السلام
عليكم
أنا
متزوجة من 8 سنوات وعندى 3 أولاد وزوجى يعاملنى معاملة قاسية لا يتكلم معى وغامض
جدا وادا تكلمت معه يقابل كلامى بالسخرية والاستهزاء ويحب أهله اكثر منى ومن أولاده
ويظهر أمامي ولو شاف أهله يسخرون منى لا يدافع عنى إلى أن وصل بى الأمر انى اكرهه
كرها شديدا أدى إلى انفصال
وجدانى داخل الأسرة أدت إلى حدوث جفاء عاطفى وفتور جنسى مع عدم وجود تفاهم مشترك
وكلما حاولت أن أتكلم معه وأصارحه بانه لم
يعطينى حقوقى ولا يأخذ برأى وليس لى وجود فى حياته ويتهمنى بالبرود الجنسى ويهرب من كلامى
الزوجة
الفاضلة
من الرسالة التى أرسلتيها يتضح انك
تعانين من وجود مشاكل أسرية وانفصال وجدانى داخل الأسرة أدت إلى حدوث جفاء عاطفى وفتور جنسى
مع عدم وجود تفاهم مشترك أدى فى النهاية إلى عدم التوافق فى العلاقات الزوجية ،والجنسية
والرغبة فى الانفصال ومحاولة إيذاء الذات... ولمناقشة تلك المشكلة يجب أن نعلم
أولا أن هناك الكثير من الأسباب وراء عدم التوافق والرضا في العلاقة الزوجية
والجنسية بين الزوجين منها:
- عدم التفاهم العائلى ووجود الكثير
من نقاط الخلاف تترك بدون نقاش أو محاولة تقارب بين الآراء
- عدم إنفاق الزوج على أسرته إما
بسبب ضيق ذات اليد أو بسبب البخل الشديد أو طمعه فى أموال زوجته.
- الإهانة الزوجية المستمرة ( أي
إهانة الزوج لزوجته ) والتجريح أمام الناس خصوصا أهل الزوج طوال اليوم ومعاملة
الزوجة بقسوة وخشونة ويأتي في المساء يطالب بهدوء بحقه الشرعي كأن شيئا لم يكن،
وتكون النتيجة أن زوجته بالطبع ترفض هذه العلاقة وتتهرب منها بالنوم مع الأولاد أو
بالانتظار حتى ينام هو لتنام وتبدأ المعاناة المزدوجة. وقد نلتمس للزوجة الحق في
رفض العلاقة لأن الأداء الجنسي عند المرأة 80%منه عاطفة وأحاسيس و20% أداء جنسي،
بينما هذه النسبة تنعكس عند الرجل فتصبح 80% أداء و20% فقط أحاسيس وعاطفة فلو فهم
وعرف الرجال هذه الحقيقة سيكفون عما يفعلونه مع زوجاتهم من مشاجرات وإهانات
مستمرة. ولذلك يجب أن يعلم الزوج أن البرود الجنسي لدى المرأة هو عرض وليس مرض ولا
يوجد مرض اسمه البرود الجنسي، ومن أسباب البرود الجنسى الملل والمعاملة السيئة
والعنف وعدم الاهتمام بمشاعر المرأة بالقدر الكافى.
ولقد أثبتت الدراسات النفسية أن السكن والمودة والرحمة بين الزوجين تزداد
قوة بوجود توافق جنسي بينهما، وذلك لأن العلاقة الجنسية بحكم طبيعتها مصدر نشوة
ولذة؛ فهي تشبع حاجة مُلحة لدى الرجل والمرأة على السواء، واضطراب إشباع هذه
الغريزة لمدة طويلة يسبب توترًا نفسيًا ونفورًا بين الزوجين؛ إلى الحد الذي جعل
كثيرًا من المتخصصين ينصحون بالبحث وراء كل زواج فاشل أو متعثر عن اضطراب من هذا
النوع، وكثيرًا ما يتنقل العديد من هؤلاء الأزواج بين العيادات الطبية والنفسية
مدة طويلة يبحثون عن العلاج الناجع لشكواهم ومشاكلهم دون جدوى وهم لا يدرون، أو
يدرون ولا يصرحون، إن وراء كل ذلك معاناة واضطرابًا في العلاقات الجنسية. والعلاقة
الجنسية بين الزوجين يجب أن تكون شفافة وأن يكون فيها حوار؛ فعدم التجاوب هذا يمكن
أن تكون له أسباب عدة ربما في بعض الأحيان الروتينية التي يدخل فيها بعض الأزواج
فيما يخص العلاقات الجنسية ، زيادة على
أنه في بعض الأحيان يمكن أن تكون هناك بعض المشاكل الزوجية أو العائلية التي تشغل
بال هذه الزوجة وتحول دون تجاوبها مع زوجها، فمن الممكن أن تكون هناك مشكلة مادية
أو مشكلة أطفال أو عمل؛ فعلى الزوج أن يفاتح زوجته في هذا الموضوع، وأن يحاول أن
يفهم ماهية هذه الأسباب بكل بساطة إن لم تبادر الزوجة بذلك، وهذا الجواب يتوقف
أيضا على نوعية التجاوب الذي يرغب فيه الزوج.
