السلام عليكم
ترددت كثيرا قبل أن أكتب إليك...لا أعرف هل سأوفق في نقل إحساسي.. كتلة من المشاكل.. من التعقيدات بداخلي ربما سببها الرئيسي علاقة الأسرة. نشأت منذ صغري في أسرتي التي لم تنس أبدا المشاكل.. أبي كان يختلقها كي يجد سببا في خروجه من المنزل أو الذهاب لأي مكان، فإذا تعرف على أصدقاء جدد أصاب النكد البيت والخناق المستمر. هكذا لم يخل البيت إلى وقتنا هذا من المشاكل.أكره أبي هذا الذي تسبب في تدمير أعصابنا. بكل قسوة وجبروت يضرب من أمامه. أمي ذات مرة رفع عليها السكين. لم أنسى ذلك اليوم ولم أنسى شيئا بعد وقبل ذلك. لدرجة أن البيت لدينا مجرد فندق للمبيت والطعام.... لا أحد يشعر بالانتماء إليه، كذلك أنا أشعر بغربة كأني وحيدة منذ صغري, عدم الأمن والخوف من أي شيء.. لا أدري لكن أعاند نفسي وأظهر عكس ما في داخلي.. ضيق واختناق وحزن عميق وبكاء مستمر شديد. أحيانا أشعر برغبة في البكاء لكن داخل أعماق نفسي دون أن تذرف عيني قطرة.
أعصابي تسوء يوما بيوم وأحس بحالة إكتئاب شديد كأنه قد أزمن. بدأت أفقد شهيتي للطعام تدريجيا وبدأ جسدي ينحف. أحاول دائما أن أسيطر على أعصابي لكن في معظم الوقت لا أستطيع فهي مشدودة. صداع يلازمني خاصة أسفل الرأس من الجهة اليمنى، والآلام بالرقبة حتى أن قدرتي على المذاكرة والاستيعاب قلت.
أجد راحتي في البعد عن المنزل برغم ما في ذلك من تعب وجهد وكأن الأمراض أصابت جسدي- لا أعرف أي جانب من جسدي لا أشتكي منه- لكن عند سفري إلى القرية كأنه لم يكن بي شيء. ولم يبق إلا ذكر عمري فأنا قد أتممت عامي العشرين وحاصلة على دبلوم المدارس التجارية.. وشكرا.
الأخت الفاضلة
من تحليل رسالتك يتضح أنك تعانين من اﻹكتئاب النفسي والاكتئاب النفسي هو استجابة تتميز بعنصرين: الشعور بالبؤس والشعور بالعجز والخمول. فالمكتئب حزين ذو مزاج سوداوي, عديم الرضا ضيق الصدر يمتلكه شعور بالإعياء وعدم القدرة على إنجاز أي عمل مع ضعف الثقة بالنفس. وهناك أسباب وعوامل تؤدي للإكتئاب النفسي منها ما هو حاد مثل فقدان الأعزاء والأهل أو مرضهم مرض مفاجيء. كذلك هناك عوامل نفسية مزمنة عندما تتراكم تعرض المريض لليأس والحزن مثل الأحوال المالية المتدهورة وسوء التفاهم الأسري والمشاجرات الزوجية المستمرة وعدم الانسجام في العمل أو الوظيفة وعدم التكيف مع الزملاء أو الفشل المعنوي أو الأدبي مثل تكرار الرسوب في الدراسة. ومن أعراض الاكتئاب النفسي الشعور بفقدان الثقة بالنفس وعدم القدرة على التركيز وعمل الوجبات والشعور بالخوف والرهبة والضيق وعدم تحمل الشدائد والناس والضوضاء واضطراب النوم خصوصا في الساعات الأولى من الليل وقد يتخلل النوم أحلاما مزعجة وأحيانا يشتكي المريض من صداع يشمل الرأس وتوتر في الرقبة. ويكون المريض في أفضل حالاته عند بداية النهار ويكون في أعلى معدل للضيق في المساء ويجد المصاب راحة إذا تواجد بين أصدقاء ومعارف وإذا ما انفرد بنفسه عاودته الأعراض من جديد. ولعلاج الاكتئاب النفسي تستخدم العلاجات الكيميائية بالعقاقير المضادة للإكتئاب تحت إشراف طبيب نفسي متخصص ولمدة معينة من الوقت وكذلك فإن العلاج النفسي مهم لحالة المريض المصاب بالاكتئاب حيث أن المسببات الخارجية والنفسية تعتبر العامل الأساسي في الإكتئاب النفسي ولذلك فإن أنواع العلاج النفسي والتدعيمى والإيحائي واﻹسترخائي والجماعي, يمكن أن تكشف للمريض عن بواطن انفعالاته وأسباب استجابته الاكتئابية ثم كيفية التغلب عليها وحلها.
السلام عليكم
أنا سيدة أبلغ من العمر ست وعشرون سنة متزوجة منذ سنتين ,منذ أكثر من خمس سنوات بدأت أعاني من إضطرابات في النوم وقلق مرتين في الشهر كل مرة ثلاث أيام تقريبا حيث أنه خلال هذه الفترة لا أنام أكثر من ساعتين متقطعتين في الليل مع الشعور بحدوث زيادة في خفقان القلب وكأني خائفة من شيء مع العلم أنه لا يوجد شيء وأكون أريد أن أبكي ولا أعرف السبب مع العلم أنه قبل هذه الفترة أكون طبيعية وفجأة تحدث هذه المشكلة وتنتهي
حاولت الربط بين موعد هذه الحالة وموعد الدورة الشهرية ووجدت أنه لا يوجد ارتباط. العلم أنني أشعر أنني غير اجتماعية وأنني أضعف من الآخرين وأخاف كثيرا من الموت وأعاني قليلا من مشكلة النسيان وقلة الحافز.
أنا متزوجة من شخص يحبني وأحبه كثيرا ويرعاني ويهتم بي وبحالتي كثيرا وأوضاعنا المالية جيدة جدا .
راجعت طبيب نفسي منذ ست شهور وشخص الحالة على أنها إكتئاب نفسي ووصف لي علاج بالعقاقير الطبية و تناولت العلاج لمدة تسع أيام وخلال هذه الفترة أصبحت لا أنام ولا ساعة في اليوم و توسع البؤبؤ كثيرا وصار عندي تعب في العضلات فاضطررت لقطع الدواء وبعد ثلاث أيام من قطع الدواء صارت عندي دوخه شديدة طول اليوم لا تحتمل فكنت لا أقدر أن أتحرك من شدة الدوخة و ذهبت إلى طبيب آخر وقال لي أن الدواء أحدث عندي رد فعل عكسي وغير نمطي وهي حالة نادرة وكتب لي علاج آخر
مضاد للإكتئاب وخلال استعمال هذا الدواء خفت أعراض الدوخة كثيرا ولكن مشكلة النوم والقلق الأولى مازالت موجودة كالسابق مرتين في الشهر مع العلم أنني أستعمل هذا الدواء منذ أكثر من شهرين وأخاف أن أتوقف عنه فترجع لي أعراض الدوخة الشديدة ... أرجوكم ساعدوني.
الأخت الفاضلة-
من الرسالة التى أرسلتيها والتى تقولين فيها انك تعانين من إضطرابات في النوموقلق مرتين في الشهر كل مرة ثلاث أيام تقريبا مع عدم النوم أكثر من ساعتين متقطعتين في الليل مع الشعور بحدوث زيادة في خفقان القلب والخوف من شيء والبكاء بدون سبب وتكونين قبل هذه الفترة طبيعية وفجأة تحدث هذه المشكلة وتنتهي...سيدتى من تلك الأعراض يتضح انك تعانين من القلق النفسى المصاحب بالاكتئاب ،والقلق النفسى هو شعور عام غامض غير سار بالتوجس والخوف والتحفز والتوتر مصحوب عادة ببعض الأحاسيس الجسمية خاصة زيادة نشاط الجهاز العصبي اللاإرادى يأتى فى نوبات تتكرر فى نفس الشخص .
وتشمل الأعراض الجسمانية اضطرابات النوم وسرعة ضربات القلب وكأن المرء في سباق، وضيق النفس، والإحساس بالهياج والحركة الدائمة، وجفاف الفم، والتنميل أو الإحساس بالخدر أو الوخز بالذراعين والقدمين، والمشكلات المعوية المعدية، والشد العضلي. وبالإضافة إلى ذلك، قد يتزامن حدوث عرض من أعراض القلق المرضي مع أمراض القلق الأخرى مثل اﻹكتئاب والأمراض النفسية الأخرى
ولذلك ننصحك بالاستمرار فى العلاج الطبى الموصوف من الطبيب المعالج وعدم التوقف أو إنقاص الجرعات العلاجية حتى تمام استقرار الحالة والطبيب المعالج هو وحده الذى يستطيع تقدير الجرعات العلاجية
كما يمكن الاستفادة من العلاج النفسى بالجلسات النفسية الفردية والجماعية والعلاج بالاسترخاء النفسى
السلام عليكم
أعرض عليك مشكلتي حيث أنني أعمل مهندسا بإحدى شركات مقاولات البناء ومتزوج ولي طفلان وزوجتي تعمل في إحدى الوظائف الحكومية ومشكلتي تتلخص في أنه منذ أكثر من ثمانية شهور كنت أمر ببعض المشاكل في العمل وبعض المسئوليات العائلية وقد حدث لي بعدها حالة نفسية غريبة وهي إحساس بهبوط نفسي شديد وتغير مفاجيء في الإحساس والشعور مع إحباط وانخفاض بالروح المعنوية بطريقة كبيرة وتشتيت لأفكاري وعدم الاهتمام واللامبالاة بالحياة وتبدو لي الأحداث وكأنها حدثت منذ زمن بعيد جدا مع وجود أرق وعدم الراحة في النوم وعند الاستيقاظ, وعدم تذكري لأي أحلام بعد النوم مما يسبب لي عدم الراحة وقد أخذت حبوب تربتزول حيث أنني كنت آخذها منذ عشرين سنة بسبب ظروف نفسية كنت أمر بها في هذا الوقت ومع ذلك لا أحس بالراحة النفسية المعتادة والتي كنت أحس بها من قبل حيث أنني أحس بملل كبير وإحساس بأنني أريد التخلص من الحياة وأتمنى الموت حتى يخلصني من هذا العذاب النفسي حيث أن هذه الحالة تؤثر على عملي وعلى علاقاتي الاجتماعية مع الناس, وقد ذهبت إلى أحد الأطباء النفسيين وأعطاني بعض الأدوية النفسية وقد شعرت بتحسن بعض الوقت ولكن لم أعد إلى حالتي الطبيعية كما كانت من قبل.
رجاء التكرم ببحث حالتي وإرشادي إلى الطريقة التي يمكن بها أن أسترجع حالتي النفسية الطبيعية حيث أن هذه الحالة تؤثر علي بطريقة لا إرادية بالرغم من سعيي للشفاء بأي طريقة.
الأخ العزيز:
الاكتئاب من أكثر الأمراض شيوعا وقد دلت إحصائيات هيئة الصحة العالمية سنة 1988 أن نسبة الاكتئاب في العالم حوالي 5% ويجب التفرقة بين أعراض الاكتئاب وهي أكثر انتشارا ومرض الاكتئاب, فالأعراض لا تشكل مرضا ولكنها نتيجة تفاعل الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية أما المرض فيحتاج لتدخل علاجي ويبدأ مرض الاكتئاب بأعراض بسيطة تتدرج في الشدة إن لم تعالج في بدء الأمر فيشكو المريض أولا بفقدان القدرة على التمتع بمباهج الحياة مع هبوط الروح المعنوية ويشعر بفقدان الأمل واضطراب في النوم مع الأحلام وفقدان الشهية وأحيانا الإمساك والضعف الجنسي وقد يصاحب ذلك إهمال في السلوك والمظهر الخارجي وقد يصل الأمر إلى الانتحار والهروب من الحياة. ويحدث الاكتئاب في نوبات يعود المريض بعدها إذا عولج العلاج المناسب إلى حالته الطبيعية وأحيانا يكون الاكتئاب بصفة مستمرة ( الاكتئاب المزمن) وتختلف مدة المرض اختلافا شديدا ولكن غالبا ما تتراوح بين ستة أشهر إلى سنة كاملة وذلك إذا تركنا المرض دون علاج أو تدخل ولكن بالعلاجات الحديثة المتعددة نستطيع أن نقلل فترة المرض بإذن الله بين مدة تتراوح بين 4-8 أسابيع.
أما عن حالتك فيجب عرض حالتك على أخصائي الطب النفسي مرة أخرى والانتظام في العلاج الطبي والنفسي المدة الكافية حتى تستقر الحالة وتعود إلى طبيعتك بإذن الله ولا ننصح بالرجوع للدواء السابق في حالة انتكاس المرض بدون استشارة الطبيب لأن كل نوبة مرضية قد تحتاج إلى علاج يختلف عن العلاج السابق وذلك حسب نوع النوبة المرضية وشدتها والحالة الجسمانية الحالية.
السلام عليكم
لقد نشأت في بيئة شبيهة بالغابة لم أستطع الاندماج فيها والتوافق والتكيف مع المجتمع وذلك لأنني نشأت منذ الصغر على"حب الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم" ولكى أندمج في البيئة يجب أن أكون- قويا- بذيء القول واللفظ متكبر-أفاق- ولكنى لم أسلك هذا السلوك وتمسكت بهداية ربي لي, فأصبح المجتمع ضدي في كل شيء ولم يكن لي رفيقا واحدا. سوى الله عز وجل والأصدقاء الأتقياء قليلون, فأصبحت منعزلا تماما, وكنت مثاليا وأسعى إلى المجد والتفوق وعندما وصلت إلى الثانوية أدبي كنت لا أحب المواد الأدبية وأستعير من المكتبة كتب عملاقة, وأترك الدراسة فرسبت في العام الأول فأصبحت الأسرة والعائلة ضدي واحتقرني المجتمع بما فيه عائلتي, فتحولت إلى الوجه الأخر... وسوس إلي الشيطان فأصبحت وحشا ، قويا ، "فتوة" يغازل البنات, المجتمع أحبني والكل خاف مني, والآن بعد هذه التقلبات السريعة في الشخصية من"متدين" إلى مرح إلى عدواني إلى مؤمن مرة أخرى انتابني شعور من الاكتئاب النفسي والاضطراب الكلي. أرجو أن تدلني على العلاج المناسب لحالتي.
الأخ الفاضل:
من رسالتك التي أرسلتها يتضح أنك تعاني من تقلب في المزاج فأحيانا تعاني من المرح والنشاط الزائد" الفتوة" ومعاكسة الناس وأحيانا تكون في حالة من الانطواء والعزلة وقد تصل إلى درجة من درجات الاكتئاب والاضطراب وهذه الأعراض هي أعراض الشخصية الدورية أو النوابية حيث تتميز هذه الشخصية بظهور فترات متفاوتة من الاكتئاب والمرح وتتسم فترات المرح بالطموح الزائد والدفء العاطفي والحماس والتفاؤل والنظر إلى المشاكل بتساهل وسطحية مع حرارة العواطف والإخلاص والصدق، كما تتصف فترة الاكتئاب بالانشغال والتشاؤم وهبوط الطاقة والإحساس بعدم الأهمية وهذه التقلبات في المزاج لا ترجع إلى عوامل خارجية تسبب ظهورها كما أن هذه التقلبات في المزاج لا تصل إلى مرحلة المرض. ولذلك فإن حالتك هي نوع من أنواع اضطراب الشخصية, ويمكن التغلب على هذه التقلبات في المزاج بواسطة العلاج النفسي الجماعي وذلك ما لم تظهر أي علامات مرضية أخرى ويكون ذلك تحت إشراف أخصائي نفسي. أما عن تأثير البيئة على الإنسان حيث وصفت في أول رسالتك بأنك نشأت في بيئة أشبه بالغابة فإن الله عز وجل عندما يخلق الإنسان فإنه يهييء له جميع سبل النجاح فإذا امتحنه ببيئة غير مناسبة فإنه يعطي له الشخصية القوية التي تستطيع مواجهة هذه البيئة كما في حالتك حيث أنك تحصنت بالإيمان لمعالجة مشاكل البيئة.