السلام عليكم
ابني عمره ست سنوات
دائما أرى عيوبه ودائما اقسوا عليه واشعر أنى لو ابتعدت عنه سيكون حاله أفضل. انتقده
بكثرة ودائما يقول انه يحب ابيه وأحيانا يقول انه لا يحبني
اخوه أصغر منه بعام
علاقتي به مختلفة تماما يحبني جدا ودائما يعبر عن حبه لى
بالنسبة لي عانيت من
القسوة في طفولتي من اخي الكبير وامي كما ان امي كانت تعاني من اكتئاب حاد أثر على
كثيرا
اعاني لاني نقلت هذه
القسوة لابني واشعر ان طبعه أصبح صعب يغير ويكذب احيانا بسبب خوفه من العقوبة.
الاحظ انه دائما يقلد من حوله ويخبرني انه يشعر ان صديقه لا يحبه وان الاولاد في
باص المدرسة يحبون اخوه أكثر
مميزاته انه ذكي وأحيانا الجئ اليه لإقناع
اخيه الاصغر بأمر ما. مستواه الدراسي ممتاز اجتماعي يحب السباحة
اشعر أنى افقدته ثقته
في نفسه. اكتب وانا ابكي واتألم، لماذا اتصرف معه بهذه الطريقة، كلما حاولت التغيير
ارجع تاني
وهل في امل اتغير
ويتغير ام تسببت له في عقدة ..اشعر اني لا اصلح للأمومة ولا لأي شيء
الام الحزينة
الأمومة هى علاقة
بيولوجية ونفسية بين امرأة ومن تنجبهم وترعاهم من الأبناء والبنات. وهذا هو
التعريف للأمومة الكاملة التى تحمل وتلد وترضع (علاقة بيولوجية) وتحب وتتعلق وترعى
(علاقة نفسية). وهذا لا ينفى أنواعاً أخرى من الأمومة الأقل اكتمالاً كأن تلد
المرأة طفلاً ولا تربيه فتصبح فى هذه الحالة أمومة بيولوجية فقط، أو تربى المرأة
طفلاً لم تلده فتصبح أمومة نفسية فقط. وهناك أنواع ثلاثة من الأمومة:
-
الأمومة الكاملة (بيولوجية ونفسية): وهي الأم التى حملت وولدت وأرضعت ورعت
الطفل حتى كبر، وهي أقوى أنواع الأمومة فهى المعاناة والمعايشة للحمل أو الجنين
تسعة أشهر كاملة يتغير فيها كيان المرأة البدنى كله تغيراً يقلب نظام حياتها رأساً
على عقب، ويحرمها لذة الطعام والشراب والراحة والهدوء. إن هذه الصحبة الطويلة – المؤلمة
المحببة – للجنين بالجسم والنفس والأعصاب والمشاعر هي التي تولد الأمومة وتفجر
نبعها السخي الفياض بالحنو والعطف والحب. هذا هو جوهر الأمومة: بذل وعطاء وصبر
واحتمال ومكابدة ومعاناة ".
-
الأمومة البيولوجية: وهي الأم التي حملت وولدت فقط ثم تركت ابنها لأي سبب
من الأسباب وهي أمومة قوية وعميقة لدى الأم فقط. ولكنها ليست كذلك لدى الابن (أو البنت)،
لأن الأبناء لا يشهدون الأمومة البيولوجية وإنما يشهدون الأمومة النفسية، ولذلك
اهتم القرآن بالتوصية بالأم والتذكير بالأمومة البيولوجية التي لم يدركها الأبناء.
قال تعالى: " ووصينا الإنسان بوالديه، حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في
عامين " (لقمان 31).
-
الأمومة النفسية: وهي الأم التي لم تحمل ولم تلد ولكنها تبنت الطفل بعد
فراقه من أمه البيولوجية فرعته وأحاطته بالحب والحنان حتى كبر. وهذه الأمومة يعيها
الطفل أكثر مما يعى الأمومة البيولوجية لأنه أدركها ووعاها واستمتع بها. والأمومة
النفسية – سواء كانت جزءاً من الأمومة الكاملة أو مستقلة بذاتها – تقسم إلى قسمين
منها الأمومة الراعية وتشمل الحب والحنان والعطف والود والرعاية والحماية والملاحظة
والمداعبة والتدليل، والأمومة الناقدة وتشمل النقد والتوجيه والتعديل والأمر
والنهى والسيطرة والقسوة أحياناً.
