السلام
عليكم
عمري
28 عاما، وطولي 168، ووزني53 وأعاني من أعراض غريبة تأتيني فجأة وتذهب، وتعود مره
أخرى وهي:
1-
صداع، ودوخة مستمرة في جميع الأوضاع ذهبت إلى طبيب أذن وحنجرة، وقال لي: لا يوجد
عندك شيء أنت سليم.
2-
سرعة في ضربات القلب، وخفقان شديد، وقد ذهبت إلى طبيب صدر، وعمل لي تخطيطا، وكشف
على صدري بسماعة، وقال لي: لا يوجد شيء وقلبك سليم.
3-
عند القيام بمجهود ولو بسيط يأتني خفقان ودوخة وإرهاق وأتعب بسرعة حتى أثناء
ممارسه الجماع مع زوجتي تأتني الأعراض التي ذكرتها وأكثر شيء الخفقان.
4-
بعد الأكل تأتيني آلام بالبطن، ورعشة، وخفقان، وحرقان، وحموضة بالحلق، وأذهب بعد
الأكل إلى الحمام ـ أعزكم الله ـ ، وبعد خروجي من الحمام تأتيني دوخة شديدة، وذهبت
إلى طبيب باطنية، وكشف علي وطلب مني تحليل براز، (أعزكم الله) وقال لي عندك التهاب
بالمعدة وعسر هضم شديد، مع العلم أنه لم يكشف علي بالمنظار، بل كشف بشكل عادي،
وأعطاني مجموعه من الأدوية، ولم أستخدمها، لأني أخاف من تناول الأدوية حتى من
البندول.
5-
ضغطي دائما في حدود 100/70 أو أكثر، ولا ينزل عن المعدل الذي ذكرته.
تعبت
من هذه الأعراض التي ذكرتها لك، وأتعبني التفكير فيها، وقد عملت مجموعة من
الفحوصات والتحاليل وهي:
1-
صورة الدم.
2-
سكر.
3-
جرثومة المعدة.
4-
إنزيمات للقلب.
5-
الغدة الدرقية.
6-
فقر دم، وجميعها سليمة ـ ولله الحمد ـ.
أريد
أن أرجع لطبيعتي، مع العلم أني عسكري، وأفكر بترك عملي بسبب الأعراض التي ذكرتها
لك، لأني أمارس تمارين الرياضة في العمل، وأخاف أن يحصل لي شيء بسبب الأعراض التي
ذكرتها. ولدي قولون عصبي.
أرجو
الله ثم أرجوكم تشخيص حالتي، وهل هي خطيرة؟ وبماذا تنصحونني؟ فأنا والله تعبت من
حالتي، ولا أستمتع بحياتي اليومية حتى أثناء جلوسي مع أهلي ووالدي لا أتكلم معهما،
وأفكر كثيرا في نفسي وفي الأعراض التي
تلازمني أينما أكون. أرجو منكم تشخيص جميع الأعراض، ولكم مني جزيل الشكر
الأخ
الحائر
من
الأعراض التى ذكرتها في رسالتك يتضح انك تعانى من الاضطرابات
السيكوسوماتية وهي عبارة عن اضطرابات جسدية منشأها اضطرابات نفسية أو عاطفية
انفعالية التي تؤدي إلى خلل في وظيفة عضو أو اكثر من أعضاء الجسم أو خلل فيه . ولا
يمكن إصلاح هذا الخلل بالعلاج الدوائي فقط المهم الرجوع إلى السبب النفسي ، وذلك
بان الاضطرابات النفسجسمية يكون منشأها نفسي وأعراضها جسمية ،فالمصابون الذين
يعانون من هذه الاضطرابات تتضمن شكواهم من الأعراض البدنية المختلفة.
وتوجد علاقة ماسة بين القلق النفسي والآلام
المعوية والأمعاء والإسهال ، فالانفعال والقلق النفسي كثيرا ما يرتد ن إلى داخل
الفرد القلق والمتوتر ويكون اثره كبيرا على الإفرازات المعوية وبالتالي تصاب هذه الأعضاء
بالالتهابات والأمراض المختلفة ، كما أن نوعية الشخصية ومميزاتها تكون الأرض
الخصبة التي تساعد على الإصابة بتلك الأمراض ،كما يتصف هؤلاء الأفراد بالكآبة
والانطواء والعزلة وهكذا اعتبر القلق المصدر الرئيس في الاضطرابات
السيكوسوماتية-النفسجسمية ومحصلة هذه الأمراض هو صعوبة التعبير عن التوتر
والانفعالات السلبية التي يعاني منها الفرد بالكلام وإنما ترتد تلك الانفعالات
لتعبر عن نفسها بأمراض جسمية مختلفة بحيث يعجز الطبيب الجسمي المعالج لإيجاد الحل
الناجع لذلك وبالتالي يحوله إلى المعالج النفسي .
كما تشير بعض الدراسات إلى ان هناك
علاقة وثيقة بين نوع الشخصية ومميزاتها وبين الأمراض النفسجسمية التي يصاب بها
الفرد على سبيل المثال الشخصية الهستيرية كثيرا ما تصاب باضطرابات جسمية حركية ، إما
الأفراد الذين يتصفون بالحساسية فانهم يصابون بأمراض الحساسية ومنها الربو او
الطفح الجلدي ، أما الذين يتصفون بالتضحية الذاتية فانهم كثيرا ما يصابون
بالروماتزم ، والقلقون فانهم يصابون بالقرحة وارتفاع ضغط الدم كما ذكرنا سابقا .
وتلعب ميكانزمات
الجسم دورا مهما في تلك الأمراض والتي يكون مركزها الجهاز العصبي اللاإرادي الذي
يعمل على استنفار أعضاء الجسم لمواجهة الحالة أو الموقف الذي يتعرض له الفرد ومن
مؤشرات هذا الاستنفار هو الإفرازات الهرمونية في الجسم وارتفاع ضغط الدم ...الخ من
المؤشرات الجسمية الفسيولوجية . تشمل الأعراض لهذه الاضطرابات التغييرات الجسمية الحاصلة واستمرار تلك
التغييرات ان لم يعرف سببها والقضاء عليه ويؤدي بالتالي الى تغيير وخلل وظائف
العضو المعين او الجسم بشكل عام مع استمرار التوتر النفسي واضطراب الحالة النفسية
للفرد ويكون الشخص في حالة عدم استقرار وتذبذب في سلوكه . وتشير الدراسات المختلفة الى ان ارتفاع ضغط الدم
وامراض القلب والامراض السرطانية المختلفة والربو الشعبي واضطراب الغدة الدرقية
والتهاب القولون العصبي والقرحي والبول السكري والصداع النصفي والسمنة المفرطة والأمراض
الجلدية وفقدان الشهية وبعض الحالات المتعلقة بالامراض الهستيرية ما هي الا مؤشرات
للأمراض النفسجسمية والتي سببها كما ذكرنا القلق والتوتر والصراع النفسي الداخلي
العنيف والخفي الذي يشعر به الأفراد .
ولعلاج لتلك الأمراض
ننصح باتباع الاتى:
أ ـ معرفة السبب إن كان جسميا أو
نفسيا وذلك باستعمال الفحص السرير للمريض أولا فإن لم يجد الطبيب الجسمي ما يشير
للمرض العضوي فانه يحوله إلى الطبيب والمعالج النفسي .
ب ـ العلاج النفسي وهذا النوع من
العلاج ليس جديدا على الساحة وإنما استعمل وعولج المرضى منذ القديم .
ج ـ معرفة أساس القلق والتوتر .
د ـ السيطرة على القلق والتوتر قدر الإمكان
وذلك بما يأتي :
ـ ممارسة الرياضة البدنية .
ـ الاستجمام واستغلال الفرص المتاحة
للفسحة والترويح عن النفس .
ـ ممارسة رياضة التنفس وذلك لتزويد
الجسم بالأوكسجين الذي يساعد على التخلص من التوتر أو تقليله .
ـ ممارسة الاسترخاء الذي يساعد الجسم
على التخلص من السموم والتوتر والقلق .
ـ الانشغال بمهارة معينة كالرسم أو
الموسيقى أو الأعمال اليدوية التي كثيرا ما تشغل الفرد او القراءة ...الخ من
النشاطات والمهارات التي يحبها الفرد .
ـ ممارسة النشاطات الاجتماعية
المختلفة كالانتماء إلى الجمعيات أو النوادي
ـ الاشتراك برحلة أو سياحة مع الأخرين
الذين يرتاح لهم الفرد .
ـ الاستعانة بكبار السن وأصحاب
التجارب في الإرشاد وتوضيح الأمور المعقدة .
ـ الابتعاد عن اجترار المشاكل
القديمة ومحاولة غلق الملفات المتعلقة بها .
ـ التسامح مع الأخرين ان حدث خطأ
بالموضوع وسبحان من لا يخطأ .