السلام عليكم
انا متزوجة من قريبى ولم اعرف انه متزوجنى بناء على رغبة أمه لكن عندما ذهبت الى بيته علمت بذلك من أخواته ومن احساسى الدائم بذلك وماتت أمه وظهر بعد ذلك الوجه الآخر وللأسف كنت حامل وأنجبت بنت وخفت ان تؤثر معاملته السيئة على بنتى وبالفعل البنت كانت على طول مريضة وتعبت من اللى بيحصلى ونحن الان فى طريقنا للطلاق عندى خوف من تركه لى ليكون مؤثر على بنتى وتكرهنى لما تكبر والله الشاهد على انه هو اللى تركنى وانا لم اتركه أبدا لكن مفهم أخواته وأسرته غير ذلك وهو الآن متزوج اعمل ايه
الاخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله
من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكرين فيها انك تعانين من وجود مشاكل اسرية بينك وبين زوجك مما ادى الى الجفاء الاسرى وزواجه من اخرى وانكم الان على وشك الطلاق
الاخت الفاضلة نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه وان ينير لك بصيرتك حيث ان قرار الانفصال والطلاق من القرارات المصيرية فى حياة الانسان وهو من الاشياء العظيمة التى يترتب عليها حياة الزوجين والابناء ومن يعولهم فى المستقبل وهو قرار يهتز له عرش الرحمن
والطلاق او الانفصال يحدث دائما فى الاسر بسبب استشراء الكراهية والنفور بين الزوجين وإذا استشرت روح الكراهية في الأسرة، واندلعت نيرانها الخفية في جنباتها، فإنها ستلحق الضرر بالزوجة ذاتها، فضلا عن الزوج والأبناء، ومن ثم المجتمع، لأن الأسرة هي الخلية الأولى للمجتمع، فالكراهية لا يتولد عنها سوى المزيد من النفور، ولذلك يدعونا الإسلام إلى بذل المحبة حتى لمن يعادينا من إخواننا أو أخواتنا في الدين أو الإنسانية قال تعالي: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) فصلت:34، لأن الآثار المدمرة للكراهية قد تدفع بالزوجة إلى التخلص من زوجها غذراً أو العكس، والمجتمع في النهاية هو الذي يتحمل نتائج هذه الكراهية بفقده لبنة من لبناته، وهنا تحدث المعاناة من الاضمحلال والتفكك للروابط الاجتماعية بسبب تداعيات هذه الكراهية
الاخت الحائرة لا داء بلا دواء، لكن قد يعرفه من يعرفه، وقد يجهله من يجهله، فالبحث عن الدواء لمعالجة الداء، بعد الفحص والتشخيص، أمر لا مناص منه، وداء الأبدان قد يكون من اليسير علاجة، لكن داء النفوس وما ينطمر فيها من كراهية عميقة، أو بغضاء شديدة، قد تعجز عنه أنجع الأدوية وأكثرها فاعلية في ظلال الحياة الطبيعية أو السوية
لكن خالق النفس الذي سواها جلَّ في علاه، يعلم ما ينضوي في نفوس مخلوقاته مصداقاً لقوله سبحانه: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) الملك:14 بلى يعلم علماً تاماً شاملاً، لذلك شرع الدواء الناجع لتلكم الكراهية التي تهدد كيان الأسرة، وتنال من نفس وبدن الزوجة، بلا ذنب - أحياناً - ولا جريرة، ويتمثل العلاج الإسلامي لداء كراهية المرأة زوجها فيما يلي:
أ - توافر أسباب الوقاية من سرطان الكراهية قبل الزواج:
الكراهية لا تتولد في لحظة واحدة، بل تتولد عندما تتوافر بواعثها أو أسبابها، الظاهرة أو الخفية، والإسلام يحض على مراعاة مشاعر المرأة عند خطبتها، فيدعو إلى الأخذ برأيها والاستجابة لرغبتها المشروعة، ولا أدل على ذلك مما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: <أنه جاءته صلى الله عليه وسلم فتاة فقالت: إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع به خسيسته• قال: فجعل الأمر إليها• فقالت: قد أجزت ما صنع أبي ولكن أردت أن تعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء ولابد من مراعاة الكفاءة