وقد لوحظ أن نسبة الطلاق مرتفعة في مجتمعنا لكثير من الأسباب منها غير
المعلن وهو الجانب الجنسي بمعنى أن المرأة لا تستطيع أن تتحمل علاقة غير متوازنة
جنسيا فتطلب الطلاق من غير أن تعلن عن دوافعها الحقيقية مع الشعور بالقلق
والاستغراق في أحلام اليقظة والاضطراب النفسي.
ولذلك اعتبر الحديث الشريف العلاقة الجنسية بين الزوجين عملاً نُؤجر عليه،
فقد روى مسلم عن أبي ذر في حديث طويل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "
وفي بضع أحدكم صدقة (البضع يعني الاتصال الجنسي) قالوا يا رسول الله، أيأتي أحدنا
شهوته ويكون له فيها أجر؟ ! قال صلى الله عليه وسلم: " أرأيتم لو وضعها في
حرام كان عليه وزر؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "فكذلك إذا وضعها
في الحلال كان له فيها أجر".
إن الجنس يقف دائما وراء الكثير من حالات الطلاق نتيجة لكره الزوجة ورفضها
للعلاقة الخاصة بينها وبين زوجها، وهذا الرفض يرجع لشعور الزوجة بأن ذلك عبء نفسي
وعصبي عليها وخصوصا عندما يكون هناك الكثير من المشاكل الأسرية وعدم وجود انسجام
وتفاهم مبنى على المودة والمصارحة وقيام كل فرد من أفراد الأسرة بمسئولياته ...
وهذه المسألة شائعة في المجتمع المصري وموجودة منذ زمان.
وأخيرا فإن الحياة الزوجية ليست
بالبساطة التي يتصورها البعض وليس من السهل الحفاظ عليها في سلام لأن هذا يستلزم
استعدادا من الطرفين للتجاوز عن الكثير من الأمور والتفاهم والاقتراب من بعضهما
البعض، وعلى الزوج والزوجة أن يجلسا معا لمحاولة التفاهم فى أمور الأسرة ومواجهة
ما يقابلهم من مشاكل أولا بأول وننصح فى حالتك بالبرنامج العلاجى التالى الذى وضعه
الدكتور محمد المهدى استشارى الطب النفسى لحل الخلافات الزوجية:
1-
محاولات يقوم بها الطرفان : حين يستشعران زحف المشاعر السلبية على حياتهما
يجلسان سويا ليتدبرا أسباب ذلك دون أن يلقى أيهما المسئولية على الآخر . وهذا الحل
ينجح فى حالة نضج الطرفين نضجا كافيا ، وهو بمثابة مراجعة ذاتية للعلاقة الزوجية
وإعادتها إلى مسارها الصحيح دون تدخل أطراف خارجية .
2- دخول طرف ثالث: من أحد الأسرتين
أو كليهما، استشارة زواجيه، علاج زواجي أو عائلي. ودخول الطرف الثالث يصبح ضروريا
فى حالة إصرار أو عناد أحد الطرفين أو كليهما، وفى حالة تفاقم المشكلة بما يستدعى
جهودا خارجية لاستعادة التناغم فى الحياة الزوجية بعد إحداث تغييرات فى مواقف
الطرفين من خلال إقناع أو ضغط أو ضمانات خارجية تضمن عدم انتهاك طرف لحقوق الآخر.
3- تعلم مهارات حل الصراع: فالحياة
عموما لا تخلو من أوجه خلاف، وحين نفشل فى تجاوز الخلافات تتحول مع الوقت إلى
صراعات، ولهذا نحتاج أن نتعلم مهارات أساسية فى كيفية حل الصراع حين ينشأ حتى لا
يهدد حياتنا واستقرارنا، وهذه المهارات تتعلم من خلال قراءات ودورات متخصصة
ومبسطة.
4- تكوين ارتباطات شرطية جديدة بهدف
تحسين العلاقة بين الزوجين: مثل: تغييرات في البيئة المحيطة بهما كأن ينتقلا من
مكان لآخر أكثر راحة وبعيدا عن تدخلات العائلة الأكبر – تخفيف الضغوط المادية أو
الاجتماعية أو ضغوط العمل – رحلات زوجية تسمح لهما بقضاء أوقات سعيدة كالتى
اعتاداها وسعدا بها فى فترة الخطوبة.
5- العلاقة الثلاثية ( الله – الزوج
– الزوجة )، تخفف من حدة الصراع وتهيئ النفس للتسامح
6- ترشيد لغة الخلاف في حالة حتميته
واستمراره: وذلك بتجنب استخدام العبارات الجارحة أو التهديد أو كشف الأسرار
الزوجية.
7- تجنب استخدام الأبناء كأدوات في
الصراع للى الذراع أو الضغط على الطرف الآخر.
8- التنبه للتدخلات العائلية
المتحيزة أو ذات المصلحة ( الشعورية أو غير الشعورية ) في الانفصال
9- إعادة الرؤية والاكتشاف للطرف
الآخر بعيدا عن الأحكام المسبقة والاتهامات سابقة التجهيز
10- الكف عن الانتقاد أو اللوم
المتبادل ، فهما يقتلان أى عاطفة جميلة