انا ف الرابعه والعشرين من عمري .المشكله بدأت بفرط غسيل الأيدي والخوف من التلامس مع اي شيء وذلك للخوف من الامراض والميكروبات واي طعام اتناوله أركز فيه للاطمئنان ام اذا كان هناك اي ميكروب او اي شيء ضار وذلك منذ حوالي10 سنوات وبالاضافه اللي القلق مثلا اقفل الباب وانا ذاهبه للخارج اظل افكر هل قفلت الباب ام لا لدرجه انني ممكن ان اعود من منتصف خروجي للاطمئنان
اما الان بالاضافه الي ما انا فيه اصبحت تنتابني مخاوف وتشاؤم من اي شيء مثلا اذا تم ذكر حادثه او مصيبه يتخيل لي عقلي انها ستحدث لاحد اعرفه ويدفعني شيئا ف مخي لا ادري هل هو هاجس ام صوت يخبرني ان افعل شيء معين ولن يحدث هذا مثلا اضغط ع رقبتي افتح واقفل النور او اعيد تقليب قنوات التليفزيون حتي اشعر بالراحه او مثلا اغير ملابسي عند روجعي من الخارج فلا اشعر براحه حتي البس ملابس الخروج اكثر من مره حتي استقر نفسيا وامكث ف ملابس البيت مثلا اظل ان افتح واقفل سنتر لوك السياره عده مرات حتي احس ف مره منهم بالراحه
وايضا عندما انهي مكالمه تلفونيه عند غلق السماعه يصور لي عقلي ان احد ما سيحدث له شيء فاعيد الاتصال وادعي انني نسيت اقول شيئا ثم اتخيل شخصا لا يخصني بشيء واقفل ع اعتقاد ان هذا من سيحدث له السوء والاسوأ من هذا صابت في مرتين تخيلت اثنين وحدثت لهم مشكله هل هي صدفه ام ماذا
الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكر فيها انك تعانى من فرط الاهتمام بالنظافة وغسل الايدى وتكرار التأكد من الاشياء وتوقع حدوث السوء للاخرين ، ومن كل تلك الاعراض يتضح انك تعانين من مرض الوسواس القهرى
والمصاب بالوسواس القهري يتمنى لو أنه يتخلص من الأفكار الشنيعة أو الأفعال المتكررة، ولكنه لا يقدر لشدة قلقه بسبب تلك الأفكار، والسبب يرجع في ذلك أن الوسواس القهري هو مرض حقيقي نفسي ويرتبط ارتباط مباشر باختلال كيميائي في المخ، وتقول الدراسات أن المرض قد ينشأ في الشخص وراثيا.
وإحدى مشاكل هذا المرض هو عدم المعرفة الصحيحة بماهيته، فالتشخيص الصحيح للمرض هو أول العلاج، فالكثير من المرضى بالوسواس القهري لا يعرفون أنهم مصابين بمرض اختلال في الكيمياء في المخ فيتصور بعضهم أنهم إما أن الجن أو الشياطين يقومون بالتشويش على أفكارهم أو أنهم ضعيفوا الشخصية أو أن الله غاضب عليهم، والمشكلة أن هذا التصور للمرض لا يؤدي إلى العلاج بل ربما إلى زيادة حدة المشكلة.
والمشكلة الأخرى هي أن المريض قد يحرج من أن يخبر أحدا بمرضه خوفا من أن يعتقد الناس أنه مجنون أو غريب أو ما شابه، وقد يكون السبب في ذلك أنه يعتقد أنه من العيب أن يفكر بهذه الطريقة فكيف إذن يخبر الغير بذلك؟ أضف إلى ذلك أن البعض قد يتصور أن هذا المرض ليس مرضا، بل قد يعتقد أن ما يقوم به إنما هو صحيح، خصوصا في بعض الوساوس التي تختص بالعادات القهرية، فمثلا الذي يقوم بتكرار الوضوء لاعتقاده بأنه أخطأ أو لأنه يريد أن يتقنه فيكرر ويكرر ويكرر ليس اعتقادا منه بأنه مريض، بل لاعتقاده أن ما يقوم به صحيح، لذلك فهو لا يقوم بالعلاج لأنه يعتقد أنه لا يحتاج إليه.
وإحدى المشاكل التي تصادف أهل المريض هو كيفية مقابلة المرض، فهناك من يحاول مقابلة المرض بالعقلانية، وآخر بالغضب، وآخر باليأس وهكذا، ولكن المشكلة أن محاولة العلاج بهذه الطرق قد يفاقم المشكلة، ليس هناك أسوء من محاولة التصدي للفكرة في رأس المريض والجدال معها، فالمجادلة لا تجدي، فليس هناك مجادلا محنكا قدر ما هو موجود في رأس المريض، فما أن يحاول أهل المريض بطريقة لفهم الوسواس إلا واستجاب الوسواس بطريقة خبيثة وازداد قوة.
ومن المهم جدا أن يقوم المريض بأخذ الدواء إذا ما وصفه الطبيب المختص له، خصوصا أن الأدوية في الوقت الحالي وصلت إلى مرحلة متقدمة، على سبيل المثال الحبوب التي تسمى بـ: بروزاك (Prozac) هذا النوع من الدواء ينتمي إلى مجموعة (SSRI أو Selective Serotonin Reuptake Inhibitor)، ويقوم هذا الدواء بزيادة نسبة مادة السيروتونين في المخ بحيث يستعيد المخ نشاطه الطبيعي وتزول الأفكار السلبية، ويتميز هذا الدواء بأعراض جانبية طفيفة لا تكاك تؤثر على المتعاطي، وكما تبين صفحة الدواء على الإنترنت أن الأعراض الجانبية تزول بعد فترة من التعاطي، والجدير بالذكر أن هذا الدواء لا يدمن عليه متعاطيه بل أنه يقدر أن تركه في أي وقت يشاء.
ولكن المشكلة في تعاطي هذا النوع من الدواء أنه يحتاج إلى عدد من الأسابيع حتى يبدأ بالتأثير الإيجابي على المريض، وهذه هي المشكلة، وخصوصا أن المريض على عجلة من أمره، واليأس والإحباط ينخران في تفكيره، لذلك قد يترك المريض الدواء مبكرا، والمشكلة الأخرى أن بعض الأطباء الذين يصفون الدواء للمريض لا يكاك أن يؤدوا دورهم في تبيان كيفية عمل الدواء والمدة التي يستغرق الدواء قبل أن يحصل التأثير المطلوب.
فالذين يصف لهم الطبيب الدواء عليهم أن يستمروا في أخذه حتى الشفاء أو حتى يقول الطبيب بقطعه.