ب - توافر أسباب النجاح للعلاقة بعد الزواج:
ما سمي القلب قلباً إلا لتقلبه، وما سميت النفس نفساً الا لنسيانها، فالقلب يتقلب بين الحب والبغض، والمودة والنفور، والنفس يعتريها الرضا والسخط، وهي عرضة للسلوان والنسيان بمرور الزمان، لأخطر ما قد يحيق أو ينزل بها من أحداث جسام - غالباً - تلكم هي الطبيعة البشرية، ومن هنا جاء العلاج والدواء الإسلامي لاجتثاث جذور الكراهية، وتحصين علاقة الزوجية من براثن داء الكراهية الذي قد يستشرى لأسباب واهية ما لم يتم القضاء الفوري على مسبباته وبواعثه، أو تدارك آثاره ومثالبه، بالحرص على إزالتها بمنتهى القوة والحسم من خلال المنهج الإسلامي المتمثل في الدعوة إلى الصبر أو التصبر، وينبغي للزوجة أن تتعلم كيف تحب زوجها، فإن العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم والحب يتحقق ببذل المزيد من الحب، لكي يحدث التجاوب بين الطرفين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: <لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر> فالحديث يحض على عدم التباغض بين الزوج وزوجته، لأن لكل واحد منهما من الصفات أو الخصال ما يشتمل على الحميد والذميم، والكمال لله وحده - جل في علاه - فلتنظر المرأة للصفات الحميدة في زوجها، ولتصبر صبراً جميلاً حتى يتحقق لها الخير بفضل التمسك بتلابيب هذا الصبر الجميل•
جـ ـ توافر أسباب إنهاء العلاقة الزوجية بصورة سلمية عند استحكام النفور:
فلا يمكن إجبار زوجة على الاستمرار مع زوج تبغضه أو لا تطيق العيش معه، وذلك بعد استنفاد جميع أدوية وسبل تلافي إنهاء الرباط المقدَّس الذي يجمعهما، وبخاصة ما نص عليه الشارع الحكيم - جلَّ وعلا• - عندئذ لامناص من اللجوء إلى الحلول والأدوية الإسلامية للتخلص من داء الكراهية بصورة سوية، وبغير تداعيات سلبية شديدة أو غليظة على الأسرة، فشرع الإسلام نقض عرى الزوجية المتهالكة بإحدى الوسائل التالية:
1 ـ إعطاء الزوجة الحق في طلب الطلاق بصورة ودية من زوجها إذ ما توافرت أسبابه
2 ـ إعطاء الحق في طلب الخلع، وذلك برد ما أخذته من مهر أو بحسب الاتفاق
3 ـ إعطاء الزوجة الحق في اللجوء إلى القضاء لطلب التطليق للضر أو للكراهية إذا كانت أسبابها ظاهرة، أو تتمثل في جرم وقع على الزوجة، فيمكنها إثباته للتخلص من هذه الزوجية
اما عن التساؤل حول تأثير الطلاق على الابناء فهنا نقول ان أبناء المطلقين يحتاجون إلى نوع من الرعاية النفسية والاجتماعية، وهذه الرعاية يجب أن تكون قبل وبعد الطلاق، ويمكن للإرشاد النفسي أن يقوم بدور فعّال ويتضمن إرشاد الزوجين إلى ضبط النفس والانفعالات أمام الطفل، وإلى كيفية إخبار الطفل بقرب انفصال الوالدين وتهيئته نفسياً لذلك، ومساعدته على تفهم ضرورة عملية الطلاق إذا كان في سن يسمح بذلك وليس صغيراً، أما بعد حدوث الطلاق فلا بد للمرشد النفسي أن يركز على الحاجة لدعم علاقة الطفل بالوالدين وتوجيههما لعدم التعبير عن غضبهما نحو بعضهما البعض من خلال الأطفال وألا يستخدما الأطفال كوسيلة ضغط مادية أو نفسية على بعضهما ويتضمن إرشاد الوالدين أيضاً ترتيبات الزيارات والمسؤوليات المتعلقة بوضع الأطفال المادي، أو وضع الزوجة المادي والحقوقي، وهذا كله يستدعي الإبقاء على قدر من الود والاحترام بين الزوجين، والتواصل من أجل مصلحة الأبناء، ومن المهم إتاحة الفرصة لوجود الأب والأم في المناسبات المختلفة التي تهم الأبناء تفادياً لشعور الأطفال بالضياع أو النقص".
وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه