الرد على اسئلة القراء

تأثير الطلاق على الابناء


  • رقم المجموعة : 1643 تاريخ النشر : 2021-01-20
  • إعداد : دعاء جمال وظيفة المعد : اخصائية نفسية
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم

جزاك الله خيرا على موضوع رعاية ابناء المطلقين الذى نشر بالمجلة . ممكن اسال حضرتك سؤال ما هو تأثير المشاكل الاسرية على طفلة سنها 7 سنوات ، ماذا  سوف يكون تأثير الطلاق عليها وماذا افعل معها حتى لا تتأثر نفسيا عندما تكبر علما بان ابنتى تبكى باستمرار  وسريعة الغضب  واصبحت تصحى من النوم مفزوعة وبدأت هذه الحالة تقل حاليا ارجو من حضرتك النصيحة كيف اتعامل معها عندما تكبر وترى كل اولاد عندهم وبابا وهيا لا؟ وايضا كيف افهمها ماذا حصل ؟

الأخت الفاضلة

أسباب الانفصال كثيرة ومتعددة، يستطيع الراشدون إدراكها دون الحاجة لدراستها، لكن الأطفال غالباً ما ينظرون إلى الأمور بطريقة مختلفة، حيث لا يستطيع الطفل أن يحلل الأسباب الحقيقة لانفصال والديه عن بعضهما، كما أنه يشعر بصدمة كبيرة أمام تفكك البيئة الاجتماعية التي اعتاد عليها، فهو ينظر إلى عائلته باعتبارها ملاذه الآمن الذي فقده.

ومن جهة أخرى، فالطريقة التي ينفصل فيها الأبوين عن بعضهما تلعب الدور الأكبر باستيعاب الطفل لحياته الجديدة، لذلك يجب على الأهل أن يتجنبوا الانفصال العنيف، حتى إن اضطروا للتمثيل أمام أطفالهم، حيث يجب أن يشعر الطفل أن والديه قد حافظا على المحبة والاحترام بينهما.

وقد يعتقد بعض الأطفال أن محبة الوالدين لهم مرتبطة بمحبتهم لبعضهم، لذلك يجب أن يؤكد الآباء والأمهات على محبتهم لأطفالهم بشكل دائم، ويأخذ هذا التأكيد الشكل اللفظي أو الفعلي، حيث يجب شرح الموضوع بطريقة واضحة، باستخدام جمل مثل، نحن نحبك، أمك تحبك، والدك يحبك...إلخ، كما يجب أن يشعر أنه محبوب من الأب والأم معاً، من خلال تأكيد كل منهما على صيغة الجماعة، "أنا وأبوك نحبك، أنا وأمك نحبك".

ومن أهم الأشياء التي يجب الاتفاق عليها، هي الحفاظ على روتين حياة الطفل قبل الانفصال بالقدر الممكن، ويتم ذلك من خلال الاتفاق بين الوالدين على قواعد معينية، سيتم تطبيقها في حال وجود الطفل عند أي منهما، تلك القواعد كلما كانت قريبة من القواعد الأساسية التي اعتاد عليها الطفل قبل الانفصال، كلما كانت أكثر نفعاً، فهذه القواعد تتعلق بأوقات النوم، ومبلغ المصروف الشخصي للطفل، إضافة إلى الأمور المسموحة والممنوعة، حيث يصطدم الأطفال في أغلب الأحيان بأن يكون أحد الأبويين أكثر حزماً وصرامة بعد الانفصال، فيما يكون الآخر أكثر مرونة وتساهلاً، هذا ما سيولد لدى الطفل اعتلالات سلوكية، مثل نوبات الغضب والعصيان عند الاطفال، فمن الأجدر بالوالدين أن يتفقا على هذه القواعد لتجنب أي آثار سلبية قد تنعكس على طفلهم نتيجة عدم توافقهم.

وعلى الرغم من صعوبة الحفاظ على علاقة طيبة بين الشريكين بعد الانفصال، إلا أنه من الممكن تجنب أسباب الشجار، كما يجب أن يكون هناك نقاش هادئ لوضع قواعد مشتركة لتربية الأطفال في المرحلة القادمة، إن أكثر ما قد يؤثر في أطفالكم، هو أن يشاهدوا شجاراً بينكما بعد الانفصال، لذلك يجب تجنب أي توتر أمام الأطفال، والبحث عن النقاط المشتركة فقط للحديث حولها.

ويجب على الآباء والأمهات أن يكونوا أكثر حذراً في التعامل مع أطفالهم بعد الانفصال بشكل عام، فهذا الطفل يشعر بحزن كبير نتيجة انفصال والديه، إضافة إلى أنه يشعر بألم الفقدان بعد أن يغادر أحدهما البيت، كما أن هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الطفل العائلي، ستؤثر بشكل مباشر على مراهقته، ثم على حياته كلها، لذلك هناك بعض الأمور التي يجب تجنبها بشكل مطلق، حفاظاً على الصحة النفسية لأطفالكم، وعلى مستقبلهم.

ولا يجب أن ينقل الطفل أي رسالة بين أبيه وأمه، مهما كانت بسيطة أو مهمة؛ فهناك طرق اتصال مباشرة أو غير مباشرة متعددة، لنقاش أي موضوع، لكن لا يجدر بالأهل استخدام طفلهم لإرسال رسائلهم إلى الطرف الآخر، فذلك يعمق من شعوره بالخلاف بين أبويه، خاصة إذا حملت هذه الرسائل دلالات على هذا الخلاف.

ويشعر معظم الذين ينفصلون عن بعضهم بفضول شديد لمعرفة تفاصيل حياة شريكهم السابق، إن كان حزينا أم سعيداً، يفكر في الزواج أم لا، إضافة إلى الكثير من الأمور التي يرغبون بمعرفتها عن بعضهم، لكن من غير المشروع أبداً تجنيد الأطفال كجواسيس لنقل تلك المعلومات، لأن ذلك من شأنه أن يزيد من الضغوطات التي يشعر بها أطفالكم بعد الانفصال.

كما يميل الآباء والأمهات إلى الشكوى بعد الطلاق، حيث يتوجهون إلى أطفالهم بالحديث عن خيبة أملهم، وعن آثار الانفصال، وسرد أخطاء الشريك السابق، لكن يجب أن تتذكر أن طفلك ليس معالجاً نفسياً، ومن الأجدر تحييده عن كل المشاكل التي تقع فيها، فلا تتحدث إليه عن شريكك السابق وسلبياته، لأن ذلك سيضعف من ثقته بكلا الأبوين، وسيشعر أنهما مذنبين بحقه.

ويحاول الأبوين بعد الانفصال استمالة الأطفال كل إلى صفه، فتسمح الأم لابنها بفعل أمور نهاه عنها الأب، والعكس صحيح، كما يعارض أحدهما الآخر في كل شيء، لكن هذا النزاع سيكون هداماً لصحة الطفل النفسية، حيث سيفقد اتزانه، كما لن يستطيع تكوين اتجاهات مستقرة وسط هذا التجاذب، لذلك يجب تجنب هذا النوع من الاسترضاء، والتأكيد دائماً على أحقية الطرف الثاني بالسماح والرفض، ليشعر طفلكم أن والداه متفقان على ما هو ممنوع وما هو مسموح، ويمكن نقاش الموضوع بينكما فيما بعد.

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة