السلام عليكم
ابنتي عمرها سنتان وثمان أشهر هي الكبيرة ويأتي بعدها ابني الذي كاد ان يقارب السنة. مشكلتي في ابنتي أنها ذكية حدا لأبعد الحدود وذات لسان عذب لكنها من وقت ان ولد اخاها تغيرت أصبحت عدوانية ولا تهدأ أبدا وتحاول إيذاءه بأي طريقة مع انها في الوقت نفسه تحبه كثيرا، لا تريدنا ان نحمله ولا ان نلاعبه وانتم طبعا على اطلاع عن موضوع الغيرة وهذا طبيعي. المشكلة في كثرة حركتها صراخها وبكاءها الى الحد الذي تصل فيه الى التقيء بإرادتها ،عنيدة جدا وعصبية وشرسة في بعض الأحيان بصراحة كنت خائفة عليها ان تصل الى هذا الحد جربت كل أنواع العقاب معها بدون فائدة ، تعرف تماما ما تفعله. اسكن في نفس مبنى اهل زوجي وطبعا انتم على علم ما تأثير هذا سلبيا على الطفل عندما يجد اكثر من طريقة في التعامل من جهة دلال ومن جهة شدة ، ومن جهة لماذا تضغطين عليها ومن جهة لماذا تجعليها تفعل هذا مع انني صارمة في اني اريد تربيتها كما أرى مناسبا لكن بصراحة لا فائدة ترجى. الأهم من هذا كله أنني فعلا فقدت أعصابي اليوم وكدت أصاب بإنهيار مما تفعله تريد كل شيء واي شيء وبدون قيود والا تصرخ وتبكي وكما سبق ان شرحت, ضربتها على يديها وغضبت من نفسي لما اصب غضبي عليها وعندها فقدت اعصابي وصرت اصرخ بصوت عالي "ليسامحني الله" غضبي لأنني لا اريد التعامل معها بهذه الطريقة ولا هي التنشئة الصحيحة التي أردتها لأطفالي كما حلمت يوما وكيف اصل لهذا المستوى في التعامل وأمام أطفالي مع أنني أدرك تماما خطورة الوضع وكيف استطيع التعامل معها بطريقة بناءة كل شيء كاد يوصلني الى الجنون. استحلفكم بالله أريد الحل لابنتي ولنفسي أيضا لأنني غير راضية عن نفسي أبدا وأخاف أن أتمادى في هذا الوضع ويصبح طريقتي في الحياة.أزاح الله همكم وأراح بالكم وشكرا.
أختي الفاضلة
جزاكي الله خيرا فأنتي بطلبك هذا قد تقدمتي خطوة في ايجاد الحل ، فالاعتراف بالمشكلة سبب رئيسي في حلها .
وقبل أن نشرع في حل تلك المشكلة هناك أمور يجب عليكي وعلى والدها معرفتها واتخاذ الإجراءات الصحيحة حيالها وهي :-
أولا : وجب علي أن أوضح ماهو السائد من أفكار في المجتمع عن التربية ، وملخصها في ثلاث طرق:
1-هناك من الناس من يعتقد أن أفضل طريقة للتكيف مع هذه المتغيرات هي أن يعود الإنسان إلى الأسلوب القديم الصارم جدًا في التربية وهذا قول غير سليم وغير ممكن تمامًا لأن الإنسان لا يستطيع أن يُرجع عقارب الساعة والزمان للوراء فالوقت قد تغير والظروف استجدت وقد جاء في الأثر (ربوا أولادكم لزمان غير زمانكم)
2- وهناك من يقول بأن أولاد هذا العصر قد تجاوزوا إمكانية التأثير عليهم من قِبَل آبائهم، وهذا رأي غير صحيح وغير واقعي فالطفل لا يزال ولحد كبير يتأثر بأسرته وبجوِّ منزله، وكلما زادت التحديات الخارجية كان في احتياج للتوجيه والرعاية.
3- وهو أسوأها حيث يقولون أن علوم النفس والتربية لن تُجدي في تربية الولد فافعل ما يحلو لك مع أولادك طالما أنك لن تستطيع التأثير عليهم على كل الأحوال، مع أنهم لم يجربوا حقيقة هذه الوسائل النفسية.
وهنا أقول أفضل الطرق للتربية:
1- أن تحاول وتجرب وتنظر إلى ولدك وكأنك مكتشف تسعى لاختيار بلد جديد.
2- حاولي تشوفي ابنتك من وجهة نظرها هي ( عيشي كأنك طفلة وجاريها في مشاكلها الصغيرة ، كمثال ... عروستها انكسرت احزني معاها )
3- مساعدته بالتدريج على اكتشاف الدروب والممرات التي سيواجهها في حياته.
4- لا تتوقعي التغيير بين يوم وليلة ( واحدة واحدة زي ما اتعلمت المشي )
5- كيف يتعامل مع أخوانه وأصدقائه.
6- معاونته على فهم جوانب قوته وضعفه.
7- ومما يساعد على ما سبق وتقوية جانب القيمة والمبدأ لدى الطفل كثافة قراءة القصص والحكايات التي تعزز ذلك في نفسه .
كما يجب علينا كآباء وأمهات أن نعلم أن كثيرًا من الأعمال التي نتصرفها مع ولدنا في صغره تزرع في نفسه نماذج للتعلم والسلوك التي قد لا تظهر بشكل كامل إلا في مرحلة المراهقة أو ما بعدها.
بالنسة لمشكلة حضرتك يجب عليك الاعتراف بتلك القاعدة :-
(( كل ما يريده الطفل هو محاولة جذب الانتباه إليه بأي شكل ))
وقد كان الانتباه متوجه اليه وحده ولكن بوجود شريك آخر اختلفت المشكلة ، لكن عليكي اتباع الاتي :
- اذا أردتي تقديم لعبة مثلا الى طفلك الصغير فاجعلي ابنتك صاحبة المشكلة أن تعطيه هي تلك اللعبة وعندما تذهبين لشراؤها خذيها معك واجعليها تشارك بشكل غير مباشر معك ( وبذلك يصبح الاهتمام متكافئ بين الطفلين )
- لا تنسي أن أبنتك (( ما زالت صغيرة )) لذا لا تكرري عليها جملة (( معلشي أخوكي الصغير وخليه يعمل كذا ...... ))
بالنسبة لمشكلة أهل الزوج وتواجدهم في نفس المنزل :
أختي هؤلاء أولادك وتربيتهم من أهم وظائفك في الحياة ، لذا وجب عليكي تصفية أي خلافات أو تعارض في وجهات النظر بينك وبين أهل الزوج وبينك وبين الزوج أساسا عن طريق (( الحوار البناء )) وشرح خطة تربية الأولاد أمامهم ، وخذي في اعتبارك وجهة نظر الآخر (( أنتي لست على صواب دائماً )) ، ويجب أن يكون ذلك الحوار والمناقشات في مكان بعيد عن الأطفال .
(( المشكلة تكمن في كيفية الحوار ))
والحوار البناء يأتي عن طريق الاصغاء ثم الاصغاء ثم توضيح وجهة النظر الصحيحة ، فأهم ما يجب معرفته هو أن أي تصرف يقوم به الابن هو نتيجه لما يواجهه ويشعر به فهلا نظرنا إليه نظرة رحمة وشفقة وساعدناه ليعيش حياته بإيجابية ويصبح فعال ومنتج لدينه وأمته..
وأخيراً أشكر لحضرتك الثقة في موقعنا ، وأتمنى من الله أن يكون ردنا سبب من أسباب حل المشكلة ، وأن تكون الثقة المتبادلة هذه سبب في أن تقومي بموافاتنا بما سوف يسفر عن طريقة حلك للمشكلة وفيما إذا هناك عقبات أخرى نستطيع مساعدتك في ايجاد حلول لها .