السلام عليكم
سعدت بموقعكم الكريم ولي مشكلة اعرضها عليكم متمنيا ان اموت موتة سوية شاكرا لله ثم لكم اسهامكم في مساعدتي
عندي الأن 63 سنة وقد أصيبت بالوسواس القهري منذ طفولتي نتيجة لرفضي رعونة والدتي رحمها الله وعدم تدخل ابي رحمه الله في شئون الأسرة عدا اداء وظيفته كمدرس ابتدائي ثم ناظرا للحصول علي الراتب لتقوم الوالدة بتحمل اعباء حياة الأسرة وازدات حدة الوسواس اكثر عندما تزوجت بزوجة مريضة نفسيا نشأت في اسرة كانت الأم هي المسطرة علي زمامها .والأن بعد ان جاء احفادي من ابني الطبيب وابنتي المحاسبة واصبحت في البيت مع زوجتي التي تعمل وابنتي الصغيرة بالمدرسة وتوقفي عن العمل لبلوغ سن المعاش زادت الوسواس واٌلإكتئابات الشديدة .ترددت منذ صغري علي الأطباء النفسيين واتناول مختلف انواع العلاجات المضادة للإكتئاب حتي الأن حتي اصبحت افكر في انهاء حياتي رغم انني احب ديني الإسلامي الحنيف واتمني حسن الخاتمة ولكن اين لي بها .استحلفكم الله ان تساعدوني ..وجزاكم الله خير الجزاء.
الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكر فيها انك تعانى من وجود وساوس قهرية منذ الصغر وانك حاليا تعانى من الاحباط والاكتئاب وتفكر فى انهاء حياتك ومن كل تلك الاعراض نستطيع ان نشخص حالتك انها مرض الوسواس القهرى مصاحب باعراض وسواسية
ويمكن حصر أهم أعراض الاكتئاب في الآتي: قد يشكو المريض صراحة بأنه مكتئب حزين يائس .. يبدأ المرض بفقد الحماس .. فقدان الاهتمام الفتور واللامبالاة .. عدم القدرة على مسايرة المجتمع ومعايشة الحياة .. عدم الإحساس بالسعادة والطمأنينة وتطور الأعراض إلى أن ينغمس المريض في التفكير والتهويل لدرجة أنه يلغي حياته ويشعر باليأس .. يحبس نفسه في دوامته فيصبح بعيدا عن الواقع الاجتماعي يعيش في وهم خطير اسمه شبح الموت وتضيق الدنيا في نظره وتستحيل الحياة . كذلك قد ينتاب المكتئب إحساس بالتعاسة والأفكار غير السارة وتضعف طاقته ويصعب تركيزه ويصبح لا يستطيع القيام بالواجبات والأعمال المعتادة .وقد يصاحب ذلك اضطرابات في معظم أجهزة الجسم خاصة الجهاز الهضمي والدوري والغدد والأعصاب ،وأيضا قد يضطرب النوم.
لذلك يجب عليك استشارة الطبيب النفسي حيث تتعدد طرق ووسائل علاج الاكتئاب فهناك العلاج بالعقاقير إلى جانب بعض الوسائل النفسية والاجتماعية والتي تساعد مريض الاكتئاب والطبيب هو من يحدد الأسلوب الامثل لعلاج كل حالة
كذلك يجب ان تعلم ايها الاخ العزيز الامراض كلها امتحان وابتلاء من الله تعالى لعباده ومن يصبر على المرض ويتداوى تنفيذا لامر الرسول صلى الله عليه وسلم ينال الشفاء فى الدنيا والاجر الكامل فى الاخرة ويجب ان تعلم جيداً يا أخي أن هذه العلاجات هي من نعم الله علينا، ولا بد أن نقدّر ذلك ، ونأخذ بالأسباب، وما جعل الله من داء إلا جعل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله فتداووا عباد الله كما قال صلى الله عليه وسلم، كما أنه من المعلوم أن المرض يتطلب الصبر، والعلاج كذلك يتطلب الصبر، وحين تأتي الصحة والعافية تتطلب الصبر أيضاً من أجل الحفاظ عليها.
كذلك الكثير من المرضى يقررون أن العلاج لم يساعد على الشفاء ويحكمون على ذلك في وقت مبكر وعندما يبدأ المريض في تناول الدواء فأنه يأمل في الحصول على الشفاء الكامل بصورة سريعة ولكن يجب أن يتذكر كل إنسان أنه لكي يعمل الدواء المضاد للاكتئاب يجب أن يتناول المريض العلاج بجرعة علاجية مناسبة ولمدة مناسبة من الوقت وللحكم العادل على أي عقار يجب أن يكون قد أستخدم لمدة لا تقل عن شهرين . والسبب الرئيس للتحول من عقار إلى آخر قبل مرور شهرين هو ظهور أعراض جانبية شديدة لهذا العقار ويجب أن نعلم كذلك أن مدة الشهرين تحسب من الوقت الذي وصلت فيه جرعة الدواء للمستوى العلاجي المطلوب ، وليس من بداية استخدام العلاج لذلك عليك المتابعة مع طبيب نفسي واحد والالتزام بالعلاج الذي يقرره الطبيب وبالفترة الواجبة له
ونود الإشارة إلى أن المسلم لا بد له من الصبر على ما يقع له من مقادير هو لا يحبها، أو يرى أنها مصائب قد نزلت به، بل الواجب في هذا المقام هو إحسان الظن، قال تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}، هذا أولاً.
ثانياً: عليك بالاستعانة بالله في طلب وقضاء الحوائج، قال تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} وقال صلى الله عليه وسلم: (ليس شيء أكرم على الله من الدعاء).
ثالثاً: عليك بكثرة التوبة إلى الله واستغفاره، فإن من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق فرجاً، ومن كل هم مخرجاً، فعليك بالصبر، فإن الصبر ضياء، وتأمل رحمني الله وإياك ما قد يسره الله لك وفتح عليك به فاشكره واحمده، واسأله الصبر والثبات، {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم}.