السلام عليكم
أنا
سيدة متزوجة من 22سنة وعندى 46سنة وعندى
ثلاث أولاد أكبرهم 21 سنة واصغرهم 9 سنين ، أعانى من اكتئاب من فترة طويلة وبدأت
العلاج من سنة 2003 وكنت حاولت الانتحار مرة قبل بدء العلاج ومرة أخرى أثناء
العلاج وكانت تنتابنى نوبات اكتئاب شديدة جدا كانت اصعب حاجة مرت على والحمد لله
مع العلاج انتهت هذه النوبات لكن لم تنتهى المشكلة إلى الأن و أنا أعانى الأن من
عدم النوم مع العلم أن هذه المشكلة بدأت معي من سن 10 سنين بس كانت بتروح وتيجى أنا الأن منذ حوالى 25يوم مفيش نوم طبيعي يعنى أحيانا أنام بالنهار
حوالى ساعتين أو ثلاثة وحاولت مرة امنع
نفسى من النوم فى النهار علشان أنام بالليل وصلت لمرحلة الانهيار وكانت النتيجة
انى نمت أيضا بالنهار رغما غنى بدون أن ادرى كيف حدث هذا لا اعلم مع العلم انى مواظبة جدا على
العلاج لكن لم يأذن لى الله بالشفاء بعد
وبروح للدكتور المعالج بانتظام أفدنى جازاك
الله خيرا
الأخت
الفاضلة
من
الرسالة التى أرسلتها ومن الأعراض التى تشتكين منها يتضح انك تعانين من مرض
الاكتئاب
ويجب أن نعلم أن أعراض الاكتئاب
تنتشر في المجتمع بمعدل يتراوح ما بين13-20% من السكان، ومن هؤلاء هناك 7% يعانون
من حالات اكتئاب شديدة وهذه الدراسات شملت العديد من الدول في العالم ويبدو من بعض
الدراسات أن الدول قد تتراوح في معدلات الاكتئاب ولكن بكل المقاييس تبقى هذه النسب
مرتفعة وقد يكون المعدل في العالم العربي على الحد الأدنى لأنه يقع في مناطق أكثر
تعرضا لأشعة الشمس ولا زال فيه من الروابط الاجتماعية والإيمان والتقاليد ما يعطي
بعض الحماية للناس، ومع أن يصيب كل الأعمار لكنة أكثر ظهوراً في العقد الثالث
والرابع من العمر، وهي قمة سنوات العطاء عند الفرد، ومعروف أن الاكتئاب أكثر
انتشاراً بين النساء منها بين الرجال بثلاثة أضعاف على الأقل، كما أن غير
المتزوجين والأرامل والمطلقين أكثر عرضة من المتزوجين خصوصاً من الرجال أما بين
النساء فيبدو الزواج يزيد من فرص الاكتئاب، كما أن هنالك ميلاً لفئات معينة من
الناس لاكتئاب أكثر من غيرها، مثل الأشخاص ذوي الشخصيات المتطرفة، ومن يعانون
أمراض مزمنة أو أمراض خطيرة، ومن يتعاطون الكحول والمخدرات، كما ترفع معدلات
الاكتئاب في نزلاء السجون أما بالنسبة للطبقات الاجتماعية والثقافية فمن الواضح أن
جميع الطبقات تصاب بالاكتئاب، مع أن هناك بعض المؤشرات تفيد أن الطبقات المتوسطة
أقل تعرضاً للاكتئاب والانتحار من الطبقات الأقل حظاً والعالية، أي الطبقات
الواقعة على طرف السلم الاجتماعي والاقتصادي.
ويمكن حصر أهم أعراض الاكتئاب في
الآتي: قد يشكو المريض صراحة بأنه مكتئب حزين يائس . يبدأ المرض بفقد الحماس ..
فقدان الاهتمام الفتور واللامبالاة .. عدم القدرة على مسايرة المجتمع ومعايشة
الحياة .. عدم الإحساس بالسعادة والطمأنينة وتطور الأعراض إلى أن ينغمس المريض في
التفكير والتهويل لدرجة أنه يلغي حياته ويشعر باليأس .. يحبس نفسه في دوامته فيصبح
بعيدا عن الواقع الاجتماعي . كذلك قد ينتاب المكتئب إحساس بالتعاسة والأفكار غير
السارة وتضعف طاقته ويصعب تركيزه ويصبح لا يستطيع القيام بالواجبات والأعمال
المعتادة .وقد يصاحب ذلك اضطرابات في معظم أجهزة الجسم خاصة الجهاز الهضمي والدوري
والغدد والأعصاب .وأيضا قد يضطرب النوم
و تعتبر الوراثة
سبب من أسباب الإصابة بالمرض ،كما أن الخلل في توازن الناقلات العصبية المسؤولة عن تنظيم الإشارات العصبية
في خلايا الدماغ ومن أهم الناقلات العصبية التي إن نقصت تؤدي إلى ظهور أعراض
وعلامات الكآبة هي مادة السيروتونين حيث تعتبر الأدوية التي تساهم في رفع نسبة
مادة السيروتونين من أكثر الأدوية انتشارا في العالم حاليا لعلاج الكآبة.
وهناك عوامل توتر خارجية ومن أهمها
فقدان شخص عزيز وفقدان مستوى اجتماعي أو اقتصادي معين والشعور بالذنب نتيجة للإحساس
بخرق ضوابط اجتماعية أو دينية والانفصال من علاقة عاطفية والقيام بوظيفة معينة
تكون إما تحت أو فوق قدرات الشخص والعيش مع شخص كئيب آخر. ولا تؤدي هذه العوامل
الخارجية في جميع الأحيان إلى الإصابة بما يسمى نوبة الاكتئاب الكبرى وإنما تؤثر
فقط على الأشخاص الذين يملكون عاملي الوراثة والخلل في توازن الناقلات العصبية.
والدواء وحده لن يحقق معجزة في علاج
الاكتئاب ولكن يستعمل العلاج الدوائى المناسب الذى يصفه الطبيب المتخصص بالجرعة
المناسبة وللوقت المناسب وكل ذلك بالإضافة للعلاج النفسى
والأدوية التي ترفع نسبة مادة
السيروتونين تعتبر من أكثر الأدوية المستعملة في الوقت الحاضر وتكمن فكرتها في منع
إعادة امتصاص السيروتونين الذي يعتبر أحد الناقلات العصبية وبالتالى ازدياد نسبتها
ومع
تحسن النواحى المزاجية يتحسن النوم وتختفى اغلب الأعراض الأخرى المصاحبة للاكتئاب
بأذن الله