اشعر باني فاشل
السلام عليكم
دكتورنا الفاضل انا شاب ابلغ من العمر 34 غير متزوج أعاني منذ فترة وجيزة منذ تركت عملي ومن قبلها وفاة والدي شعور بالوحدة الشديدة لدرجة أنها أثرت على عملى واشعر باني فاشل وان مشواري يجب ان ينتهي.. أحب الناس وأحب التقرب منهم وكنت من قبل معروف أني اجتماعي لكن منذ 2 عامان تغيرت كل حياتي ولم اعد لدي اندفاع الى الأمام كما في السابق بل أصبحت انطوائي وأخاف مجابهة البشر واحاول ان ابحث عن عمل لكني فشلت ...أعيش انا وأمي وأمي امرأة عجوز بطبيعة الحال تفيق باكرا للصلاة وتنام باكر وهي في منتصف السبعنيات لا تقوى على السهر وأنا حاولت الارتباط لكن ظروفي المادية لا اقدر على إعالة أمي وزوجه
والآن بت عاطل عن العمل أعاني من حب العزله واشتاق بل أعيش في الماضي أحاول التقدم للأمام لكني واقسم بالله لم اعد اقوي وبت اشعر اني عالة حتى على أمي والدنيا وكثير ما اشعر أن كل الناس والدنيا يطلبون من الرحيل وترك هذا العالم لهم وليس .أرشدوني اقسم لكم اشعر أني هالك لا محالة.
الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكر فيها انك تعاني من الانطواء وحب العزلة والشعور بالخوف والفشل وعدم القدرة على العمل مع وجود ظروف اقتصادية صعبة خصوصا بعد وفاة الوالد
أخى الفاضل إذا أردنا أن نعرف ما هو الفشل فعلينا أولا أن نعرف ما هو النجاح لأنهما متناقضين وتعريفيهما صور عكسية لكل واحد منهما مع الآخر. فالفشل يتناسب تناسبا عكسيا مع النجاح. فالنجاح موجود في حياتنا اليومية ونعيشه كل يوم بل عدة مرات في اليوم وكذلك الفشل والنجاح أشبه بالتوفيق والفشل بعدم التوفيق
والنجاح هو ناتج معادلة تقول : التوفيق مع الجد والاجتهاد = النجاح أما الفشل فهو ناتج من تقصيرنا وعدم إعطاء النجاح حقه لتحقيقه ولكننا طالما نرمى جبة الفشل على منصة الحظ والظروف والحقيقة كل هذا نسلى به أنفسنا ونغطى به عيوبنا في التقصير وعدم الإخلاص للنجاح وتحقيقه.
والفشل لابد أن يقابل كل إنسان في حياته في أي مجال فهل أنت تحقق كل شيء تسعى له من أول مرة مهما يكون هذا الشيء إن شاء الله قد يتحقق وقد لا يتحقق بمشيئة الله أيضا بلا شك ولن ننسى أن الفشل هو طريق النجاح، فهناك من يفشل ويفشل ويضع في ذهنه أن الشيء الذي أمامه معقد وقد تعقد منه ولكنه خطأ لأنه لم يحاول أن يعطى النجاح حقه ليحققه. كما انه سيجد دوافع النجاح لديه في شيء آخر مما يؤدى به للإبداع وتحقيق أعظم نجاح.
وليس من العيب أن يفشل الشخص في أول محاولة له ولربما في عدة محاولات ما دام انه يحاول ولكن العيب أن يستمر الشخص في الفشل أو يسلم بالفشل.بل لابد أن يحاول أن يعطى النجاح حقه ليحققه لان التسليم بالفشل والظن بأنه شيء معقد لا تستطيع تحقيقه ليس له صحة فكل شيء بالجد والعمل والبحث يسهل.وما أروع حساب النفس في كل الحالين ففي النجاح يكون الرضا والحمد على ما تحقق، ودافع لتحقيق الكثير.
أما في حالة الفشل ان حصل حساب للنفس فقد اقفل باب الفشل في هذا المجال بحساب النفس لان النتيجة هي الندم على ما فات والأسف على التقصير نحو النجاح واكتشاف أسباب الفشل ومعرفة أسباب النجاح ومن المؤكد سوف يقوم الشخص بمعالجتها والتخلص من رواسب الفشل وهذا دافع للحماس لدفع عجلة الحياة نحو النجاح وإعطائه حقه لتحقيقه.
آخى الفاضل من الواضح أيضا من رسالتك أن شخصيتك قلقة ومتوترة، ولديك شيء من عسر المزاج، وربما تقلب في المزاج أيضاً، وأرجو أن لا تنزعج لهذه المسميات، فهي صفة من صفات الشخصية التي يتميز بها بعض الناس، وهي حقيقة قد تزعج الإنسان، ولكن لا نقول إنها كلها سيئة، فالقلق طاقة يمكن أن نوجهها من أجل الإنتاج والدافعية. وعسر المزاج هو نوع أقل حدة من الاكتئاب وهو عبارة عن أعراض حزن مزمنة مستمرة لمدد طويلة ولكنها لا تعيق حياة الإنسان بل تجعله لا يستطيع العمل بكفاءة ولا يستطيع الشعور بالبهجة والسعادة فى الحياة وقد يعانى المريض بعسر المزاج من نوبات اكتئاب
نصيحتي لك أن تكون دائماً في جانب التفاؤل، وأن تتذكر أن لديك مقدرات وأن لديك إيجابيات، وأن تحاول أن تقلل من قيمة السلبيات،
وعلى الإنسان أيضاً أن يسعى دائما إلى أن يصحح مساره، وأن يكون منتجاً وفعالاً وفاعلا في مجتمعه.، وجرب هذه النصائح:
• التقرب إلى الله عز وجل، فيرتاح قلبك ويزول همك.
• شارك مشاعرك : تحدث إلى صديق موثوق، أو شريك، أو فرد من العائلة، أو مستشار نفسي. فهو يستطيع أن يقدم لك الدعم والنصائح.
• أمضى الوقت مع الآخرين: فالتفاعل الاجتماعي جيد عموما. لكن، تأكد من تمضيتك وقتك مع أشخاص إيجابيين، وليس مع الذين يجعلون أعراضك أسوأ.
• افعل الأشياء التي تستمتع بها: انخرط في نشاطات كانت تهمك في الماضي، ولكن لا تخف أيضا من تجربة أشياء جديدة.
• مارس التمارين بانتظام: فالنشاط الجسدي قد يخفف أعراض الاكتئاب. جرب المشي أو الركض أو السباحة، أو الاعتناء بالحديقة، أو القيام بمشروعات تحبها.
• تجنب الكحول والعقاقير غير المشروعة: قد يبدو للوهلة الأولى أن الكحول أو المخدرات تخفف أعراض الاكتئاب، لكنها تجعلها أسوأ عموما على المدى الطويل، وتجعل علاجك أصعب.
• احصل على قدر كاف من النوم: فالنوم الجيد خلال الليل مهم جداً حين تكون مكتئبا. إذا كنت تواجه مشاكل في النوم، فتحدث إلى طبيبك بشأن ما يمكنك فعله.
• لا تتحمل الكثير من المسؤوليات دفعة واحدة: إذا كانت لديك مهام كبيرة، فقسمها إلى مهام أصغر. حدد أهدافاً بسيطة يمكنك إنجازها.
• ابحث عن الفرص لتكون مفيدا: فتشعر بالرضى عن نفسك عندما تستطيع مساعدة الآخرين، حتى لو كانت مساعدتك ضئيلة.
• أحماض أوميغا 3 الدهنية Omega-3 fatty acids: إن تناول الغذاء الغني بأحماض أوميجا 3، أو تناول مكملات أوميغا 3 قد يساعد على تخفيف الاكتئاب، مع توفير فوائد صحية أخرى. والواقع أن هذه الدهون الصحية موجودة في أطعمة معينة، مثل سمك المياه الباردة، وبذر الكتان، وزيت الكتان، والجوز.
• سيكون من المفيد لك جداً أن تقوم بعمل تمارين استرخاء، وهذه التمارين كثيرة ومتعددة، وتوجد كتيبات وأشرطة بالمكتبات، توضح كيفية القيام بها بالصورة الصحيحة، ومن أفضلها تمارين التنفس، والتي يستلقي الإنسان من خلالها في مكان هادئ ويغمض عينيه، ثم يأخذ شهيقا عميقا وببطء، يعقبه بعد ذلك الزفير بنفس الطريقة، كما أن هنالك تمارين يتخيل فيها الإنسان أنه يتحكم في عضلات جسمه، ويجعلها تسترخي. هذه التمارين كما ذكرت، مفيدة جداً، ويمكنك الاستعانة بالكتيبات أو الأشرطة أو أحد الأخصائيين النفسيين
وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه