الرد على اسئلة القراء

أفكار حول حدوث الشر والأذى لأهلي


  • رقم المجموعة : 1193 تاريخ النشر : 2013-12-10
  • إعداد : الاستاذة مريم مصطفي وظيفة المعد : اخصائية نفسية
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير على هذا الموقع المميز والمفيد 
انا فتاة ولدي مشكله وهي الأفكار. ومحور هذه الأفكار يدور حول حدوث الشر والأذى لأهلي فقط أخواني أخواتي أمي وهكذا والذي يقلقني هو ان هذه الأفكار تحدث على ارض الواقع وتتحقق مثل تأتيني فكره لماذا أخي لم ترتفع حرارته فيأتي اليوم التالي وترتفع درجة حرارة جسمه وهكذا كلها أفكار تدور حول الأمراض ولماذا لم تصيبني او تصيب إخواني . فقط اما الناس فلا تأتيني عليهم هذه الافكار. وهذه الأفكار تسبب لي خوف وقلق وتزداد ضربات قلبي خاصة اذا تحققت الفكرة وحدثت وهذه المشكلة مدتها 10سنوات  ولكن لم انتبه لها إلا من ثلاث سنوات تقريبا.. وهي تختفي قليلا وتعود ولا استطيع السيطرة عليها وأصبح عقلي سجين لهذه الأفكار 
فهل هذه الأفكار أصلها وسواس قهري ام ماذا لأنني اطلعت على الوسواس القهري ولم أجد مثل حالتي بمعنى اغلب المصابين بالأفعال القهرية مثل وسواس النظافة وما الى ذلك 
أفيدوني جزاكم الله خير. ماذا افعل.
الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه. 
 من الرسالة التي أرسلتها والتي تذكرين فيها انك تعانين من وجود أفكار مؤلمة ومفزعة وغير مرغوب فيها تطاردك فى ذهنك وتقتحم عليك حياتك ولا تستطيعين الهروب منها(حول حدوث الشر والأذى للأهل فقط)ومن كل تلك الأعراض ينطبق عليك تعريف مرض الوسواس القهرى
ويتضمن مرض الوسواس القهري  وساوس فكرية وأعراض قهرية وقد يعاني المريض في بعض الأحيان من احد العرضين دون الأخر والوسواس القهري هو نوع من التفكير -غير المعقول وغير المفيد- الذي يلازم المريض دائما ويحتل جزءا من الوعي والشعور مع اقتناع المريض بسخافة هذا التفكير مثل تكرار ترديد جمل نابية أو التفكير فى كيف بدأت الحياة أو تكرار كلمات كفر فى ذهن المريض أو تكرار نغمة موسيقية أو أغنية تظل تلاحقه وتقطع عليه تفكيره بما يتعب المصاب ..وقد تحدث درجة خفيفة من هذه الأفكار عند كل إنسان فترة من فترات حياته، ولكن الوسواس القهري يتدخل ويؤثر فى حياة الفرد وأعماله الاعتيادية وقد يعيقه تماما عن العمل . و يحاول الأشخاص المصابون بمرض الوسواس القهري في العادة عليهم أن يخففوا من الوساوس التي تسبب لهم القلق عن طريق القيام بأعمال قهرية يحسون بان عليهم القيام بها وتسبب أعراض الوسواس القهري القلق والتوتر وتستغرق وقتا طويلا وتحول بشكل كبير بين قيام المرء بعمله وتؤثر في حياته الاجتماعية أو في علاقاته بالآخرين
والمصاب بالوسواس القهري يتمنى لو أنه يتخلص من الأفكار الشنيعة أو الأفعال المتكررة، ولكنه لا يقدر لشدة قلقه بسبب تلك الأفكار، والسبب يرجع في ذلك أن الوسواس القهري هو مرض حقيقي نفسي ويرتبط ارتباط مباشر باختلال كيميائي في المخ، وتقول الدراسات أن المرض قد ينشأ في الشخص وراثيا.
ومن الصعب جدا على المريض علاج نفسه، وخصوصا أن العلاج السلوكي يحتاج إلى مواجهة المرض، وقد لا يعرف مدى شدة الألم الذي يصيب المريض بمرض الوسواس القهري سوى الشخص المصاب به، ولكن هذا الألم لا يمكن الهروب منه، لذلك أقول للمريض بالوسواس القهري أن المرض لن يختفي إن ترك للوقت، فالعلاج وإن كان مؤلما في البداية ولكنه بعد مدة من الزمن سيذهب، وهذه الأفكار التي تزعج وتقلق المريض ستزول وتضعف تدريجيا، حتى تصبح بلا قيمة.
ومن المهم جدا أن يقوم المريض بأخذ الدواء إذا ما وصفه الطبيب المختص له، خصوصا أن الأدوية في الوقت الحالي وصلت إلى مرحلة متقدمة، ويقوم الدواء بزيادة نسبة مادة السيروتونين في المخ بحيث يستعيد المخ نشاطه الطبيعي وتزول الأفكار السلبية.
ولكن المشكلة في تعاطي الدواء أنه يحتاج إلى عدد من الأسابيع حتى يبدأ بالتأثير الإيجابي على المريض، وهذه هي المشكلة، وخصوصا أن المريض على عجلة من أمره، واليأس والإحباط ينخران في تفكيره، لذلك قد يترك المريض الدواء مبكرا.
لذلك أنصحك بضرورة الذهاب لأقرب طبيب نفسي حيث تعتبر الوسيلتين الأكثر فعالية في علاج حالات الوسواس القهري هي العلاج بالأدوية والعلاج السلوكي. وعادة ما يكون العلاج في أعلى درجات فعاليته إذا تم الجمع بين العلاجين.

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة