الرد على اسئلة القراء

للأمانة انا احب العزلة لوحدي


  • رقم المجموعة : 1456 تاريخ النشر : 2016-10-23
  • إعداد : الاستاذة هبة محمود وظيفة المعد : اخصائية نفسية
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم

مشكلتي تكمن في عدم التوفيق مع الاصدقاء حيث اعرف اصدقاء ليسوا بالقليل ولكن لا يوجد احد قريب جدا مني في مسيرة حياتي صاحبت اناس كثيرين ولكن في النهاية يذهبوا وكأن شي لم يكن لا احد يحن او يتذكر انه كان مع صديق وفي ، حيث اني اذا صاحبت احد اكون له مثل الاخ او اكثر هذا ليس مديحا ولكن هذا انا ليس لدي اسلوب المحاكاة او القدرة على فتح موضوع اذا لم يكلمني احد انا لا ابدأ بالحديث الا قليلا اعرف مجموعة اصدقاء اذهب اليهم احيانا وكأني واحد منهم ولكن اذا غبت لأيام أو شهور لا يتغير شي عليهم كأن الموضوع جاء ما جاء نفس الشي .

هذه مشكلتي ولكن للأمانة انا احب العزلة لوحدي ولكن ليس كثيرا ففي النهاية اشتاق الى احدهم والى الاصدقاء 

ماذا افعل افيدوني ؟

الأخ الفاضل

السلام عليكم ورحمة الله

نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكر فيها انك تعاني من حب العزلة وعدم القدرة على عمل حوارات مع الاصدقاء.

الاخ الحبيب  أعتقد أن مشكلتك تتلخص في عدم الثقة بالنفس مما يجعلك تشعر بعدم القدرة على فتح حوار مع الآخرين واقامة علاقات مستمرة معهم تتصف بالعمق ، ولكن الثقة بالنفس مكتسبة وتتطور ولم تولد الثقة مع الإنسان حين ولد فهي ليست وراثة، فهؤلاء الأشخاص الذين تعرف أنت أنهم مشحونون بالثقة ، ولا يجدون صعوبات في التعامل والتأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم.

 أخي إن عدم الثقة بالنفس سلسلة مرتبطة ببعضها البعض تبدأ:

أولا: بانعدام الثقة بالنفس

ثانيا: الاعتقاد بأن الآخرين يرون ضعفك وسلبياتك..

ثالثا: القلق بفعل هذا الإحساس والتفاعل معه.. بأن يصدر عنك سلوك وتصرف سيئ أو ضعيف، وفي العادة لا يمت إلى شخصيتك وأسلوبك 

رابعا: الإحساس بالخجل من نفسك.. وهذا الإحساس يقودك مرة أخرى إلى نقطة البداية.. وهي انعدام الثقة بالنفس وهكذا تدمر حياتك بفعل هذا الإحساس السلبي اتجاه نفسك قدراتك

والان بعد أن توصلت إلى مصدر المشكلة..أبدا في البحث عن حل.. بمجرد تحديدك للمشكلة تبدأ الحلول في الظهور... اجلس في مكان هادئ وتحاور مع نفسك، حاول ترتيب أفكارك...

ما الذي يجعلني أستعيد ثقتي بنفسي؟

- إذا كان الأقارب أو الأصدقاء مثلا طرفا أو عامل رئيسي في فقدانك لثقتك.. حاول أن توقف إحساسك بالضعف ليس لأنه توقف بل لأنه لا يفيدك في الوقت الحاضر بل يسهم في هدم ثقتك ويوقف قدرتك للمبادرة بالتخلص من عدم الثقة.

- أقنع نفسك وردد بكل مشاعر الثقة: من حقي أن أحصل على ثقة عالية بنفسي وبقدراتي.

- من حقي أن أتخلص من هذا الجانب السلبي في حياتي.

- ثقتك بنفسك تكمن في اعتقاداتك: في البداية احرص على أن لا تتفوه بكلمات يمكن أن تدمر ثقتك بنفسك. فالثقة بالنفس فكرة تولدها في دماغك وتتجاوب معها أي أنك تخلق الفكرة سلبية كانت أم إيجابية وتغيرها وتشكلها وتسيرها حسب اعتقاداتك عن نفسك... لذلك تبنى عبارات وأفكار تشحنك بالثقة وحاول زرعها في عقلك.

انظر إلى نفسك كشخص ناجح وواثق واستمع إلى حديث نفسك جيدا واحذف الكلمات المحملة بالإحباط ،إن ارتفاع روحك المعنوية مسئوليتك وحدك لذلك حاول دائما إسعاد نفسك..  ركز على إبداعاتك وما تتميز به وعلى أيمانك بالله وتميز قدرك عنده وحاول تطوير هواياتك الشخصية... وكنتيجة لذلك حاول أن تكون ما تريده أنت لا ما يريده الآخرون.. ومن المهم جدا أن تقرأ عن الأشخاص الآخرين وكيف قادتهم قوة عزائمهم إلى أن يحصلوا على ما أرادوا... اختر مثل أعلى لك وادرس حياته وأسلوبه في الحياة ولن تجد أفضل من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم، مثلا في قدرة التحمل والصبر والجهاد من أجل هدف سام ونبيل وهو إعلاء كلمة الله تعالى ونشر دينه.

أخي إن النقص الزائد في الثقة بالنفس يعود مباشرة إلى ذاكرة غير منتظمة فالعقل يشبه البنك كثيرا، إنك تودع يوميا أفكارا جديدة في بنكك العقلي وتنمو هذه الودائع وتكوِن ذاكرتك حين تواجه مشكلة أو تحاول حل مشكلة ما فإنك في الواقع الأمر تسأل بنك ذاكرتك:

ما الذي أعرفه عن هذه القضية؟..ويزودك بنك ذاكرتك أوتوماتيكيا بمعلومات متفرقة تتصل بالموقف المطلوب وبالتالي مخزون ذاكرتك هو المادة الخام لأفكارك الجديدة، أي أنك عندما تواجه موقف ما.. صعبا... فكر بالنجاح، لا تفكر بالفشل استدعي الأفكار الإيجابية.. المواقف التي حققت فيها نجاح من قبل... لا تقل: قد أفشل كما فشلت في الموقف الفلاني.. نعم أنا سأفشل... بذلك تتسلل الأفكار السلبية إلى بنكك... وتصبح جزء من المادة الخام لأفكارك.

حين تدخل في منافسة أو مناقشة مع آخر، قل: أنا كفء لأكون الأفضل، ولا تقل لست مؤهلا، اجعل فكرة (سأنجح) هي الفكرة الرئيسية السائدة في عملية تفكيرك. يهيئ التفكير بالنجاح عقلك ليعد خططاً تنتج النجاح، والتفكير بالفشل يهيئ عقلك لوضع خطط تنتج الفشل. لذلك احرص على إيداع الأفكار الإيجابية فقط في بنك ذاكرتك، واحرص على أن تسحب من أفكارك إيجابية ولا تسمح لأفكارك السلبية أن تتخذ مكانا في بنك ذاكرتك.

أخي عندما تتمتع بالثقة بالنفس فانك سوف تجد لنفسك قيمه ذاتيه وروحيه تتحدى بها أي مشكلة نفسية كانت أو اجتماعية وتنجح في علاقاتك وتصبح أكثر نجاحا.

واخيرا اخى العزيز اندمج مع الآخرين ولتبدأ بعائلتك الصغيرة ثم الأصدقاء المقربين إليك ...شاركهم الحوار ...تحدث عن رأيك بصراحة ودون خوف ...ابحث عن نقاط ضعفك واعمل علي تقويتها...اطلع... اقرأ كل شيء وأي شيء فالقراءة تفيدك كثيرا ...اقرأ في الكتب الثقافية والاجتماعية والدينية ... لا تبخس بنفسك فأنت لديك مواطن قوة كثيرة ابحث عنها واعمل علي إبرازها للآخرين ولنفسك... وكل ذلك سيمنحك دفعة قوية وثقة بالنفس عن التعامل مع الآخرين

 وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة