أنا شابة في السادسة والعشرين من
عمري متوسطة الجمال ومن أسرة ميسورة الحال وخريجة جامعية وأعمل في شركة كبيرة،
ولكن مشكلتي يا سيدي هي موضوع الزواج فكل الناس ينظرون إلي وكأنني عانس لأننى لم
أرتبط بعد بأي شخص مع العلم أن هناك خُطاب يأتون إلي ويحاول أبي وأمي إقناعي بهم
ولكني أعتقد أن النصيب لم يأت بعد. وكل زميلاتي في العمل يشفقون علي، لدرجة أن
أحدهم تدخل وأتى لي بعريس ولكنه غير مناسب وعندما رفضت هذا العريس تكلموا عني أنني
أنا السبب في التأخر في الزواج... ووالدي يلومني دائما لدرجة أنني أصبحت أكره
الوقت الذى أقضيه في البيت فأحاول النوم معظم الوقت، ومؤخرا جاءت زوجة عمي لي
بعريس ليس بالمستوى الديني المطلوب ولكن كل أسرتي يلحون علي بإصرار لأقبله ولكنني
لا أطيقه... أرجوك ساعدني فحياتي أصبحت جحيما.
الأخت الفاضلة
إن تأخر زواج الفتاة يعد مدعاة لكثير من التساؤلات والاستفسارات، بل يعتبر أحيانا عيباً فى بعض المجتمعات العربية، ومع ذلك فقد برزت في السنوات الأخيرة ظاهرة ارتفاع سن الزواج لدى الرجل والمرأة عنه في السنوات السابقة، وربما يرجع هذا التأخير النسبي في سن الزواج بالنسبة للمرأة إلى انتشار التعليم العالي للبنات انتشاراً كبيراً في المجتمع العربي، والملاحظ بصفة عامه أن الرجل يستطيع الزواج من المرأة مهما كان عمره، وتزداد فرصته في اختيار ما يناسبه كلما ارتفع مستواه الثقافي والاقتصادي وارتفعت مكانته الاجتماعية، وكان يتمتع بسمعة حسنة وبيئة اجتماعية ذات سمعة طيبة، أما المرأة فعلى العكس من ذلك، فكلما ارتفع مستواها التعليمي والثقافي والعمرى كلما قلت فرصتها في الزواج، إلا إذا كانت قد تزوجت قبل إتمام التعليم والحصول على الشهادة العليا. أما إذا بقيت دون زواج حتى حصولها على الشهادة الجامعية، أو ما يعادلها، أو ما بعدها، فإن فرصتها في الزواج تقل عن الفتاة التي لم تنل هذا الحظ الكبير من التعليم.
والدين الاسلامى يحض الشباب على
الزواج، قال رسول الله (ص) يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه
أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء.
إن نداء الحديث للشباب يفهم منه استحباب التبكير بالزواج وهو كما يكون للذكر يكون للأنثى، والدين الإسلامي الحنيف أعلى من قيمة الزواج وحث عليه طالما هناك إمكانية لذلك، والزواج لابد منه لأنه عصمة وحماية للشباب المسلم، خاصة في ظل ما يتعرض له الشباب حالياً من مغريات، كما أن الزواج سكن وسكينة، كما يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً الروم:21]
والأسرة هي الخلية الأولى في بناء المجتمع الصالح المؤمن، إن قامت على أسس سليمة، وقواعد صحيحة، من الإيمان والسلوك، والتربية الفاضلة، والتفاهم بين الزوجين. روى البخاري عن أبي هريرة - عن النبي (ص)قال: } تنكح المرأة لأربع، لمالها، ولحسبها، ولجمالها، و لدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. { ومعنى تربت يداك: أي التصقت بالتراب من الفقر والمعنى: إن تركت ذات الدين إلى غيرها خسرت، وذات الدين هي المرأة المتدينة الصالحة ، لأن ذات الدين متواضعة، مطيعة وإن كانت بارعة الجمال وفيرة المال رفيعة الحسب والنسب، وليست هذه الأحوال والصفات مخصوصة بالمرأة من جانبها فحسب، بل هي أيضاً تعني الرجل وتخصه، فإن على المخطوبة ألا تنخدع بجمال الشخصية،ولا بثروة العريس، ولا بنسبه وحسبه، بل عليها أن تبحث أولاً عن دينه، فإن كان متديناً صالحاً فقد استجمع أهم الشروط، وتكون الصفات الأخرى بعد شرط الدين في المرتبة الأدنى. إن الرجل المتدين يصون المرأة ويحفظها ويعاشرها بالمعروف ويصبر عليها - وهذا هو الأهم - فهو إن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها، وإن هي كرهت العيش معه وفضلت مفارقته فإنه لا يمسكها ضراراً، بل يسرحها سراحاً جميلاً.
ولذلك أنصحك سيدتي بعدم المبالغة في اختيار زوج
المستقبل ولتضعي نصب عينيك أهمية أن يكون هذا الزوج من الصالحين، وكذلك يجب أن يعلم
الجميع أنه ليس هناك إنسان كامل في كل شيء فلكل منا مميزاته وعيوبه وإذا انتظرت
البنت فارس الأحلام حتى يأتي لها فإنها لن تجده في الواقع وسوف يؤدي ذلك إلى تأخر
سن زواجها والشعور بالإحباط والضيق، والله المستعان