الرد على اسئلة القراء

حالة من الرعب والخوف


  • رقم المجموعة : 1642 تاريخ النشر : 2021-01-01
  • إعداد : هبة محمود وظيفة المعد : اخصائية نفسية
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى


السلام عليكم

أما بعد فحالتي معقدة نوعا ما فلقد كانت تنتابني حالة من الرعب والخوف الشديدين لما كنت ادرس في السنة الأولى ابتدائي الى درجة أصبحت فيها غير قادر على الاحتمال فاخرج من القسم جريا واصرخ ، فأخذني والدي إلى طبيب عام فقال له اني سليم. ضف الى ذلك الانضباط والصرامة التي كان يمارسها علي والدي الى درجة عدم قدرتي نهائيا على الحديث معه ولو كلمة واحدة واستمر هذا الخوف معي الى سن15سنة بدون علاج وفي هذا العمر اشتد علي ذلك الرعب لدرجة اني أصبحت غير قادر على المشاركة في القسم بسبب الخوف الذي أعاني منه. اكتفي بهذا القدر لأن ما حدث لي يحتاج إلى كتاب بأكمله أرجو منكم الاطلاع على تعليقي ،وتقبلوا منا فائق التقدير و الاحترام.

الابن العزيز

من الاعراض التي تشتكى منها يتضح انك تعانى من الخوف المرضى ورغم أنه لا يوجد شخص على وجه الأرض لا يخاف من أي شيء، إلا أن لكل منا له ما يخيفه وربما تكون عدة أشياء، كل ذلك يعد طبيعيًا. بينما ما لا يعد أمراً طبيعياً ويحتاج إلى تدخل طبي هو مرض الخوف أو الخوف المرضي الذي يتحول من مجرد خوف إلى فوبيا أو رعب مبالغ فيه تجاه شيء لا يستحق كل هذا القدر من الرعب.

ويعد الخوف المرضي أو ما يُسمى بـ”الفوبيا” أو “الرهاب” هو حالةٌ تشيرُ إلى الخوفِ المُفرطِ والمبالغ فيه تجاه موضوع أو شيء أو موقفٍ معيّن، حيث يَشعرُ الشّخص عند مواجهة هذا الشيء أهو هذا الموقف بأنّه فاقد للسيطرة على هذا الإحساسِ بالخوف ولا يستطيع التوقف أو التحكم به أو تقليل ذُعره، علماً بأن هذا الخوفُ مُرتبط بمثيرات متنوّعة تؤدي إلى حدوثه.

وقد ترجع أَسباب الشعور إلى أسباب وراثية، أو مواقف حدثت في الطفولة من قبل أدت إلى ما يشبه العقدة النفسية، مثل ما حدث معك من رعبك من صرامة  والدك في التعامل معك .

وكما سبق واتفقنا فإن الخوف شعور إنساني عاي يصيبنا جميعاً، فأغلب الأشخاص يخافون من الألم ومن المجهول ومن المرض والعجز، الأغلبية كذلك يخافوا من المواقف الصعبة مثل الاختبارات أو مواجهة المسؤولين، ولكن الفرق الرئيسي بين الخوف العادي والخوف المرضي يكمن في شدة الإحساس بذلك.

ومريض الخوف يكون على دراية كاملة بأنه مريض وأنه بحاجة إلى علاج، ويعتبر الفاصل بين الشعور بالخوف العادي والخوف المرضي هو الأسباب المنطقية للشعور بالخوف وحجم المثير، فمثلاً من العادي أن يشعر الشخص بالخوف من كلب يقوم بالنباح نحوه، ولكن أن يخاف الشخص هذا الكلب وهو مربوط أو محبوس ويتعمد السير بعيداً عنه تماماً بعدما تخيله وهو يهاجمه أو يفتك به وهو أمراً مستحيلاً هذا هو الخوف المرضي لأن ليس له مبرر، علماً أن أغلب المرضى بهذا المرض يكونوا على دراية بمشاكلهم ومعترفين بأنهم مرضى.

ويتم علاج الخوف المرضي الخوف بأكثر من طريقة ومنهج ولا نكتفي بالشق النفسي فقط كما يعتقد البعض، حيث تنقسم رحلة علاج الخوف المرضي إلى:

1- تحقيق التوازن الكيميائي للمخ: ويكون ذلك باستخدام بعض الادوية النفسية التي تساعد في التغلب على اعراض القلق

 2- العلاج السلوكي :  والذي يسعى لتغيير ردود الفعل عبر وسائل الاسترخاء مثل التنفس من الحجاب الحاجز والتعرض المتدرج لما يخيف المرء بعمل بعض تمارين الاسترخاء، وهنالك عدة كتيبات وأشرطة موجودة بالمكتبات، أو يمكنك الاستعانة بأي أخصائي نفسي، او طبيبا نفسيا، من أجل أن تدريبك على هذه التمارين بالصورة الصحيحة، وهذه التمارين في أبسط صورها، هي أن تجلس في مكان هادئ، ويفضل أن تستلقي وأن تغمض عينيك وتفتح فمك قليلاً، ثم تأخذ نفسا عميقا جداً، وهذا هو الشهيق، ولا بد أن يكون ببطء، وأن تستغرق مدته من 45-60 ثانية، ثم بعد ذلك تمسك الهواء، وبعد ذلك يأتي إخراج الهواء أو الزفير بنفس القوة والبطء الذي قمت به في الشهيق. كررر هذا التمرين ثلاثة إلى أربع مرات في الجلسة الواحدة، ويجب أن يكرر التمرين مرتين على الأقل في اليوم. بجانب ذلك توجد تمارين أخرى تعتمد على التأمل واسترخاء مجموعة العضلات لمختلفة بالجسم. هذه إن شاء الله أيضاً تساعدك كثيراً في عملية التذكر والاسترخاء، وسوف تقلل ِإن شاء الله من القلق.

3- العلاج التعلمي الادراكى  : ويساعد العلاج التعلمي الادراكى-مثل العلاج السلوكي- المرضى على التعرف على الأعراض التي يعانون منها ولكنه يساعدهم كذلك على فهم أنماط تفكيرهم حتى يتصرفوا بشكل مختلف في المواقف التي تسبب لهم القلق.

 4- العلاج النفسي الديناميكي : ويتركز العلاج النفسي الديناميكي على مفهوم أن الأعراض تنتج عن صراع نفسي غير واعي في العقل الباطن ،وتكشف عن معاني الأعراض وكيف نشأت ،وهذا أمر هام في تخفيفها. 

   ونصيحتي لك باستشارة الطبيب النفسي في اقرب فرصة حتى تتخلص من معاناتك .......وفقك الله وهداك...............

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة