الرد على اسئلة القراء

اشعر بالغيرة من النساء العاملات


  • رقم المجموعة : 1220 تاريخ النشر : 2014-02-19
  • إعداد : رنا مصطفى وظيفة المعد : إخصائية نفسية
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم
انا امرأة عمري 24 سنة متزوجة و اتممت دراستي لدرجة البكالريوس في تخصص الهندسة 
المشكلة انني اعاني من حالة احباط متكررة منذ بداية زواجي منذ 8 اشهر وزوجي رجل حسن العشرة لكن المشكلة انني كنت دائما متفوقة في دراستي و ذكية وبداخلي طاقة كبيرة احتاج لتفريغها خارج المنزل ..بعد تخرجي قدمت لشركات كثيرة وزاولت التدريب لكن فرص العمل في بلدي صعبة جدا جدا وظل حلمي يرافقني وكنت ارفض فكرة الزواج ولكنني تزوجت بعد ضغط قوي من قبل اهلي بصراحة لم اجد نفسي في الحياة الزوجية من اعمال منزلية وطبخ وحلويات....مع انني اتعلم كل جديد واسعى لاتقان كل شيئ و لكن مع هذا لا اجد سعادتي الهي نفسي بان اتعلم لغات في المنزل عبر الانترنت  ان اثقف نفسي في نواحي الهندسة المختلفة لكن هذا كله لم يأتِ بنتيجة..اشعر بالغيرة من النساء العاملات و اتنمى ان تتاح لي الفرصة ان اعمل او اكمل دراستي
الاخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه. 
 من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكرين فيها انك تعانين من حالة احباط متكررة بسبب زواجك وعدم قدرتك على مزاولة مهنتك او اكمال دراستك
اختى العزيزة عمل المرأة من الاشياء المفيدة لكلا من المرأة والمجتمع خصوصا اذا كان هذا العمل تحتاجه كلا من المرأة والمجتمع اما اذا كان هذا العمل على حساب تربية الابناء وهو من اهم الاعمال فهنا يجب على الجميع مراجعة النفس واعطاء الامور اولوياتها
الاخت العزيزة للأم دور بالغ الأهمية في تربية الأطفال خلال السنوات الأولى من أعمارهم لأنها أكثر التصاقاً بالبيت والطفل ولأن عاطفتها أقوى من عاطفة الأب نحو الطفل فهي أقرب إلى قلوب الأطفال منه ولقد زود الله الأم بعاطفة حنان الأمومة ولم يزود بها الأب وهذا الدافع العضوي أقوى الدوافع العضوية جميعاً ، ولذلك فإن الأم مهيأة لرعاية الطفل والتضحية من أجله براحتها ونومها وهي راضية .
الأم هي كل شيء في بيتها ،هى المربية والمدبرة لجميع شؤون المنزل فهى تعمل وتعلم لأن العلم بدون عمل لا يرسخ في العقل ولا يقبله، وهى تجتهد في تربية الابناء التربية الإسلامية  وهى تعلمهم المسؤولية من خلال قيامها بمسؤولياتها في بيتها  وتعلمهم الواجب عليهم من حيث إعطائهم حقوقهم من العناية والرعاية 
ولهذا العمل جزيل الأثر على نفس الأبناء فتربي فيهم البر والإحسان والطاعة والاحترام فيستمعون إليها إذا وجهت ويطيعونها إذا أمرت ويعينونها إذا عجزت .
والأم متى تخلت عن وظيفتها الأساسية وتساهلت فيها فإنها سوف تصل إلى نتائج لا يحمد عقباها  وأقرب مثال على عقوق الوالدين ما هو موجود في دار العجزة وكما أن العقوق سيكون واضحاً لها في عدم طاعتها واحترامها والسماع إلى كلامها وهذا لأنها لم تعودهم من الصغر إلى سماع توجيهاتها ولم تعلمهم احترامها وطاعتها.
وكذلك من هذه النتائج الوخيمة عدم خدمتهم ومنفعتهم للوطن أو المجتمع الذي يعيشون فيه لأنهم لم يعلموا منذ صغرهم على احترام دينهم والدفاع عنه والذود عن أوطانهم وممتلكاتهم ، فالولد الذي يعق والديه يسهل عليه خيانة بلده وتحطيم مجتمعه ، ومن هذا كله ينتج أيضاً انحراف الأبناء عن الدين والحق ، وذلك بارتكاب المعاصي الظاهرة والباطنة من إدمان الخمر والمخدرات وانتشار الجريمة والزنا وهذا كله نتيجة طبيعية لعدم المبالاة لتربية الأبناء .
فهل نعي ما يدور حولنا ، وهل تعي الأم دورها الحقيقي وهل تعلم أن إخلاصها في تربية أبنائها هو خدمة لها أولاً ولوطنها وهو عطاء لا يماثله عطاء .
فإذا أردنا أن نرى جيلاً صالحاً ونافعاً يخدم أمته ويوحد كيانه ويفرض احترامه على الخلق لا بد أن تعود الأم إلى واجباتها الحقيقية وتكرس ما تعلمته في دراستها لخدمة وتربية أبنائها وبالتالي سيعود ذلك على انتاج أبنائها وخدمتهم لوطنهم وأمتهم جميعاً .
اما اذا كبر الاولاد واصبح هناك متسع من الوقت لتقديم الخدمات للاخرين خارج المنزل من خلال العمل المناسب حسب تخصص كل انسان فان ذلك يكون من فضائل الاعمال

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة