السلام عليكم
موضوعي يمكن يكون طويل ولكن سأحاول اختصاره بقدر الامكان.
انا فتاة ابلغ من العمر 22 سنة وادرس في السنة الاخيرة بالجامعة,وعلى قدر عال من الجمال,
مشكلتي هي الغيرة التي تنغص علي حياتي ،اغار من اي فتاة تكون اجمل مني لدرجة اني لا انام الليل. عندما كنت غير متحجبة لم اكن اعاني مثل هذا الاحساس ولكن عندما ارتديت الحجاب اصبحت اعاني من هذه المشكلة .ممكن ان تكون قلة ثقتي بنفسي. ولكن قمت بعملية البرمجة العصبية ولكن شعرت بأنها لم تفدني نهائيا.
ارجوكم ساعدوني هذه المشكلة تجعل الحياة سوداوية في نظري مع اني لا اعاني ابدا من اي مشاكل اخرى واعيش مع عائلة محبة لي ودائما تدعمني ولكني اريد التخلص من هذا الشعور السيئ نهائيا. ارجو الرد
الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي أرسلتها يتضح أنك تعانى من الغيرة المرضية
والغيرة هي عاطفة طبيعية ومقبولة في معظم المجتمعات, والفرد الذي يبدي فقدان للغيرة يعتبر شاذ وغريب , والغيرة المتبادلة عادة ما ينظر لها على أنها دليل على العلاقة الصحية .
وقد بينت الأبحاث بأن الغيرة تصبح مرضية عندما تتداخل مع العلاقة الصحية وتمنع الشخص من الأداء الناجح والجيد وتدمر الزواج والبيوت والحياة وقد تؤدي إلى عنف على شكل ألفاظ قاسية ونابية وعنف جسدي وحصار طويل من الارتياب والشك .
والغيرة تنقسم إلى قسمين رئيسيين:
1- الغيرة الطبيعية.
2- الغيرة غير الطبيعية.
أنواع الغيرة الطبيعية، هى:
أ- الغيرة الرومانسية:
العديد منا يشير إلى الغيرة الرومانسية "غيرة الحب"على أنها غيرة طبيعية.
فى بداية قصص الحب نجد أن السبب الرئيسي وراء الخلافات هى الغيرة، ثم تتحول لتصبح الخلافات المتعلقة بالأمور المالية هى المسيطرة نتيجة لمسئوليات الحياة وأعبائها. وفى دراسة تم إجراؤها عام 2004 تم نشرها فى "جريدة علم النفس التطوري" وحول ما يثير الغيرة أكثر الخيانة الجنسية أم الخيانة العاطفية، فقد توصلت الدراسة إلى أن الغيرة تنشأ بسبب الخيانة العاطفية أكثر من الخيانة الجنسية.
ب- الغيرة فى العمل "غيرة القوة": والتي تنشأ بسبب غياب فرصة الترقي فى العمل ومعدلات الرواتب، وغيرها من الأمور التى تحدث داخل إطار العمل.
ج- غيرة الأصدقاء: وهى غيرة المراهقة، حيث يكون الخوف من فقد أحد الأصدقاء وذهابه إلى شخص آخر متطفل على الصداقة الأصلية.
والغيرة من الأمور الصعبة فى دراستها، فالطفل منذ صغره يعبر عن الغيرة مثل غيرته من أى طفل آخر إذا وجد أمه تحمله أو تحاول مداعبته، ثم تتطور لتظهر داخل إطار الأسرة الواحدة حيث غيرته من الأخوات الآخرين الأصغر منه فى السن ومن هنا يأتى دور الآباء من مشاركتهم مشاعر الحب والعناية مع أبنائهم أجمعين. وهناك خطأ يقع فه العديد من الآباء إذا حدث نزاع بين الأخوات يلجأ الأب والأم - وهم على يقين بأن ما يفعلونه صحيحاً وعادلاً - من معاقبة الطفل الذي اقترف الخطأ وهذا غير صحيح، فالابتعاد عن تفاعلات الأطفال مع بعضهم هو الحل الأمثل والطبيعي طالما لا يوجد ضرر جسدي، مع وجود تدعيم من جانب الآباء بتوطيد العلاقة بين أبنائهم وتأكيد حبهم لهم. ثم يكبر الطفل ليصبح مراهقاً لتأخذ الغيرة نمطاً وشكلاً آخر، فإذا كانت التنشئة والصحة النفسية للمراهق سليمة فإن الغيرة مثلها مثل أية أحاسيس أخرى تمر فى سلام، لكن تحولها يأتى من المراهق الذي لا يقدر قيمة نفسه ويشعر بالوحدة فهو دائماً غيور على فقدان أصدقائه وتحولهم إلى آخرين غيره (نمط الغيرة فى هذه المرحلة العمرية غيرة الأصدقاء)، وهذه الغيرة تؤدى إلى العدوانية والعنف وذلك بغرض حماية صداقته.
- الغيرة غير الطبيعية:
الغيرة غير الطبيعية هى التي توصف بإحدى الصفات التالية: الغيرة المرضية .. الغيرة النفسية .. الغيرة الوهمية ... الخ. وتتحكم فى هذه الغيرة الكثير من العوامل الأخرى:
- الشعور بعدم الأمان.
- عدم النضج
- وجود مرض عقلي مثل الهوس أو الشيزوفرنيا.
- عدم اتزان المواد الكيميائية بالمخ.
- الحساسية الزائدة تبعث على غيرة الشخص حيث يشعر بوجود ما يهدد العلاقة، فى حين أن هذا التهديد غير موجود ويشعر به فقط لحساسيته الزائدة.
وتترجم الغيرة غير الطبيعية فى صورة محاولة فرض السيطرة على والتحكم المفرط فى الشريك الآخر لأن لديه شعور غير حقيقي بعدم إخلاصه. وهنا يُصدر الشخص الغيور تصرفات تتسم بالغرابة من الاتصال المتكرر بالشريك الآخر للتأكد مما يفعله، أو البحث دائماً فى مقتنياته عن ما يؤكد شكوكه.
العلاج النفسى للغيرة
التغلب على الغيرة يحتاج التحلي بالصبر والنظر بحيادية تامة إلى النفس، فإذا بدأ الشخص غيرته منذ مرحلة الطفولة المبكرة عليه باللجوء إلى المشورة النفسية أما إذا كانت بسبب علاقة حب فاشلة أو علاقة صداقة انتهت بالخيانة فالأمر يحتاج إلى وقت والمشكلة تنتهي بالتغلب على هذه الإخفاقات.
لكن هناك بعض النصائح التي من الممكن أن يتبعها الشخص للتغلب على غيرته عندما تسبب صراع ومشاكل له:
- البحث الواقعي عن التهديد الذي يتوهمه فى غيرته:
وذلك بالنظر إلى الأشياء أو الأمور التي تحفز غيرته، مع سؤال النفس بصدق بعيداً عن أية مؤثرات عن ما إذا كان هناك تهديد واقعي أو أنها مجرد ظنون لا ترقى إلى مرتبة التهديد. وما هو الدليل على أن العلاقة تتعرض لهذا التهديد أم أن التصرف من جانب هذا الشخص الغيور هو الذي يعقد المواقف ويجعلها تبدو أكثر سوءً.
- التحدث بإيجابية إلى النفس:
بمجرد أن يشعر الشخص بأنه بدأ فى مشاعر الغيرة، عليه بتذكير نفسه أن الشريك الآخر الذي يغير عليه يحبه ويحترمه، وإخبار النفس بأنه شخص مخلص كما عرفه منذ البداية وأنه لم يتغير لكن التصرفات غير المنطقية هى التي ستدفعه إلى التغير .. مع التأكيد على النفس بأنه لا وجود للتغيير.
- تهدئة النفس وطمأنتها دوماً:
من أفضل الطرق لهزيمة الغيرة هو سؤال الطرف الآخر الطمأنة وتهدئة النفس، فإذا كانت مشكلة الغيرة يقع عاتقها على الشخص الغيور إلا أنه لا مانع - بدافع الحب - أن يقف الشريك الآخر بجوار من يحبه لكى يتغلب على هذه المشكلة، فقوام العلاقات الناجحة هو تقديم العون للطرف الذي يحتاج إليه فهي علاقة أخذ وعطاء فى نفس الوقت. أخذ الحذر بألا ينقلب رغبة الشخص الغيور من أن ينال الطمأنة ممن يحبه إلى جدال ونقاش حاد وبدلاً من ذلك لابد وأن يكون الحوار فى صورة مشاركة لتبادل وجهات النظر لحل الخلافات.
العلاج
استكشف جذور وأصل غيرتك وذلك بتفحص السلوكيات السابقة والاتجاهات وخبرتك التي أدت إلى شعورك بعدم الأمان وعدم الثقة بنفسك.
عليك أن تعرف ما الذي يثير هذه الغيرة لكي تستطيع أن تعمل من خلال ذلك بتشجيع الشريك بأن يتصرف بطريقة تساعد في تقليل الغيرة .
العلاج المعرفي وذلك بتشجيع المريض على التعرف على الافتراضات الخاطئة في التفكير وتعلم استراتيجية للسيطرة عليها وكذلك السيطرة على عواطفه .
العلاج المناسب للأمراض النفسية أو العضوية .
في حالة وجود احتمالية خطر العنف , فعلى الطبيب ان يحذر الشريك, و قد يكون العلاج الأنسب في هذه الحالة هو البعد الجغرافي .وقد تخف هذه الحالة بإنهاء العلاقة الحالية ولكن هناك احتمالية حدوثها في العلاقات المستقبلية .
استخدام مضادات الذهان قد يخفف من أعراض الغيرة المرضية