وفى الأحوال الطبيعية
يكون هناك توازن بين قسمى الامومة فنرى الأم تعطى الرعاية والحب والحنان وفى نفس
الوقت تنتقد وتوجه وتعاقب أحياناً. أما فى الأحوال المرضية فنجد أن هذا التوازن
مفقود فيميل ناحية الرعاية الزائدة والتدليل أو يميل ناحية النقد المستمر والقسوة والسيطرة.
الأخت الفاضلة من هذه التقسيمات عن الأمومة يتضح أنك من النوع الثانى من الامومة (الامومة
الناقدة) التي تتميز بالنقد والتوجيه
والتعديل والأمر والنهى والسيطرة والقسوة أحياناً. وهذا النوع من الامومة هو من نتاج التربية
في الصغر خصوصا إذا كانت الام تتعرض للقسوة في فترات الطفولة مما يجعلها تلجأ
للقسوة في تربية ابناءها في المستقبل
لذا من الضروري أن تكون الأسرة على دراية بالأساليب التربوية الصحيحة،
لتتمكن من تربية أبنائها بطريقة صحيحة. حيث تعد القسوة في التربية خطرًا كبيرًا قد يخلف
الكثير من المشكلات النفسية للطفل، وهي تؤدى الى فقدان الطفل لثقته بنفسه كذلك فان
ضرب الطفل له عواقب وخيمة، لأنه لا يستطيع منع الأذى عن نفسه، مما يشعره بالضعف،
وأنه إنسان سيئ لا يمكنه التصرف على النحو الصحيح، وأنه أقل قيمة من الآخرين، فكل
ذلك يقلل ثقة الطفل في نفسه أو يجعله يفقدها نهائيًا. والشعور بالنقص والاحتياج هوأحد
الآثار النفسية التي تخلفها القسوة في التعامل بسبب الاحتياج غير المشبع من
الوالدين، نتيجة لقسوتهم على الطفل، فينتج عن ذلك شخص بليد المشاعر لا يقدر
الآخرين وقاسٍ وغليظ القلب عند التعامل مع الآخرين. وكذلك قد يتصف الطفل بالأنانية
ولا يهتم بأحد بل يهتم بنفسه فقط، وبالطبع سينعكس ذلك على والديه وسيعاملهما بجحود
بمعنى أن القسوة التي حصل عليها عندما كان طفلًا سيردها لهما عند الكبر. كذلك تؤدى القسوة في التربية الى الميل للخضوع
واتباع للآخرين فكل ما تلقاه الطفل من قسوة تجعله لا يرى في نفسه غير ما أخطأ فيه
فقط وأنه شخص سيئ لا يتلقى أي مدح على شيء فعله، فيجعله طفلًا بلا شخصية أو حتى
احترام للذات ويصبح غير مستقل بذاته ليس له رأي وشخصية، فيكبر وهو خاضع دائمًا
ويتبع الآخرين في تصرفاتهم دون تفكير. كما
ان أساليب التربية التي يتبعها الآباء مع أبنائهم هي الأساليب نفسها التي يتبعها
الطفل مع الأشخاص الآخرين، فتشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين تعرضوا للضرب
والقسوة من عائلاتهم هم أكثر عرضة لاستخدام العدوان في التعامل مع الصراعات عندما
يصبحون كبارًا بالغين. لذلك لا بد أن يحرص الأبوان على إشباع حاجة القبول لدى
الطفل أي أن يشعراه بأنه مقبول ليستعيد ثقته في نفسه، وهو ما يتطلب اتباع بعض
النصائح التربوية، التالية:
-
عبري لطفلك عن حبك له، حتى يشعر بأنه محبوب مما يشبع لديه حاجة القبول.
-
ابني في طفلك شخصية مستقلة، فكلما شعر باستقلالية ورأى تشجيع المحيطين به،
شعر بالقبول بينهم.
-
حاولي فهم كيانه وشخصيته، فليس من الصحيح معاملة
جميع الأطفال بالأسلوب نفسه ومخاطبتهم بالكلام نفسه، فلكل طفل طبيعة معينة حاولي
التعامل معها.
-
امدحي إنجازات طفلك، فكلما تلقى مدحًا على أشياء جميلة فعلها، شعر بالرضا
عن نفسه، ما يعيد له ثقته في نفسه مرةً أخرى.
-
اسمعي له وتقبلي اقتراحاته وناقشيه فيها ليشعر
بأهمية رأيه، فمناقشتك له توسع مداركه وتؤثر إيجابيًا في تكوين شخصيته.
-
شجعيه ولا تحبطيه، فتشجيع طفلك يجعله يبذل ما في
وسعه، حتى يحصل على المزيد من التشجيع والتحفيز، ليشبع حاجة القبول في داخله.
-
توقفي عن استخدام القسوة في التعامل، واستبدليها
بالنقد البناء.