الرد على اسئلة القراء

لا أعرف ما هو مرضي


  • رقم المجموعة : 1664 تاريخ النشر : 2022-06-01
  • إعداد : ايهاب سمير وظيفة المعد : اخصائي نفسي
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى


السلام عليكم

مشكلتي أنه لدي في المنزل جميع الكتب التي يحتاج المرء لقراءتها لكني لا أستطيع القراءة ..أنا أحضر الكتاب وعندما أجلس لقراءته لا أستطيع وأحس بالملل وهناك ما يصرفني عن القراءة علماً بأنه لدي دافع قوي بأن أتعلم وأقرأ حتى في دراستي بالمدرسة أصبح المستوى التعليمي لدى ضعيف جداً وقد أدى بي إلى الفشل .. فرجاء أريد حلاً لمشكلتي ولا أدري لمن أذهب ليحلها لي ولا حتى إذا ذهبت إلى طبيب ماذا أقول له وأنا بالأصل لا أعرف ما هو مرضي ... وجزاك الله خيراً.

الابن العزيز

تتباين الأرقام والإحصاءات الرسمية من مراكز الأبحاث والمنظمات الدولية المعنية ، لكنها جميعا تتفق على تدني نسبة القراءة لدى الشباب العربي، فقد خلص "مؤشر القراءة العربي الصادر بالتعاون مع الأمم المتحدة" عن واقع القراءة في العالم العربي، إلى أن العربي لا يقرأ سوى عدة سويعات سنويا. ونشير إلى أن المقصود هنا القراءة غير المنهجية (غير الدراسية).

وكشف استطلاع للرأي أجرته "ياهو" للأبحاث، أن ربع سكان العالم العربي، نادرا ما يقرؤون كتبا، ويحتل الكتاب في غوغل المرتبة الـ153 من بين الاهتمامات العربية. وأما الفاجعة أن كل ما تطبعه دور النشر العربية مجتمعة ”سنويا” لا يعادل سوى أقل من نصف ما تطبعه إسرائيل عدونا اللدود في نفس الفترة.

وبالطبع فإن هذه الإحصائيات المحبطة تدلنا على ما وصل إليه حال العقل العربي والشباب بصفة خاصة منهم، وهي دلالة أيضا على ما وصلت إليه الحالة الثقافية في هذه البلاد، ودلالة على ما ينتظرها في المستقبل.

إنّ النّاظر في أحوال حياتنا المعاصرة يلمس حجم التّغيّرات التي حدثت في حياة النّاس وأنماط سلوكيّاتهم فيها، فبعد أن كان الكتاب خير صديقٍ للقارئ والمثقّف والمتعلّم، وبعد أن كانت المكتبات معلمًا من أهمّ معالم الحَضارة الإسلاميّة، أصبح النّاس في عصرنا الحاضر يبتعدون شيئًا فشيئًا عن القراءة والمطالعة، وأصبحتَ ترى المكتبات في بلادنا العربيّة والإسلاميّة خاليةً تشكو قلّة المُرتادين،

وهناك بعض الأسباب التى تؤدى إلى عدم إقبال الناس على القراءة منها سهولة الحصول على المعلومات فقد فتحت شبكة الإنترنت أمام النّاس آفاقاً واسعة، وأتاحت لهم أدوات متعدّدة سهلة كي يحصلوا على المعلومة التي يريدونها بأسرع وقتٍ، وأقل جهدٍ ممكن، كما مكّنت تطبيقات التّواصل الاجتماعي المُختلفة النّاس من تبادل المعلومات والرّسائل التي تحوي العلوم والمَعارف والأخبار المختلفة، ممّا أحدث تغييرًا في أنماط القراءة والمتابعة عند النّاس، فبعد أن كان طالب المعلومة يتوجّه إلى المكتبات للحصول على المعلومة التي يريدها أصبح بإمكانه الحصول عليها وهو جالسٌ في مكانه، دون أن يبذل جهدًا كبيرًا في ذلك. كذلك فان انشغال النّاس من سمات العصر الحديث الذي نعيش فيه قلّة وقت الفراغ المُتاح للنّاس؛ فالعامل يذهب إلى عمله مبكّرًا ولا يعود إلاّ متأخرًا، وكلّ ذلك حتّى يتسنّى له تأمين احتياجات عيشه في ظلّ ظروفٍ اقتصاديّة صعبة، وتحدّياتٍ كثيرة، ولذلك فقد جعل النّاس الكسب أولويّة لهم في الحياة، بينما أصبحت القراءة والمطالعة أمرًا ثانويًّا، وربما هامشيًّا بسبب تلك التّغيّرات في أنماط الحياة. كما ان هناك قلّة الإبداع الفكري' فقد حفلت المكتبة الإسلاميّة بكثيرٍ من الكتب والمصادر التي اختزلت جهدًا فكريًّا وعلميًّا للعلماء والمفكّرين على امتداد قرونٍ من الزّمن، وأصبح النّاس في وقتنا الحاضر يعتمدون على تلك المصادر دون التّفكير في الإضافة عليها، أو البناء على جهد من سبق في التّأليف والكتابة، ممّا أدّى إلى قلّة الإنتاج الفكري والعلمي، وأصبحت كثيرٌ من المؤلّفات الحديثة مجرّد تجميع أو إعادة صياغة لما سبق أن كتبه ودوّنه العلماء والكتّاب من قبل. كما ان السّياسات التّعليميّة المعتمدة في كثيرٍ من الدّول تُركّز على تلقين المعلومة وإعطائها من قبل المعلم للطّالب والمتعلّم دون أن تكون هناك سياسة تحفيز على القراءة والمطالعة ممّا يؤدّي إلى عزوف الطّالب والمتعلّم عنها. وظهور الأدوات الإعلاميّة الحديثة فالتّلفاز بما يعرضه من آلاف القنوات المفيدة وغير المفيدة، أصبح يملأ فراغ النّاس ويَشغلهم عن المُطالعة والقراءة التي هي زادهم العلمي والثّقافي الأهم.

أخى الحبيب إليك بعض الحلول التي قد تكون ناجحة لتشجيعك على القراءة والاستمرار فيها ومن هذه الحلول:

·  يجب علينا أن نعي ونستشعر كأمة أنه لا سبيل لسيادة ولا لنهضة وصعود إلى المجد إلا عن طريق القراءة ونشر حبها وأهميتها بين أطياف المجتمع وخاصة جيل الشباب.

·  حسن اختيار الكتب التى تتماشى مع هواياتك وثقافتك.

·  متابعة ما يصدر من الكتب الحديثة التى تتحدث فى الجديد من العلم وزيارة معارض الكتاب باستمرار.

·  اختيار الأصدقاء الذين يحرصون على القراءة واقتناء الكتب واغتنام الأوقات.

·   ارصد لنفسك مكافئة كلما أكملت قراءة كتاب وحاول تلخيص هذا الكتاب والتحدث عن أفكاره ومحتوياته أمام الأسرة والأصدقاء.

·   وأخيرا قد يكون عزوفك عن القراءة بسبب وجود بعض السمات الاكتئابية التى قد تحتاج إلى العرض على أخصائي نفسى.

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة