل ونوبات من البكاء ومن كل تلك الاعراض يتضح بانك تعانين من القلق التوقعى المصاحب باعراض اكتئابية.

مثل هذه المشاعر أي ما يعرف بالقلق التوقعي أو قلق الوساوس، هو حقيقةً فيه نوع من توارد الخواطر التي تأتي لبعض الناس. 

الشيء المهم جداً أن تعرفي أن هذا نوع من القلق الوسواسي، أي أنه ليس أمراً حقيقياً، وأن لا تكوني متطيرة ومتشائمة، فهذا ضروري جداً، وكل فكرة حين تأتيك وتؤمني بأنها ليس فكرة منطقية أو أنها ناتجة عن قلق أو وساوس، يجب عليك أن تفكري مباشرة في الفكرة المضادة لهذه الفكرة وتكرري الفكرة المضادة ، بمعنى أنه إذا جاءك شعور بأنه شيئاً سوف يحدث، قولي : هذا ليس بصحيح، فأنا لا أعلم الغيب والأمر كله بيد الله، لماذا أفكر بمثل هذا ؟ هذا أمر ليس منطقي ويجب أن لا أفكر هكذا. 

أرجو أن تجري هذا النوع من الحوارات مع نفسك، كما أنه يجب أن يكون التوكل هو المبدأ العام الذي تنتهجيه، مع السعي بالتأكيد، وعليك أن تكوني حريصة جداً على أذكار الصباح والمساء ، والالتزام بعباداتك بالصورة المطلوبة. 

إذا كانت هذه الأفكار مقلقة لك جداً للدرجة التي تجعل من حياتك أمراً لا يطاق، أو أمراً صعباً، يمكنك أن اللجوء الى الطبيب النفسى لتنظيم العلاج المناسب لحالتك.

إما بالنسبة للعلاج فإن معظم أمراض القلق تستجيب بشكل جيد لنوعين من العلاج: العلاج بالأدوية والعلاج النفسي. ويتم وصف هذه العلاجات بشكل منفصل أو على شكل تركيبة مجتمعة وتستعمل ثلاثة أنواع من العلاج النفسي بنجاح لمعالجة أعراض القلق العام:

 1- العلاج السلوكي : والذي يسعى لتغيير ردود الفعل عبر وسائل الاسترخاء مثل التنفس من الحجاب الحاجز والتعرض المتدرج لما يخيف المرء بعمل بعض تمارين الاسترخاء، وهنالك عدة كتيبات وأشرطة موجودة بالمكتبات، أو يمكنك الاستعانة بأي أخصائي نفسي، او طبيبا نفسيا، من أجل أن تدريبك على هذه التمارين بالصورة الصحيحة، وهذه التمارين في أبسط صورها، هي أن تجلس في مكان هادئ، ويفضل أن تستلقي وأن تغمض عينيك وتفتح فمك قليلاً، ثم تأخذ نفسا عميقا جداً، وهذا هو الشهيق، ولا بد أن يكون ببطء، وأن تستغرق مدته من 45-60 ثانية، ثم بعد ذلك تمسك الهواء، وبعد ذلك يأتي إخراج الهواء أو الزفير بنفس القوة والبطء الذي قمت به في الشهيق. كررر هذا التمرين ثلاثة إلى أربع مرات في الجلسة الواحدة، ويجب أن يكرر التمرين مرتين على الأقل في اليوم. بجانب ذلك توجد تمارين أخرى تعتمد على التأمل واسترخاء مجموعة العضلات لمختلفة بالجسم. هذه إن شاء الله أيضاً تساعدك كثيراً في عملية التذكر والاسترخاء، وسوف تقلل ِإن شاء الله من القلق.

2- العلاج التعلمي الادراكى : ويساعد العلاج التعلمي الادراكى-مثل العلاج السلوكي- المرضى على التعرف على الأعراض التي يعانون منها ولكنه يساعدهم كذلك على فهم أنماط تفكيرهم حتى يتصرفوا بشكل مختلف في المواقف التي تسبب لهم القلق.

 3- العلاج النفسي الديناميكي : ويتركز العلاج النفسي الديناميكي على مفهوم أن الأعراض تنتج عن صراع نفسي غير واعي في العقل الباطن ،وتكشف عن معاني الأعراض وكيف نشأت ،وهذا أمر هام في تخفيفها. 

وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة