السلام عليكم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أريد ان تساعدوني لو سمحتم
لقد خطبني شاب سلفي سني وهو متدين ولم يتعرف على فتاة في حياته بينما انا فقد كنت إنسانة عامية ومند عامين ابتعدت عن طريق الحق بتعبير آخر فقد تعرفت الى شباب وأخطأت بحق نفسي لكن ليست أخطاء كبيرة ولكن بفضل الله عدت الى طريق الحق وصرت متدينة وابتعدت عن كل تلك المشاكل
بعد سنة خطبني هدا الشاب بعد ان أحبني واستدرجني في الحديث فبحت بما جرى سابقا فقد كنا دائما على خلاف و على صراع طيلة 6 أشهر السابقة
الحقيقة هو أنني خبأت بعض الأمور عنه لكن الأفعال الأساسية والكبيرة التي قمت بها قلت له عليها في الحقيقة هناك أمور لم أفهمها لما وقعت وهناك أمور خبأتها لم أشأ قولها وهناك أمور نسيتها فكانت هده القضية هي الحاسمة وظل يعاتبني وبأنني كذبت عليه
مرضت كثيرا فقد جرح المعي الغليظ وقال الدكتور انه معي عصبي وكان دلك نتيجة القلق كما رأسي صار يؤلمني الم شديد جدا جدا ولا أستطيع وليست لي رغبة في الأكل وأريد التقيؤ عندما آكل ودائما آلام في بطني وعندما قمت بالتحاليل وجدتها سيئة وبعد إتباع حمية الحمد لله صار الكل الى طبيعته لكن بعدما قمت بتحاليل أخرى وجد الطبيب ايجابية مرض الأمعاء الرقيقة ضد الغلوتين ومع دلك لم يتأكد رسميا فأخذ شيئا من المعي وبعث به الى المخبر ولازالت النتيجة لم تحدد بعد
كما أن أسرتي لم تحسن لي العون أبدا كونهم عائلة محافظة فقط فقد علقوا على كل شروط خطيبي وكانت دائما الخلافات بيني وبين أمي
ضعفت ضعفا شديدا ولا اعرف سر دلك خاصة اد لم اكن مريضة بمرض المعي ضد الغلوتين ..صرت لا أحتمل أي شيئ و لا أستطيع نقاش احد
لا أدري كيف ستكون حياتي معه مستقبلا.هل سينسى الماضي ام سيبقى طيلة حياتي يعاتبني على ما فعلت
هل ستقتنع أمي به وبشروطه ولن تضرني مستقبلا هل أستطيع تحمل مسؤولية بيت وأهل وما فيه من أهل
هل سيقبلني أهل زوجي اذا كنت مريضة
في الحقيقة لقد صارحته بأني اذا كنت مريضة سأنسحب ....لن أستطيع لقد خارت كل قواي
أرجوكم أريد و لو ضوءا فقط كونكم أصحاب خبرة و تجربة
في النهاية مشكورين
قال صلى الله عليه و سلم:( من نفس على مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة).
الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكرين فيها انك تعانين من القلق والآلام الجسمانية بسبب مشاكل بينك وبين خطيبك لأنه يشعر انك كذبت عليه فى علاقاتك السابقة مما أدى الى مشاكل بينكما وادى ذلك الى ظهور أعراض جسمانية
الأخت الفاضلة يعتقد كثير من الناس أن السعادة الزوجية ﻻتتم إﻻ بالمصارحة الكاملة والمطلقة بين الزوجين بحيث يصبح كل طرف كتاب مفتوح بالنسبة للآخر ، ويعتقدون أن الثقة بينهما ﻻتكون كاملة إﻻ إذا وصلا إلى هذه الحالة. ومن المعروف أن من أساسيات السعادة الزوجية التواصل الواضح والصريح ، ولكن هناك آراء أخرى مبنية على دراسات علمية وتجارب حياتية تفيد بأن المصارحة المطلقة بكل اﻷسرار قد تشقي الطرف اﻵخر وقد تهدم العلاقة الزوجية. وهناك أزواج عاشوا مع بعضهم سنوات طويلة واحتفظ كل منهم ببعض أسراره ، وهذا يعني أن الحياة الزوجية تعتمد كثيرا في نجاحها على التفاعل الجسدي والعقلي والوجداني والروحي ، وﻻ تحتج الإفصاح عن كل اﻷسرار كشرط لنجاحها
يقول د.محمد المهدى أستاذ الطب النفسى : في حياة الأزواج هناك بعض المناطق التي تعتبر حرما شخصيا مقدسا ﻻ يحبون أن يقترب منه أحد حتى ولو كان شريك الحياة , وهذه المناطق هي محل اﻷسرار شديدة الحساسية والخصوصية ونذكر منها :
1 - العلاقات خارج إطار الزواج : سواء كانت عاطفية أم جنسية ، في الماضي أو في الحاضر ( وإن كانت خطورتها تزداد كلما كانت جنسية وكلما كانت في الحاضر ) . وقد تؤذي معرفة هذه العلاقات الطرف اﻵخر وقد تجعل الطرف المتورط يعيش حياة مزدوجة ، ومن هنا قد يقول البعض : ولما ﻻ يصارح بها شريكه فربما تكون هذه المصارحة بداية لإصلاح خلل موجود في العلاقة الزوجية ؟ .. والإجابة هنا تتوقف على : كيف نقول ومتى وأين. ... وما التداعيات المتوقعة.؟ وهل هناك عوامل استقرار وأمان كافية في العلاقة الزوجية تجعلها تحتمل إفشاء مثل هذا السر ؟
2 - الخيالات والأحلام العاطفية والجنسية : فكل إنسان يعيش خيالات وأحلام (يقظة ومنام) يفعل فيها مايريد وبالطريقة التي تعجبه , ويعوض فيها ما ينقصه , ويشبع فيها حرماناته ويحقق رغباته , وقد يطلق لنزواته العنان , فهل هذا خيانة للطرف الآخر ؟ .. وهل من حقه أو من حقها معرفة هذه الخيلات والأحلام ؟ .. وهل هذه المعرفة تفيد استمرار العلاقة الزوجية وتقويها أم تضعفها وقد تنهيها ؟ .
