بدا" اود ان اسال
الله لكم كل التوفيق والنجاح وهناء البال. انا مواطن عراقي اسكن في بغداد متقاعد حاليا وعمري ناهز 60 عاما وكنت اعمل
بمهنة الهندسة المدنية في حقل التصاميم الإنشائية للأبنية والمنشآت الأخرى في احد
الدوائر الحكومية وتدرجت في المهنة الى ان اصبحت في الدرجة الاولى بصفة خبير
شخصيتي بشكل عام
انطوائي لكن داخليا لا اتمنى الا الخير لجميع من حولي، احب ان انجز اعمالي بشكل
منفرد توخيا للدقة وتحقيق زمن الانجاز احتراما للمهنة والسمعة ، ولا اكون
مرتاح عند تكليفي بقيادة مجاميع العمل لطبيعتي المهنية ولاختلاف ذلك في اولياتهم
(خصوصا العناصر النسوية فيهم)
حبي للمهنة كان الدافع
الاول في مساعدة زملائي لتفسير وشرح الأمور الصعبة فيها وصولا الى اقامة عدة دورات
تدريبيه لرفع المستوى المهني لهم، واعتقد وبشهادتهم الشخصية لي أنى
قد تركت أثر جيدا لديهم
في الآونة الأخيرة وقبل
التقاعد تعرضت الى مضايقات كثيره من مسؤولي الاعلى تصل في بعض الاحيان الى الإهانة
الشخصية والتقليل امام الغير ولم افهم هذا التصرف والاذلال الا كونه من
افرازات المرحلة التي يمر بها العراق حاليا من ضياع في القيم والاخلاق .... عليه
كان قرار التقاعد واجب لإنهاء الوضع.
انا اب لأسرة مكونه من
زوجه و3 ابناء وبنتين، والدي رحمهما الله متوفيان ولي أختان لهم اسرهم وحياتهم
الخاصة ونتواصل بين الحين والاخر،
في المنزل وفي اسرتي
يتكرر الوضع مع زوجتي في التنمر والانتقاص والاذلال والمهانة واختلاق المشاكل
والازمات المالية لازمني طول حياتي الزوجية ال36 سنه و امتد الى
اهلي ومعارفي واصدقائي مع التكريس المستمر لكره الاب في ذهن ابنائي وبناتي
واعتباره لعنه لا يجب اخباره بأي شيء، كنت معها صبورا محتسبا متسامحا متناسيا للإساءة
.لا تطاوعني نفسي بتفكيك اسرتي هذه حتى بات الامر حاليا بانعزالي في احد غرف منزلي
تجنبا للمشاكل التي ليس لها نهاية ومن اتفه الاسباب .مؤخرا حدثت
مشادة كلامية مع زوجتي وتم الاعتداء عليه بالضرب والإهانة من زوجتي وبنتي الصغيرة
وابني الصيدلاني ولم ينتهي لولا تدخل ابني الطبيب وردعهم عني .لا اعلم
افكر بجديه ان انهي الموضوع كما التقاعد واتحمل النتائج من عزلتي التامة عنهم
اسف جدا للإطالة فهذا
ليس من طبعي ولكني ابث همي للورق ودمعي يتساقط عليه فلمن اشكو ومن سيتفهم
حالي
انصحني رجاءا"
الأخ الفاضل
ارجو من الله ان يشرح لك صدرك وان يديم الود والمحبة بينك وبين اسرتك حتى
تنعم براحة البال والاستقرار النفسى
اخى الكريم من باب النصيحة التي طلبتها منا نناقش الامر بهدوء بعيدا عن
الحساسية فكثيراً ما نلوم بعض أصدقائنا، أو بعض
المسؤولين، عندما يجابهوننا بمواقف قد لا تعجبنا وربما تصدمنا. والحقيقة ان
للإنسان العذر عندما يأنف ويألم وتتحرك لديه الكرامة والعزة حينما يحس بالتجاهل أو
الانصراف أو الإهانة
ولكن المشكلة أحياناً
أننا نفرط في الحساسية نحو الكرامة إلى درجة أننا ربما لا نميز بين إهانة الكرامة
المقصودة وغير المقصودة أو ربما بسبب ما نفسره نحن على عجل بأنه إهانة لكرامتنا
بمجرد أننا فسرنا موقفاً معيناً تفسيراً عاجلاً مبنياً على رؤيتنا أو تقديرنا
للحدث قبل التأكد من صحة توجهه وأسبابه.
قد نغضب على الصديق
ونقاطعه بسبب موقف ولكننا نجهل الأسباب المحيطة بهذا الموقف. قد نغضب من القريب
ونقاطعه بسبب تصرف قد لا يكون مقصوداً، وربما أن هذا التصرف قد يكون اجتهاداً
خاطئاً من قبل الآخر.
قد نغضب من المسؤول أو
الرئيس بسبب تصرفه في فورة حماسته للعمل وما كان قاصداً لإهانتنا ولكن حماسته
للعمل جرته إلى ما ظننا انه إهانة.
صحيح أن الفارق بين
التصرف الغاضب وبين الإهانة قد يكون دقيقاً أو يصعب تمييزه، ولكن هذا يجب ألا
يفقدنا المقدرة على الهدوء والاتزان والنظر إلى الموضوع بالحكمة. وأن ننظر إلى
الجانب الايجابي في بعض المواقف أكثر من النظرة السلبية.
وصحيح ان مساحة الزمن
قد تكون ضيقة ومن ثم لا يجد المرء وقتاً كافياً للتأمل وتحليل الموقف، ولكن الصحيح
أيضاً أننا لو استطعنا ضبط النفس لاستيعاب الموقف ومن ثم تحليله ومعرفة نتائجه
لكان الأمر أفضل ولكانت ردة الفعل مبنية على واقع حقيقي وليس على انفعال وهمي.
علينا أن نعطي للصديق،
وللقريب، وللمسؤول فرصة للعذر ما وسعنا ذلك وألا نبني أحكاماً عاجلة من شأنها أن
تؤثر أو تبتر العلاقة بأولئك لمجرد أننا أسأنا الظن أو سمعنا خطأ.. أو فسرنا
تفسيراً غير سوي بحجة أننا ندافع عن كرامتنا.
والحقيقة اننا قد نخسر
أولئك وقد نخسر معهم الكرامة أيضاً.
اخى العزيز ارجو
ان تعطى لنفسك المزيد من الوقت لتحليل تلك المواقف التي افسدت حياتك وأدت الى
العزلة الاجتماعية ويا حبذا لو استشرت طبيبا نفسيا ليساعدك على حل تلك المشاكل
النفسية