السلام عليكم
أخى الآن يبلغ من العمر 30 عام ومتزوج وعنده ثلاثة أولاد وحالته
الماديه غير مستقره وعند فشله فى كل عمل يلقى باللوم على أمى وأبى ويقولهم انتم
السبب فى كل حاجه بسبب انه لم يتركه يفعل ما يريد ويشتغل ما يريد منذ صغره حقا ان أبى
اخطأ فى التربيه فى عدة أشياء ولكن عند حوارى مع أخى ان ما مضى مضى ولا يمكن
تغييره بل يجب ان يفكر فى المستقبل ويخطط لحياته يحدثنى عن الماضى مره أخرى ولا
يترك ذلك وكثيرا من الأحيان كنت أقول له أنت بتعلق فشلك فى حياتك وشغلك على أبوك
وامك مع العلم ان أبى هو الذى يعوله ماديا هو وأسرته إلى الآن وعلاقته مع أبى وأمي
خصوصا دائما صوت عالى واحيانا تصل إلى الشتيمة حتى مع زوجته يصل إلى اكثر من ذلك
بل يصل إلى الضرب كثيرا احس انه يقوم بالانتقام منهم جميعا عما حصل له فى الماضى
حيث مثلا يقول للأمى اعمل لى كوباية شاى ثم يقوم بأخذ الكوب وكسره بعد ما عملت له
الشاى قيس على كده كثيرا من هذه الأشياء فى الأكل واللبس وغيره مع انى واخى تربينا
نفس التربيه فهو يكبرنى بأربع سنوات فقط ولكنه بيترفز بسرعه ويغضب بسرعه ان كل ما
يحدث يؤثر على الأسرة بكاملها وأطفاله حقا تعبت من كثرة الكلام معه لتعديل سلوكه
لا اعرف ماذا افعل وما هو تشخيصه دلونى على الحل جزاكم الله خيرا
الأخ الفاضل
السلام عليكم
ورحمة الله
من الرسالة التى
ارسلتها والتى تشتكي فيها من سوء سلوك الأخ وتصرفاته المؤلمة لكل الأسرة وتطلب فيها التشخيص والمساعدة في حل تلك المشكلة
بداية نقول ان سلوك
الإنسان يتكون نتيجة عدة عوامل تؤثر على
سلوكه وقد اختلفت آراء علماء
النَّفس في تحديدِ مدى تأثير العوامل المُختلفة في السلوك سواء أكانت بيئيّة مكتسبة
أم جينية موروثة، فكان رأي بعض العلماء أن سلوكَ الفرد يعود إلى العوامل الوراثية
التي تنتقل له عن طريق الجينات التي يرثها عن أبويه مثله مثل الذكاء ولون الشعر،
وأضاف البعض الآخر من العلماء أن السلوك الإنسانيّ يُكتسب بتشرّب الفرد للعادات
والتقاليد والأنظمة البيئية
ومن ذلك يتضح ان سلوك الأخ
قد تكون نتيجة التربية الغير راشدة من الأبوان مما أدى إلى وجود اضطراب بالشخصية
وسلوك غير سوى الذى به إلى تحميل الأسرة ما لا تطيق والقى باللوم على الأهل كأنهم
شماعة الأخطاء التي يسقط عليهم كل عيوبه
ووقوع الخطأ أمر وارد، في حياة كل منا ومن المعلوم أن من لا
يخطئ لا يتعلم، فالأخطاء ما هي إلا دروس نتعلم منها، لكن البعض يُضَيِّع على نفسه
فرصة الاستفادة منها، بتفويت فرصة دراستها وأسباب وقوعها، ويسارع إلى إيجاد مبرر
يعلق عليه سبب وقوعه في الخطأ، والسؤال هو: هل فِكرة إيجاد شماعة تبرر لنا أخطاءنا
هي فكرة صائبة؟ تقود إلى حياة سليمة على الصعيد الشخصي والاجتماعي؟ أم أنها مجرد
خطوة للهروب من المواجهة؟
مع الأسف يلجأ البعض
لإيجاد تبريرات غير سليمة منطقياً، لكنه يرددها كي يقنع نفسه والمحيطين به بسبب
وقوعه في الأخطاء، حتى وإن كان ناتج هذا الخطأ يؤثر تأثيراً مباشراً وسلبياً على
المجتمع.
ومثال لذلك، عندما يفشل الابن في اجتياز اختبارات نهاية الفصل
الدراسي، فإن السبب المباشر هو فشل الأستاذ وإدارة المدرسة، بل وحتى النظام
التعليمي برمته، متناسين إهمال الابن للدراسة، وإهمالنا لمتابعته.
والأمثلة من الواقع
كثيرة؛ فالأساتذة هم سبب فشل الطلاب، والزوجة هي سبب تدهور حالة الزوج النفسية
والمادية، والآباء هم سبب فشل الأبناء وهكذا تنقضي الأيام والسنون وأخطاؤنا
تتراكم، ونحن نحاول الهروب من المسؤولية والمواجهة.
وهؤلاء الذين أصبحوا
شماعة يُعلّق البعض أخطاءهم عليها، قد يصدقون أحياناً هذه الكذبة، ويعتقدون بالفعل
أنهم هم السبب في ذلك، ويدخلون في متاهات تأنيب الضمير والندم، وأنهم قد تسببوا
بالأذى لأشخاص آخرين، مع العلم بأنهم ليسوا كذلك .ومن الشجاعة والحكمة
أن يبدأ كل شخص ومن اللحظة بأن يعترف ويؤمن بأنه هو المسؤول عن حياته وما يحدث لها
وليس آخرين.
ولذلك أوجه نصيحة
مباشرة إلى الأخ : كن شجاعاً و قوياً واتخذ القرار الآن بأنك وحدك المسؤول عن
حياتك.
وأخيرا اذا لم
يستطيع أخوك مواجهه الواقع والاعتماد على نفسه فهنا ننصحك بعرضه على الطبيب النفسى
لوضع علاج سلوكى يساعد في استقرار حالته النفسية