3 – التحرشات الجنسية التي حدثت في مراحل العمر المختلفة خاصة إذا كانت قد صدرت من أحد المعارف أو الأصدقاء أو الأقارب , أو ممن هم مازالوا موجودين في محيط العائلة .
4 – ممارسة العادة السرية : حيث يظل بعض الأزواج (والزوجات) يمارسون تلك العادة حتى بعد الزواج , بل وقد يجدها بعضهم أكثر إمتاعا من العلاقة الزوجية .
5 – مشاهدة الأفلام الجنسية على الإنترنت أو على القنوات الفضائية : وهذه أزمة عصرية كبيرة إذ كثيرا ما تكتشف الزوجة أن زوجها يقضي أوقاتا طويلة يشاهد تلك الأفلام خلسة , وهنا تهتز صورته في عينيها وتتدهور العلاقة الزوجية . وبعض الأزواج لديهم حالة إدمان مشاهدة تلك المواقع , فهل يا ترى يفيد أن يخبر زوجته ؟ .. وهل ستقبل هذا الأمر وتساعده ؟ .. أم تستغل ذلك ضده في أي مواجهة عائلية ؟
6 – الضعف أو البرود الجنسي : فبعض الرجال يعانون ضعفا جنسيا مؤقتا أو مزمنا ويتعاطون المنشطات الجنسية سرا حتى لا تهتز صورتهم أمام زوجاتهم , وأيضا بعض النساء لديهن عدم رغبة في العلاقة الجنسية , أو حتى برود جنسي ولكنهن يمارسنها كأداء واجب (زوجي أو شرعي) وربما يتظاهرن بالإستجابة والاستمتاع إرضاءا للطرف الآخر . فهل هذا مقبول أن يبقى سرا وتسير الأمور كما هي , أم أن المصلحة الإفصاح عنه طلبا للمساعدة في إيجاد حلول حقيقية ؟
7 – التصرفات السيئة في الماضي : فلا شك أن كثيرين قد تورطوا في فترات الطفولة والمراهقة وبواكير الشباب في أعمال منافية للأخلاق أو خارجة عن القانون أو مخالفة للعادات والتقاليد . فإذا كان الشخص قد تجاوزها , ولم يعد لها تأثير على حاضره فلم يذكرها الآن ؟ . البعض يقول : إننا نخاف أن يعرفها عنا الشريك من مصدر آخر .. والإجابة : حتى لو عرفها الشريك فلا ضير من الإعتراف بأن ذلك كان في فترة جهل الطفولة واندفاع المراهقة والشباب , وأننا تجاوزنا كل ذلك مع النضج النفسي والإجتماعي . ولا يصح أن تبقى هذه الأشياء سيفا مسلطا على رقابنا طول العمر , وحتى لو بقي من هذه الأشياء أدلة مادية تديننا فلا يجب أن نخضع لابتزاز من يملك تلك الأدلة , وعلينا أن نعلن شجاعتنا في المواجهة مستندين إلى عناصر قوة حالية لدينا .
8 – الموقف المالي والديون : ربما لا يود بعض الأزواج إطلاع زوجاتهم على أحوالهم المادية ومدخراتهم ومشروعاتهم أو ديونهم وتعثراتهم . وهنا تشعر الزوجة بأن زوجها لا يثق فيها أو أنه لا يشعر بالأمان معها , أو أنه يخفي ذلك لأن له حياة أخرى لا تعلمها .
9 – الأمراض , خاصة الوراثية منها : ويخفيها الناس خوفا من قلق وهجر الطرف الآخر , ولكنها إن كانت أمراضا خطيرة أو مؤثرة في الحياة الزوجية يجب الإفصاح عنها حتى لا يكون هذا تدليسا على الزوج أو الزوجة وحتى يستعد الطرف الآخر لمواجهة وتحمل تطورات المرض ومضاعفاته .
10 – اضطرابات الأكل : فكثير ممن لديهم (أو لديهن) شراهة في الطعام يفعلون ذلك سرا خوفا من لوم ونقد الطرف الآخر .
11 – أسرار عائلة المنشأ لكلا الزوجين خاصة إذا كان فيها مايشين .
واخبرا هناك قواعد مهمة للإفصاح أو عدم الإفصاح عن الأسرار . وأهم شئ في هذه القواعد هو الإجابة عن الأسئلة التالية :
لماذا أفصح أو لا أفصح ؟ .. ولمن ؟ .. ومتى ؟ .. وكيف ؟ .. وماذا بعد الإفصاح ؟ . فإذا استطعت أن تجيب عن هذه الأسئلة بوضوح فأنت على الطريق الصحيح للتعامل مع الأسرار . والإفصاح عن السر ليس فعلا منقطعا عما قبله وما بعده , بل هو يتم في سياق يسبقه أشياء تمهد له ويتبعه أشياء تستوعب تداعياته سلبا وإيجابا , بمعنى أنه لا يصح أن نرمي السر هكذا دون تمهيد قبله ودون متابعة بعده .
وهناك بعض التوصيات في طريقة الإفصاح :
1 – إذا كان السر خطيرا أو يتوقع أن تكون له تداعيات صعبة فيجب مناقشته أولا مع معالج أو مستشار نفسي حتى توضع خطة مناسبة للإفصاح ولمواجهة التداعيات .
2 – معرفة ما يجب أن نفصح عنه وما يجب أن نحتفظ به , فقد نعلن عن شئ إجمالا ولكن نحتفظ بالتفاصيل قدر الإمكان لأنها قد تؤذي الطرف الآخر , وكمثال على ذلك لو أن امرأة كانت متزوجة من شخص آخر أو مخطوبة , فهي تعلن عن ذلك لزوجها ولكن لا تذكر تفاصيل حياتها مع الزوج أو الخطيب السابق .
3 – محاولة توقع استجابة الطرف الآخر بناءا على معرفتنا بشخصيته وردود أفعاله , وأن نكون جاهزين للتعامل مع استجابته .
4 – أن نختار الوقت المناسب والظرف المناسب والحالة المناسبة لنا وللطرف الآخر , فلا يجوز أن يكون الإفصاح عند الذهاب للنوم أو عند الرجوع من العمل أو عند الوقوع تحت ضغوط نفسية أو عند الإصابة بمرض جسدي أو نفسي .
5 – يجب أن نختار المكان الآمن , فربما أدى الإفصاح عن السر إلى صدور انفعالات خطرة من الطرف الآخر .
6 – علينا أن نكون مستعدين للإجابة عن تساؤلات واستفسارات يطرحها الطرف الآخر دون أن نتورط في الدخول في تفاصيل تزيد الأمور تعقيدا , وقد نعتذر عن تلك التفاصيل إذا كانت تختص بأشخاص آخرين لا نود ولا يجوز إفشاء أسرارهم دون إذنهم , وهذا يكون اعتذارا منطقيا عن بعض التفاصيل .
7 – يستحسن أن نتفق على وقت الإفصاح وعلى مكانه مسبقا حتى يكون الطرفان مهيئان للموقف , وأن لا يكون الإفصاح مفاجئا .
الأخت الفاضلة مما سبق نستطيع أن نقول أن لكل منا بعض الأسرار التى لا يرغب ان يطلع عليها احد إلا الله سبحانه وتعالى وإذا كان الله قد سترنا فى الدنيا فيما نفضح أنفسنا وإذا كان هذا السر ذنب كبير فلنستغفر الله ولنطلب منه الصفح والغفران ولكن بدون ان نفضح أنفسنا أمام الناس مهما كانت درجة قرابتهم لنا الا إذا كنا نحتاج الى مساعدة واستشارة أسرية او طبية فهنا فقط نتكلم فى هذا الموضوع على قدر حاجتنا للمشوره ولكن بدون تفاصيل غير مطلوبة
أما عن الأعراض والشكاوى الجسمانية التى تشتكين منها فاعتقد ان كلها تداعيات القلق النفسى المصاحب للصراعات الداخلية التى تشتكين منها ومع استشارة الطبيب النفسى من الممكن الحصول على بعض العقاقير المطمئنة التى تساعد على سرعة تحسن الحالة