أنا أشبه
هذه الحالة التى تم عرضتها في الأعداد السابقة
من المجلة عن مشاعر الأرملة النفسية فد توفى
زوجى بعد 3 سنوات من الزواج و أنا ما زلت بال24 من عمرى ومعى طفلة منه وحامل باخرى
ولم أضع بعد ، أعانى من حالةٍ نفسيةٍ قاسيه لا اعرف كيف سأعيش بدونه مع العلم لم
يمر على وفاته سوى ثلاثة شهور فقط ، اشعر بان كل من حولى يريدون مساعدتى ولكنى لا أرى
فى أعينهم أي تقدير لما مريت به من صدمه اشعر وكأنني احمل هم فوق ظهرى لا استطيع
تحمله ... رجاء ساعدنى
الأخت
الفاضلة
مشكلة
الترمل خصوصا في سن الشباب من المشاكل التى تحتاج إلى دعم الأسر والمجتمع ككل فالأرملة
بعد فقد عائلها تواجه منفردة في غالب الأحيان مسئولياتها والكفاح من اجل
إعالة أولادها، فضلا عن معاناتها من نظرة بعض المجتمعات لها كونها بلا زوج. فنراهم
فيحسبون عليها حركاتها وسكناتها، بل وأنفاسها.
-
ليتغلب الأرامل على معاناتهم النفسية وتحولهم من حالة الترمل إلى حالة الحياة والاستمرارية
عليهم: الإكثار مما يحقق لهم التوزان، والاستقرار، والأمن النفسي مثل العبادات، والبعد
عن مسببات القلق والتوتر، فالحياة لم تنته بوفاة الزوج، فكل لحظة تعاش نعمة من الله
تعالي غالية، من الظلم إهدارها في كثير من التألم من ابتلاء يمر به العديد والعديد
من الناس. فلتغلق أبواب الحزن، ولتفتح نوافذ الرضا ليشرق الاطمئنان والهدوء لهم ولأبنائهم.
-
عليهم اكتساب المزيد من المعارف والمعلومات التى تساعدهم على التعامل مع واقعهم الجديد
بنجاح. وعليهم طرد فكرة قلة الحيلة ، والمسارعة
الي الاستقلالية، فالمبالغة في الاعتماد على الأخرين، تجعلهم يسارعون بالابتعاد،
هروبا من عبء إضافي على أعباء حياتهم.
- الأرامل
بحاجة إلى بعض الوقت للتكيف مع حياتهم الجديدة، خاصة اذا ساعدهم المحيطون على
تنمية ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم. ويتوجب على الأبناء توفير أوجه الرعاية، والتي
تتمثل في رد الجميل تجاه والدهم في هذه المرحلة الحرجة من حياته، وبخاصة اذا تزامنت
وأزمة التقاعد عن العمل؛ وتقديم وإشعاره بالحب والحنان؛ وتنمية العلاقات الاجتماعية
وتوسيع دائرة صداقاته، والحرص على ملء وقت فراغه؛ وتشجيعه على ممارسة أنشطته المحببة
والمفيدة. وان يعتني بنفسه وغذائه ورياضته.
-
بدلا من أن تجلس وحيدة تجتر الماضي وذكرياته، تحاول الأرملة ان تخلق لنفسها جماعات
اجتماعية تكون بمثابة إسعافات سريعة لتضميد جراحها، وضمان عودتها للبداية الصحيحة
بعد ترتيب أوراقها.
- اذا
افتقدت الكفالات المناسبة (من ابن أو أب أو أخ وغيرهم)، وأصابها العوز المادي، وكانت
لديها ما يؤهل للعمل فلها البحث عن عمل بما يتناسب مع خبرتها لتغطي المصاريف اللازمة
للأسرة. والأرملة عندما تخرج إلى محيط العمل تختلف نظرتها إلى الأمور وتنجح اسرع.
- الصورة
الإيجابية للأرملة تساعدها على الانخراط والتفاعل الاجتماعي الصحي مع الأخرين في العمل،
وبين الجيران، والأقارب. تسهم الأرملة فى بلورة هذه النظرة لها سلبًا أو إيجابا. فاذا
كانت وفية لزوجها، مكافحة مع أولادها ، فإنها غالبا ما تلقى التعاطف والمساندة والتأييد
لاستكمال رحلتها فى تربية أبنائها ورعايتهم.
-
هذه النظرة الإيجابية للأرملة قد تتغير نوعًا ما اذا أقبلت الأرملة على الزواج مرة
أخرى. برغم ان هذا الزواج حق أساس أجازه لها الشرع بعد انتهاء العدة، خاصة اذا كانت
فى مقتبل العمر، ولديها أطفال بحاجة إلى رعاية فى ظل أسرة طبيعية. فلها ان تتزوج،
لتكمل حياتها، وتراعى مصلحة أبنائها فى اختيار الزوج الذي يرفق بهم ويتحمل
مسئوليته نحوهم، ويمتلك القدرة على التعامل معهم ليحل محل الأب فى حياتهم. فمن
يرعى الأيتام فى بيته له منزلة ـ دنيوية وأخروية ـ رفيعة الشأن. وينبغي علي الأبناء
الراشدين أن يراعوا أيضا والدتهم، وان يحسنوا اليها اذا رغبت الزواج من جديد. أما
بعض الحالات التى تظهر فى الصحف السيارة من ان زوج الأم يقوم بطرد أولادها، أو ان الأم الأرملة تتخلى عن رعايتهم ما هى إلا حالات استثنائية
لا يمكن القياس عليها فى تحديد موقف المجتمع من زواج الأرملة.
- واذا
ما أثرت الأرملة أطفالها علي حساب محاولة الزواج ثانية، فلتحسن رعايتهم، وتجيد التصرف
والتفوق فيما تفعل. ولتكن اكثر حبا وعطفا وحنانا، وتدقيقا في أمورهم، ولتكن في
عيونهم قدوة. ولتثبت كفاءتها لتستطيع تجاوز الأزمة.
- في
مجال التوعية المجتمعية نحن بحاجة إلى برامج تثقيف وتوعية للمجتمع بهدف تغيير النظرة
السلبية تجاه الأرامل. فعلي الأعلام ـ المؤثر فى تشكيل القيم والسلوك والتوجهات ـ ان
يصحح صورا تبدو ظالمة للأرامل ـ نساء ورجالا.
- أخيرا
وليس أخرا.. إيجاد مناخات تأخذ بنظر الاعتبار ما يؤدي ليس فقط الى حل مضاعفات أزمة
الترمل، وإنما يؤدي إلى إيجاد حياة . وبدلا
من ان تكون الأرملة عالة ومشكلة مزمنة، أو تكون مهمشه في مجتمع تمثل فيه اكثر من
نصفه.. تكون عامل فعال في بنائه. وفي ذات الوقت لا تشعر الأرملة أنها محط عطف
المجتمع، وإنما يعاملها باعتبارها شريك ضمن أفراده وهو ملزم بتوفير حياة كريمة لها.