الرد على اسئلة القراء

أما بعد...فأنا أعاني من إحباط مزمن وهذا بسبب ندم على اختيارات خاطئة ارتكبتها في الماضي فبعد تخرجي من الثانوية بمعدل عالي كان بإمكاني الانتساب الى أي كلية مرموقة طب مثلا ولكن بسبب قلة الخبرة وعدم وجود من يقدم لي النصيحة اخترت كلية متواضعة وبعيدة جدا عن مدينتي تحصلت من خلالها على شهادة مهندس في الهندسة الكيميائية ثم وقعت في دوامة البطالة أحس الآن بأني قد خدلت أهلي فبعد تعبهم لم أكن سوى نكرة وأرجع هذا كله لسوء تخطيطي لمستقبلي أنا الآن عمري 25 سنة ولا أدري مادا أفعل لتهدأ نفسي فأنا لا أنام ليلا أفكر دائما لو أعود للماضي ماذا سأختار ...و شكرا

عذرا على ركاكة أسلوبي 

السلام عليكم ورحمة الله

نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه. 

 من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكر فيها انك تعانى من إحباط مزمن بسبب شعورك بأنك أضعت فرصتك فى الحياة ودرست فى كلية غير مناسبة وبأنك تعانى من البطالة وتشتكى من عدم النوم ومن كل تلك الشكاوى يتضح بأنك  تعانى من  الإحباط بسبب عدم توفيقك فى الحياة

آخى الحبيب الدراسة ليست هى الهدف من الحياة ولكنها عامل هام ومساعد لتقدم الإنسان ورقيه، والدراسة تساعد على تنمية قدرات الإنسان وثقل مواهبه وتكون مفيدة إذا كانت متناسبة مع رغبات الإنسان وقدراته ومواهبه ولكن السؤال المهم هو :كيف نكتشف هذه الموهبة بنا ؟؟

وكلنا يعلم ما الذي تقوم به الدول المتقدمة من دورات قبل توجيه طلبتها ,,أما نحن بحال يرثى لها لا توجيه ولا هم يحزنون ..والجميع يعانى من موقف الاختيار عند الوصول للثانوية العامة  .. البعض يعرف الشئ الذي يحبه .. وأحيانا يقابل  بانتقادات لاذعة من كل الجهات .. ولكن في الأخر الأهم أن ترضي نفسك .. و تكون مستمتع بما تقوم به ... وحتى تنجح في تخصص دراستك يجب عليك التفكير في ثلاث نقاط وهي الرغبة أولاً …ثم الفرصـة ثانياً…ثم القــدرة ثالثــاً والنقطة الثالثة كانت لي هي الفيصل

ونصيحة للجميع، إذا أردت أن تنجح في حياتك فلا تتبع السوق، تخصص فيما تحب، على سبيل المثال إذا كنت تحب الرياضيات حبا شديدا وكان أساتذتك يعدوك بان تكون عالما في الرياضيات، لكن في داخلك كانت هناك رغبة شديدة للتوجه للفلسفة والمنطق وعلم المناهج، ... قاوم كل الإغراءات وخالف كل التوقعات بتسجيلي في شعبة أدبية …تخصص فيما تحب ، حب التخصص هو النجاح الحقيقي

اخى الحبيب قبل الشروع في البحث عن وسيلة لتغيير التخصص فى العمل أو الوظيفة  لابد لك أن تحدد بالضبط ماذا تريد ؟ ما الاختيار الذي هو أنسب لك ؟ إن هذا أمر مهم جداً.. كيف يمكن أن تعرف التخصص المناسب لك؟ لا أحد يعرف احتياجاتك وقدراتك وآمالك وطموحاتك مثل نفسك . ولهذا يجب أن يعود القرار في النهاية في اختيار التخصص لك أنت وليس لأحد آخر . نعم يمكن الاستفادة من الآخرين ومشاورتهم ولكن ليس الموافقة على كل ما يقولونه من دون تفكير . لابد أن تعرف أولا قدراتك الذهنية والعقلية، ويتبين ذلك من خلال تفوقك في بعض الأعمال، وهذا يعطيك فكرة عن مدى قدرتك العمل بنجاح .

 تعرف على إيجابية العمل وسلبياته في عدة أمور، مثل :  المستقبل الوظيفي – وسيلة الوصول للعمل – مدة العمل اليومي – الراتب المتوقع للوظيفة بهذا التخصص وما إلى ذلك . فبعد أن تجمع المعلومات اللازمة وبعد أن تستشير وتستخير ، سوف تصل إلى قرار _إن شاء الله_ هو أقرب للصواب . ولا يعني هذا أن قرارك سيكون صواباً مئة في المائة، ولكنك حينها تكون قد بذلت جهدك ويبقى التوفيق بيد الله _تعالى_

كما انى أنصحك باستشارة طبيب نفسى لتنظيم بعض الوسائل العلاجية التى سوف تساعدك على التغلب على اليأس والإحباط بإذن الله.