السلام عليكم
مشكلتى
عدم الثقة بالنفس بالرغم من انى جيد جدا فى العمل وأستطيع ان أؤدي ما كلفت به
بصوره جيدة وهذا بشهادة اساتذتى والطلبة، لكن مش عارف المشكلة فين، بالإضافة الى
انى فى اول تعرف على صديق تكون العلاقة والحديث جيدين ولكن فى اللقاءات التالية أجد
نفسى فى حالة قلق وتوتر، اضافه الى ضعف التركيز فى المذاكرة، وتشتت الانتباه، وانا
حاليا اخذ علاج للقلق. ارجو الرد ولسادتكم جزيل الشكر.
الاخ الفاضل
يخبرنا
علم النفس أن الأشخاص الواثقين بأنفسهم هم الأكثر قابلية للنجاح وتحقيق أهدافهم
بسهولة، بينما يعاني أصحاب التقدير المنخفض للذات بصعوبات عند إتمامهم أي أمر، رغم
تساوي الإمكانيات والمواهب لدى الفئتين، فما هي أسباب عدم الثقة بالنفس وكيفية
العلاج؟ وهل يمكن حقاً التخلص من الأفكار السلبية عن الذات؟ الإجابة نعم بكل
تأكيد! وسوف نناقش ونتعرف على سمات الأشخاص الواثقين بأنفسهم ونكتشف طرق اكتساب
الثقة بالذات حيث تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بالتقدير الصحي
للنفس ويقدرون إنجازاتهم هم أكثر ميلاً للنجاح والتفوق، بينما من يفتقر إلى الثقة
بالذات ويحقّر من ذاته هو أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
ولكن
في البداية ينبغي أن نعرّف مفهوم «الثقة بالنفس» أو «احترام الذات» فاحترام الذات
بتعريفه البسيط، هو رأينا عن أنفسنا. فعندما يكون لدينا تقدير ذاتي صحي، فإننا
نميل إلى الشعور بالإيجابية تجاه أنفسنا وتجاه الحياة بشكل عام. وهذا يجعلنا أكثر
قدرة على التعامل مع تقلبات الحياة. أما عندما يكون تقديرنا لذاتنا منخفضاً، فإننا
نميل إلى رؤية أنفسنا وحياتنا بشكل أكثر سلبية وانتقاداً.
ويشترك
الشخص قليل الثقة بالذات في عدة أفعال يكررها بصفة مستمرة، حيث يتسم تدني احترام
الذات بانعدام الثقة والشعور بالسوء تجاه الذات. وغالباً ما يشعر الأشخاص الذين يعانون من تدني احترام الذات بأنهم غير
محبوبين أو مُحرجون أو غير أكفاء. علاوة
على ذلك، «فإن الأشخاص الذين يعانون من تدني احترام الذات هم مفرطو اليقظة ومفرطون
في الانتباه إلى علامات عدم الكفاءة والرفض، وفي كثير من الأحيان، يرى الأفراد
الذين يفتقرون إلى احترام الذات الرفض والاستياء حتى في حالة عدم وجود أي منهما،
لذلك يكمن الخطر دائماً في أنهم سوف يرتكبون خطأ، أو سيحكمون حكماً سيئاً، أو
سيفعلون شيئاً محرجاً، أو سيعرضون أنفسهم للسخرية، أو سيتصرفون بطريقة غير
أخلاقية، فالحياة بكل جوانبها، تشكل تهديداً مستمراً لتقدير الذات بالنسبة إليهم.
وتختلف
العوامل التي تساهم في تدني الثقة بالنفس من شخص لآخر نذكرها كما يلي:
-
الجينات: تلعب جيناتك
وخلفيتك الثقافية وخبراتك في مرحلة الطفولة دوراً كبيراً في ثقتك بنفسك وقيمتها فقد أظهرت الدراسات أن تركيبتنا الجينية تؤثر على كمية بعض المواد
الكيميائية المعززة للثقة التي يمكن لدماغنا الوصول إليها، مثل السيروتونين، وهو
ناقل عصبي مرتبط بالسعادة يمكن أن تثبطه بعض الاختلافات الجينية. وقد يتم توريث ما بين 25 إلى 50% من سمات الشخصية المرتبطة بالثقة.
-
تجارب الحياة الشخصية: يمكن
أن يؤدي عدد من التجارب الفردية إلى الشعور بعدم اليقين تماماً في النفس، فالطريقة
التي عوملنا بها في عائلتنا في الصغر يمكن أن تؤثر علينا لفترة طويلة بعد الطفولة. فعلى سبيل المثال، إذا كان أحد والديك يقلل من شأنك باستمرار، أو
يقارنك بالآخرين، أو أخبرك أنك لن تصل إلى أي شيء، فمن المحتمل أنك تحمل هذه
الرسائل معك اليوم.
-
التنمر والتحرش والإذلال: يعلب التنمر دوراً كبيراً في اهتزاز ثقتنا
بأنفسنا، ويمكن أن يترك التنمر في مرحلة الطفولة أثراً على ثقتك بنفسك عندما يتعلق
الأمر بالمظهر والقدرات الفكرية والرياضية وغيرها من مجالات حياتك. كما يمكن أن تلعب الخلفية العرقية والثقافية والتوجه الجنسي فرقاً أيضاً،
إذا كنت في الطرف المتلقي للتمييز، فربما تكون قد استوعبت بعض الرسائل السلبية
وغير الصحيحة حول إمكاناتك وما إذا كنت تنتمي، سواء ذكراً أو أنثى.
-
الطفولة غير السعيدة للشخص: غالباً ما يبدأ تدني احترام الذات في
مرحلة الطفولة. ويرسل لنا مدرسونا وأصدقاؤنا وإخوتنا وأولياء أمورنا وحتى وسائل
الإعلام رسائل إيجابية وسلبية عن أنفسنا.
-
ضعف الأداء الأكاديمي في المدرسة قد يؤدي إلى انعدام الثقة.
-
أحداث صعبة وفارقة في الحياة، مثل الإصابة بمرض خطير، أو فقد عزيز، أو
مشاكل مالية.
-
مشكلة صحية مستمرة، مثل: الإعاقة الجسدية.
-
الإصابة بمرض نفسي، مثل: اضطراب القلق أو الاكتئاب.
علاج
عدم الثقة بالنفس
كيف
تتخلص من عدم الثقة بالنفس؟ يرتبط احترام الذات ارتباطاً وثيقاً بكيفية رؤيتك ورد
فعلك للأشياء التي تحدث في حياتك، وفيما يلي نقدم إليك مجموعة من الاقتراحات التي
ستساعدك على إعادة بناء ثقتك واحترامك لنفسك:
- تحدث إلى نفسك بشكل إيجابي كما تفعل مع صديقك المفضل حين تشجعه في
موقف ما، فكر فيما ستقوله لصديقك في موقف مشابه. غالباً ما نعطي نصائح أفضل
للآخرين مما نقدمه لأنفسنا.
- كن داعماً ولطيفاً ومتفهماً، لا تقسُ على نفسك عندما ترتكب خطأ.
- قُم بعمل تحدي «الحديث الذاتي السلبي»، ففي كل مرة تنتقد فيها نفسك،
توقف وابحث عن دليل موضوعي على صحة هذا النقد، وإذا كنت تشعر بأنك لا تستطيع أن
تكون موضوعياً، فاسأل صديقاً تثق به عن رأيه، ستدرك أن معظم حديثك السلبي مع نفسك
لا أساس له من الصحة.
- لا تقارن نفسك بالآخرين، تأكد أن كل شخص مختلف وأن كل حياة بشرية لها
قيمة في حد ذاتها.
- اعترف بالإيجابيات، على سبيل المثال: لا تتجاهل المجاملات، أو ترفض
إنجازاتك على أنها «حظ أحمق» أو تتجاهل سماتك الإيجابية.
- ابدأ في تدوين الأفكار السلبية التي تحاصرك واكتبها في مفكرة، اسأل
نفسك متى بدأت في التفكير في هذه الأفكار لأول مرة.
- قدِّر صفاتك الخاصة، وذكِّر نفسك بنقاطك الجيدة كل يوم، يمكنك كتابة
قائمة بسماتك الجيدة وإنجازاتك وراجعها كثيراً.
- إذا كنت تشعر بأنك لا تستطيع التفكير في أي شيء جيد عن نفسك، فاطلب من
صديق تثق به مساعدتك في كتابة القائمة.
- ركز على العيش في الحاضر واللحظة الراهنة، بدلاً من التركيز على
الماضي وسلبياته.
- أخبِر نفسك برسالة إيجابية كل يوم.
- توقف عن القلق في كل ما يخص المستقبل، تقبّل أنك لا تستطيع رؤية
المستقبل أو تغييره وحاول تذكير نفسك بتلك الأفكار بين الحين والآخر.
- ممارسة التمارين الرياضية، ستساعدك ممارسة الرياضة على الشعور بالرضا،
وكذلك مكافحة الاكتئاب. قُم بتحديد أهدافك خطوة بخطوة، مثل البدء بالمشي في محيطك
السكني مرة واحدة يومياً، أو التسجيل في صالة رياضية أو ممارسة السباحة.
- عبّر عن احتياجاتك ورغباتك ومشاعرك ومعتقداتك وآرائك للآخرين بطريقة
مباشرة وصادقة
- أحِط نفسك ببيئة إيجابية صحية، ابتعد عن الأشخاص الذين يبثون كلاماً سلبياً ومُحبطاً، وحاول بناء علاقات مع أشخاص إيجابيين ويقدرون.
- مارس الاقتراحات المذكورة أعلاه كل يوم.