السلام عليكم
اما بعد افيدونا جزاكم الله الخير ... انا عندي بنت ثانوية عامة تجارة مصابة بمرض الصرع،
عندما كانت صغيرة رحت لطبيب في دمشق وعملنا كافة الاجراءات اللازمة من تصوير
وتحليل ووصف لنا الدكتور دواء وتم زيادته بالتدريج حتى اصبحت البنت تاخد كل يوم
4حبات وبعد سنتين من العلاج شفيت البنت، وبعد سنتين رجعت حالت الصرع مرة تانية
ارجوكم هل يوجد شفاء حتى او عمل جراحي أرشدوني الى طبيب في أى مكان جزاكم الله
الخير ولا يهم التكاليف ارجو الرد السريع لو سمحتم
الأخ الفاضل
يُعرّف مرض الصرع على أنّه مرض مزمن يؤثر في الدماغ، ويتمثل بحدوث نوبتَين
أو أكثر من التشنّجات غير المُبرّرة ممّا يتسبّب بحدوث اندفاعٍ مباشرٍ للكهرباء في
الدماغ، ويمكن تعريف نوبات التشنجات على أنّها اضطرابات فرط في تزامنية الإشارات
العصبية التي تنبعث من أعصاب الدماغ، ممّا يتسبب بحدوث اضطرابات في المنطقة
المتأثرة، وهذا بدوره يُسبّب خللاً في جميع الوظائف التي تتحكم بها المنطقة
المتأثرة، مثل التصرفات، والإحساس، والحركة، واللغة، ووضعية الوقوف، والوعي
والإدراك، وغير ذلك الكثير، وفي الحقيقة يُقدّر عدد المصابين بداء الصرع بما يُقارب 1%، وتجدر الإشارة إلى وجود أنواع
مختلفة من التشنجات، ولكنّها تشترك في كونها قصيرة الأمد، فغالباً ما تستمر من
ثوانٍ معدودة إلى بضع دقائق، وعادةً ما يعود الدماغ إلى وضعه الطبيعيّ ووظائفه
المعهودة بعد انتهاء النّوبة، ويمكن أن يُعاني البعض من مشاكل كالارتباك أو التعب
والإعياء العام بعد انتهاء النوبة لفترة محدودة، ولكن غالباً ما تختفي هذه الأعراض
بعد فترة ليعود الجسم إلى وضعه الطبيعيّ.
ومن الجدير بالذكر أنّ حدوث نوبات
من التشنجات لا يعني بالضرورة الإصابة بالصرع، ولكنّ المعاناة من الصرع تعني
بالضرورة زيادة فرضة التعرّض للتشنّجات مستقبلاً.
وفي الحقيقة تُعدّ نوبات التشنجات الأعراض الرئيسية للإصابة بالصرع، ولكن
تختلف هذه التشنجات والأعراض المرافقة لها باختلاف نوعها، ومن الأعراض التي تظهر
على المصابين فقدان الوعي، وعضّ اللسان، وتيبّس الجسم، وفقدان السيطرة على المثانة
والإخراج.
و لا يوجد سبب محدد للإصابة بمرض الصرع، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ طبيعة
الأعراض والعلامات التي تظهر على المصابين خلال نوبة التشنج تعتمد على الجزء
المتأثر في الدماغ وسرعة ومدى انتقال التشنجات في الدماغ، وفي الحقيقة هناك بعض
المصابين الذين تلعب العوامل الوراثية دوراً في ظهور المرض لديهم، ومن العوامل
الأخرى التي تزيد فرصة الإصابة بالصرع التعرّض لضربة أو إصابة بالرأس، ومثال ذلك
أثناء الحوادث. كذلك المعاناة من بعض المشاكل الصحية التي تصيب الدماغ، مثل
الأورام والسكتة الدماغية و نقص تغذية الدماغ بالأكسجين.
و هناك العديد من العوامل التي تُحفّز ظهور نوبات الصرع، نذكر منها
الافتقار للنوم لوقتٍ كافٍ. التعرّض للحمى أو المرض. التعرّض للتوتر، أو الأضواء
الساطعة. تناول الكحول، والكافيين، وبعض أنواع الأدوية. تجاوز تناول بعض الوجبات،
أو الإفراط في تناول الطعام، أو تناول أنواع معينة من الأطعمة.
وأهم أداة في التشخيص هي التاريخ المرضى الدقيق للمريض ويتم ذلك بمساعدة من
الأسرة والملاحظات التي تدونها عن حالة المريض والوصف الدقيق للنوبة. أما الأداة
الثانية فهي رسم المخ الكهربائي وهو جهاز يسجل بدقة النشاط الكهربائي للمخ وذلك
بواسطة أسلاك تثبت على رأس المريض وفيه تسجل الإشارات الكهربية للخلايا العصبية
على هيئة موجات كهربائية. والموجات الكهربائية خلال نوبات الصرع أو ما بين النوبات
يكون لها نمط خاص يساعد الطبيب على معرفة هل المريض يعانى من الصرع أم لا. كما يتم
الاستعانة بالأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي للبحث عن وجود أي إصابات أو أورام
بالمخ والتي من الممكن أن تؤدى إلى الصرع.
والعلاج بالعقاقير هو الخيار الأول
والأساسي. وهناك العديد من العقاقير المضادة للصرع . وهذه العقاقير تستطيع التحكم
في أشكال الصرع المختلفة. والمرضى الذين يعانون من أكثر من نوع من أنواع الصرع قد
يحتاجون لاستخدام أكثر من نوع من أنواع العقاقير ذلك بالرغم من محاولة الأطباء
الاعتماد على نوع واحد من العقاقير للتحكم في المرض. ولكي تعمل هذه العقاقير
المضادة للصرع يجب أن نصل بجرعة العلاج لمستوى معين في الدم حتى تقوم هذه العقاقير
بعملها في التحكم في المرض كما يجب أن نحافظ على هذا المستوى في الدم باستمرار
ولذلك يجب الحرص على تناول الدواء بانتظام والالتزام الكامل بتعليمات الطبيب
المعالج لأن الهدف من العلاج هو الوصول إلى التحكم في المرض بإذن الله مع عدم حدوث
أي أعراض سلبية من تناول تلك العقاقير مثل النوم الزائد والخمول.