السلام عليكم
اختي مريضه نفسيا ولا تعترف بذلك ولا تريد الذهاب
للدكتور والخضوع للعلاج، متزوجه ولديها اطفال وطوال وقتها مشاكل مع زوجها ثم تتصل
على امي وتثير مشاكل اخرى معها وتتخيل بان الجميع يكرهها وتنظر بانها ضحية لكره
والديها وزوجها واهل زوجها واقربائها دائما تسيء الظن بالجميع وتتخيل اشياء لم
تحدث وعندما تعرض على أحد معروفا ويرفض تغضب وان سمح فإنها تفعل له المعروف ثم
ترجع تصب اللوم عليه بأنه يستغلها ولا يبادلها المعروف وهي لا تريد حتى ان تصافحنا
عندما نريد السلام عليها. مشكلتها منذ ثلاث سنوات فنحن لا نذوق طعما للراحة، مجرد
دخولها للبيت ابنائها يخافون منها وزوجها تأثر بها ويبدو انه اصاب بشيء من
تخيلاتها وبدأ بتصديقها في بعض كلامها.
في فتره من الفترات اجبرها زوجها للذهاب للدكتور
وذهبت واعطاها حبوب وتحسنت كثيرا لكنها قطعت العلاج ورجعت لما كانت عليه ووضعها
غير معقول لدرجه اشك بأنها جنت.
اتمنى لو ان هناك وسيلة تجبرها على العلاج. وفي
الفترة الأخيرة اصبحت مخيفه لدرجه بانها تحاول ضرب طفلتي ذات السنتين بحجة ان الكل
يحبني ولا يحبها صرت أخشى الجلوس معها في نفس المكان فهي خطره.
الاخت الفاضلة
من الرسالة التى ارسلتها يتضح ان اختك تعانى من
نوع من انواع الشك المرضى
والشك وظيفة ذهنية وظاهرة صحية ودلالة على التمتع
بالصحة النفسية، إذا مورس بغير إفراط. وكل شخص يحتاج إلى درجة بسيطة من الشك
لحمايته من الوقوع في بعض الأخطاء. والشك من الظواهر الشائعة بين الناس.. وإن كان
الكثيرون لا يُفصحون عنه. والشك يعني الارتياب حول صدق وأمانة الآخر.
وللشك عدة أوجه وهي العادي والشخصية الشكاكة والشك
المرضي. ويسمى بالشك العادي أو المقبول، كل شخص يحتاج درجة معينة ومحددة من الشك
لحمايته من الوقوع في بعض الأخطاء والتأكيد والتيقن من الأمور قبل الإقدام عليها
خاصة إذا كانت مبنية على خبرات سابقة أو توقعات اكتُسبت من خبرات الآخرين فالشك في
هذه الحالة هو لحظة مؤقتة ننتقل بعدها للحقيقة أو نتوصل إليها.
أما في الشخصية الشكاكة: فهنا الشك يكون ملازماً لشخصية الإنسان
ويكون سمة من السمات الشخصية. والشخص الذي يتصف بهذه السمة يجد صعوبـة كبيرة في
التواصـل الاجتماعي مع النـاس حتى أقرب النـاس، وتتسـم الشـخصية الارتيابيــة
(الشكاكة) بالعلامات التالية: كالشك بدون دليل مقنع بأن الآخرين يستغلونه أو
يريدون له الأذى أو يخدعونه، شكوك مسيطرة في ولاء أو إمكانية الثقة بالأصدقاء
والزملاء، التردد كثيراً في إطلاع الآخرين على أسراره خوفاً من أن تُستغل يوماً ما
ضده بشكل أو بآخر، تفسير الأحداث بأنه يُقصد منها شيء أو أن وراءها نوايا خبيثة،
الحقد المستديم وعدم القدرة على الصفح والغفران، يرى في أي شيء يحدث من حوله
تعدياً عليه أو إساءة له، وشكوك متكرر بالزوج بدون دليل صحيح وواضح. وهذا التوجه
في التفكير والانفعالات والسلوك يشمل جميع نواحي الحياة وكل الناس بدون استثناء
وإن كان نصيب البعض أكبر مثل الزوجة والأبناء والأقارب والزملاء.
اما الشك المرضي فيعاني فيه الفرد من أوهام اضطهاديه يعتقد من
خلالها أن الآخرين يريدون إيذاءه. وأن هناك مكائد ومؤامرات تحاك ضده. هذا الشك لا
ينمو مع المرء منذ صغره ولا يشمل جميع الناس وجميع جوانب الحياة بل يركز على فكرة
معينة تصل إلى درجة الاعتقاد الجازم، وهذا الاعتقاد أو الفكرة تسيطر على المريض
إلى درجة أنها تصبح شغله الشاغل ويصبح همّه دعمها بالأدلة وجمع البراهين، ورغم عدم
وجود دليل كاف على هذا الاعتقاد فإنه لا يمكن لأي شخص إقناع المريض بأن هذا
الاعتقاد غير صائب، وعادة ما يقوم المريض بالتصرف بناء على اعتقاده الخاطئ. فمثلاً
عندما يتمحور الشك المرضي حول خيانة شريك الزوجية فإنه يقوم بالتجسس على زوجته
ومراقبة التلفون، والعودة من العمل في غير الوقت المعتاد لإيجاد الدليل على
اعتقاده الخاطئ، وعندما يتمحور الاعتقاد الخاطئ حول إيذاء الآخرين له بأن هناك من
يحاول قتله بالسم، فسيشك في المأكولات والمشروبات التي تقدم له، ويمتنع عن تناولها
حتى وإن قُدمت من أقرب المقربين إليه. هؤلاء المرضى بالشك المرضي يبدون أسوياء
تماماً فيما عدا هذا الموضوع مدار الشك.
والشك المرضي يمكن علاجه بالعقاقير المضادة
للذهان وهذه العقاقير لا تسبب الإدمان أو التعدد، والمستحضرات الحديثة منها مأمونة
العواقب وليس لها أي أضرار جانبية على المدى الطويل، ولكن المهم أن يقتنع المريض
بأن يذهب إلى الطبيب النفسي.
اما إذا رفض المريض الذهاب الى الطبيب النفسى
وأصبح عدوانيا وخطرا على نفسه والاخرين فهنا قد يحتاج الامر الى الدخول الالزامى
للمستشفى لبضعة اسابيع حتى تستقر الحالة النفسية ويواصل العلاج الخارجى