السلام عليكم
لي ابنة تبلغ من العمر 20 عاما وهي في السنة الثانية بكلية الآداب وكانت متفوقة في دراستها منذ الصغر وكانت مثالا للشخصية المستقرة إلى أن بدأت تعاني من فقدان الوزن باستمرار لدرجة أن وزنها نقص من 60 كيلو حتى وصلت إلى40 كيلو بالرغم من أننا عرضناها على الأطباء الباطنيين الذين وصفوا لها الأدوية المقوية والفيتامينات وبالرغم من أنهم أكدوا لنا أنها لا تعاني من أي مرض عضوي وذلك بعد عمل الفحوصات الطبية إلا أنها مازالت تعاني من فقدان الوزن مع الضعف الجسمي العام وعندما نضغط عليها في تناول الطعام فإنها لا تستطيع البلع وأحيانا يحدث لها نوبات من القيء وقد وصف لنا الأطباء أخيرا بأن حالتها نفسية ونصحوا بعرضها على أخصائي نفسي. أرجو أن تدلنا على علاج هذه الحالة وشكرا.
الأخت الفاضلة
فقد الشهية أو رفض الطعام خصوصا في سن المراهقة من الأمراض التي تصيب كثيرا من الفتيات ونادرا ما يصيب الرجال، وتدل الإحصائيات على انه في كل 100 فتاة تعاني فتاة واحدة أو فتاتان في خلال فترة معينة من سن المراهقة من فقد الشهية. ويبدأ المرض بعد محاولة لإنقاص الوزن ويظهر المرض بعد صراع نفسي بشأن الخطوبة والزواج أو بعد صراع نفسي أو فشل في موقف ما، ومن الناحية النفسية فان كثيرا من المرضى يربطن بين البدانة والحمل وبالتالي بالجنس الذي ينفرن منه ويحاولن كبته كما أن هناك خوفا مرضيا من الوزن واضطرابا في إدراك المريضة لحدود جسمها إذ أنها بالرغم من الهزال الشديد تشعر وكأنها طبيعية أو تميل للسمنة. ويجب هنا أن نعلم أن الفتيات المصابات بهذا المرض لم يفقدن الشهية للطعام على الإطلاق ومعظمهن يشعرن بجوع شديد في أغلب الأحيان وما يفقدن هو القدرة على السماح لأنفسهن بتلبية دعوة هذه الشهية. ومن المظاهر المرضية لفقدان الشهية العصبي رفض الطعام ومقاومته بكل الطرق- على الرغم من جميع التسهيلات- وأحيانا بأخذ الملينات أو بوضع الإصبع في الفم لإرجاع الطعام وكذلك انقطاع الدورة الشهرية مع فقدان الوزن لدرجة كبيرة حيث تفقد بعض الفتيات حوالي 20% من الوزن المناسب بما يؤدي بها إلى الهزال الواضح.
ولعلاج فقد الشهية العصبي يجب العودة إلى وزن مأمون يكون في النهاية طبيعيا ومن ثم العودة إلى نظام غذائي متوازن كذلك يجب التخلص من الخوف من زيادة الوزن ولذلك يجب التحضير النفسي الذي سيسمح للمريضة بالعثور على طرق بديلة للتعامل مع النضوج البيولوجي الذي سينتج عنه زيادة الوزن. ويتضمن العلاج إدخال المريضة المستشفى وإعطاءها كميات كبيرة من المهدئات والعلاج بالأنسولين الفاتح للشهية الذي يسبب زيادة سرعة اكتساب الوزن مع إعطاء المريض وجبات طعام خفيفة تحتوي على الكثير من الفيتامينات والبروتينات ثم يبدأ بعد ذلك العلاج النفسي الذي يساعد على تفريغ العوامل المرضية. ويجب على الأسرة مساعدة المريضة في الخروج من المرض ويجب عليك أن تدركي أن الصراع داخل ابنتك يدور بين حاجة جسمها الجائع إلى الطعام وبين خوفها من الوزن الطبيعي فهي مقتنعة بأنه إذا بدأت السماح لنفسها بالأكل فإنها تفقد التحكم بنفسها وتزداد بدانة تدريجيا ودورك هنا ينحصر في تشجيع رغبة الأكل لديها ومكافحة الشعور بالخوف من البدانة. وكذلك يجب أن تجعلي الحقائق عن ابنتك نصب عينيك فالابنة التي تعاني من فقد الشهية العصبي لديها إدراك مشوه فيما يتعلق بحجمها مثلا فقد تشعر بأن حجمها هائل في حين أنها نحيفة وقد تجد صعوبة كبيرة في تقدير كميات الطعام المناسبة فتحس بأن كمية الأكل في طبقها كبيرة جدا في حين أنها أقل من الكمية التي يأكلها أخوها الأصغر. ويجب عليك أن تفهمي مشاعرها ولكن أكدي على هذه الحقائق فيما يختص بجسمها وحاجتها للتغذية.