الرد على اسئلة القراء

كما اقترب العرس يضيق صدري


  • رقم المجموعة : 1208 تاريخ النشر : 2014-01-22
  • إعداد : وظيفة المعد :
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم
أنا آنسة سني 29 مخطوبة والمشكلة تكمن هنا اتخطبت لهذا الشخص عن طريق عائلته وهو كان مسافر وتم اتصالنا عن طريق الانترنت لمعرفته ومعرفتي ولكن مع مدار معرفتي له ومناقشاتي معه في أي مواضيع كانت تخص حياتنا وتبادل الأراء اكتشفت أننا دائما مختلفين في أرائنا ووجهات نظرنا يعني تفكير راجل حرفي ممن يقضون وقتهم كله في السعي وراء لقمة العيش على رغم أنه شاب لكن كل كلامه على هذا المنوال وكيفية تدبير العيشة والمال المهم لم تحصل استجابة بداخلي له ولم أجد الألفة في قلبي له ولكني كذبت على نفسي وقلت ربما لأنه بعيد ولكن عندما أتى زاد هذا بداخلي أنا بفكر في كل شيء اليوم النهارده والمستقبل فدام هذا بيدي أخطط لما هو أتي والله يقدر ما يشاء يعني برضى بقضاء ربي ولكن ليس أن أترك نفسي للقدر يأتي بما يأتي ولكن لابد من التفكير في الخطوة التي أسعى إليها والتخطيط لها ويكون ما يكون من عند الله وهو يرى هذا في أنه خوف وقلق حساب لكل شيء على رغم أنه لا نعلم ماذا يحدث غدا ولكني لم أوافقه في هذا لأن الله أمرنا بالتوكل عليه لا بالتكال وهذه نقطة خلاف شديدة بيني وبينه أن زواجي منه باقي عليه شهر وإلى الآن يضيق صدري لاقتراب أجلي معه أدعو ربي كثيرا أن يألف بين قلبي وقلبه إن كان فيه خير ولكن لم أجد هذه حتى الآن يضيق صدري أكثر لم أجد فرحة العروس بداخلي بتجهيز لوازمها بل بالعكس كل ما يأتي بشيء يخصني من الجهاز يضيق صدري أكثر ربما يحسب من المؤدبين الكويسين ولكن أنا طموحي رجل يأثر فيه لا بالكلام ولكن بالفعل والعقل والرزانه طموحي في أسرة ينبت منها ذرية تغير في الحياة ولكن هو حتى فترة الخطوبة هذه لم يتحدث في ألفة ما بنا بل كل حوارنا عن الحياة والعيش والمال والشغل وكيف يدبر وعندما حدثته عما بداخلي فسره بأنه قلق ولكنه لم يهتم لهذا في بداية الأمر وعندما قررت الموضوع كان رده رمى الكرة في ملعبي يعني أن استخير مرة ثانية وأفكر ولكنه اتصل به تاني يوم وفسره بأنه قلق ولكن المشكلة أني كما مر الوقت واقترب العرس يضيق صدري لأني لم أستطع أن أحبه إلى الأن لأنه لم يأثر في ولأن عمري 29 فأهلي لم يهتم لأي شيء وتفكيرهم بسيط طالما أنه كويس مفيش مشكلة بالنسبة لهم وملحوظة شبح الثلاثين يطاردني ويعملون حسابه ولكني أخاف التنازل ويكون مصير قلق دلني أهذا قلق فعلا أم تخطيط لسلامة مستقبلي أسفه للإطالة
 الاخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله
 من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكر فيها انك تعانين من القلق والتوتر كلما اقترب موعد الزواج بسبب شعورك ان هناك عدم وجود ألفه وانسجام وتقارب فى الآراء بينك وبين خطيبك
من المهم جدا التصارح والتعارف في فترة الخطبة لرؤية التناسب بين تلك المساحات من الإتفاق والإختلاف بين الخطيبين ومدى مناسبتها لاستمرار الحياة الزوجية فى المستقبل, وإذا ثبت أنه لا توجد أي مساحة للاتفاق في فترة الخطبة فلا داع  للزواج ولم داع لان نعرض أبناءنا للعيش بين قطبين متنافرين تماما لا يوجد بينهما أي رابط 
فإذا تأكدنا من التوازن بين مساحات الإتفاق والإختلاف , فدعمنا الأولى وأدرنا الثانية بشكل عاقل وراق ونبيل فإن الحياة الزوجية تمضي في سلام , أما في حالة سوء إدارة الإختلاف فذلك بداية الصراع المدمر للطرفين.
وقد تتباين الإختلافات طبقا للمستويات الإجتماعية والإقتصادية فمثلا تكثر الخلافات حول العمل والمصروفات والأزمات المادية وكيفية حلها لدى الطبقات الفقيرة والمتوسطة , بينما تظهر الخلافات الثقافية والوجدانية لدى الطبقات الأعلى .
وقد يتورط الزوجان أو من يصلح بينهما في اعتبار أن المشكلة تكمن في الخلافات العائلية أو المادية أو الفكرية أو العقائدية أو الثقافية أو في اختلاف الآراء والتوجهات , وينسون أن العلاقة الزوجية هي علاقة وجدانية في أغلبها , وأن التوافق والتصالح يرتكزان أساسا على قاعدة من الحب إذا غابت كان من الصعب تعويضها , وأصبحنا نتوه في تفاصيل خلافات لا حد لها , وكلما حسمنا خلافا ظهر خلاف آخر بلا نهاية .. فوجود علاقة حب بين الزوجين كفيل بإذابة الكثير من الخلافات والعيوب , بل إن المحب قد لا يرى عيوب محبوبه , وإذا رآها فإنه يصغرها أو يبررها أو يدافع عنها وربما أحبها بحبه لصاحبها . أما إذا غابت تلك القاعدة الوجدانية فإن كل كلمة تثير خلافا , وكل موقف يفجر شجارا , وكل عيب يبدو متضخما , وكل مشكلة تبدو معقّدة وبلا حل , وهذا مصداق للمثل الشعبي " حبيبك يبلع لك الزلط , وعدوك يتمنى لك الغلط " .
وهناك اعتقاد خاطئ لدى كثير من الناس وهو أن الزوجين يجب أن يكونا متشابهين , وحبذا لو كانا متماثلين أو متطابقين , وإذا لم يكونا كذلك في البداية فعليهما أن يسعيا أو يسعى أحدهما لتحقيق ذلك , وإذا لم ينجحا في ذلك فإن النتيجة هي الجدال أو الشقاق أو الصراع ليؤدي ذلك في النهاية إلى الطلاق .
يقول د. محمد المهدى استاذ الطب النفسى أن العلاقة بين الزوجين ليست علاقة تشابه وتطابق بقدر ما هي علاقة توافق وتكامل , فقد يكونا مختلفين ولكنهما متكاملين , وأقرب مثال لذلك هو علاقة موج البحر بالشاطئ , فالموج قد يكون في بعض الأحيان صاخبا هادرا , ولكنه يصل إلى الشاطئ فيهدأ ويرق ويستريح , فكلاهما يزيد الآخر قوة وجمالا على الرغم من اختلافهما . واقتصار حبنا على من يشبهنا هو نوع من الحب النرجسي أي أننا هنا نحب أنفسنا حبا هائلا ولا نحب إلا كل ما هو شبيه لنا على اعتبار أننا النموذج المثالي في الجمال والكمال , أما النوع الآخر من الحب وهو "الحب الغيري" فيعني أننا نحب الآخر بصفاته التي ربما تختلف عن صفاتنا ومع هذا يحدث بيننا وبينه نوع من التكامل والتناغم يثري وجودنا ويثري الحياة .
وقد يتجاهل الزوجان أو أحدهما ما بينهما من اختلافات أو خلافات ظنا منهما أنها لا تستحق الإهتمام أو يأسا من الوصول إلى أي درجة من الإتفاق خاصة إذا كان أحد الطرفين يصر دائما أنه على حق , وأن الحوار هدفه إثبات ذلك للطرف الآخر . وتجاهل الإختلاف تهوينا أو يأسا يؤدي إلى تراكمات سلبية على المستوى الفكري والوجداني تؤدي إلى تسميم العلاقة الزوجية وتوسيع الفجوة يوما بعد يوم , وقد يصل الأمر بعد فترة إلى حالة اللارجعة .
وبما أن الاختلافات حتمية بين البشر في كل مراحل حياتهم وفي كل مستوياتهم الإجتماعية والإقتصادية , إذن لابد من وجود آليات مناسبة للحل تعمل طول الوقت خاصة إذا تحولت الاختلافات إلى خلافات (أي أصبحت تسبب مشكلة) , ولنأخذ مثالا لذلك أننا نلبس ملابسنا في البداية نظيفة , ومع الحركة والعمل والإحتكاك يصيبها التلوث والبقع , ونحن هنا لا نتخلص منها لهذا السبب ولكن نضعها في الغسّالة فتعيد إليها نظافتها ثم نمر عليها بالمكواة فنعيد لها رونقها وجمالها , وهكذا الحياة الزوجية تحتاج لآليات تنظيف وتنسيق وتجميل لكي تظل براقة طازجة متألقة . وحين تسأل أحدا عن هذه الآليات تسمع مباشرة كلمة "الحوار" 
إذن فالحوار ليس حلا سحريا طول الوقت لمشاكلنا بل قد يكون هو نفسه أحد مشاكلنا , إذ ليس كل حوار إيجابيا بالضرورة , وهذا يستدعي منا مراجعة مسألة الحوار وأثره في الحياة الزوجية بشكل خاص .
إن الاختلاف في وجهات النظر وتقدير الأشياء والحكم عليها ، أمر فطري طبيعي وله علاقة بالفروق الفردية إلى حد كبير ، إذ يستحيل بناء الحياة ، وقيام شبكة العلاقات الاجتماعية بين الناس ذوي القدرات المتساوية والنمطية المتطابقة ، إذ لا مجال – عندئذ – للتفاعل بين البشر . وقد يخطئ أحد الزوجان أو كلاهما حين يعتقد أن الحوار الآن سيحل كل الاختلافات ويوحد الرؤى للأبد بين الطرفين , ولهذا ينزعج حين يكتشف أن ثمة خلاف نشأ حول نفس الموضوع أو موضوع مشابه بعد فترة من الزمن , وأن الطرف الآخر يخطئ إذ لا يحقق كل توقعاته , ولا يتفق معه في كل أو معظم آرائه .
الأخت الفاضلة إذا كان خطيبك يتميز بشخصية متفتحة ولديه درجة من المرونة والتدين وعفيف اللسان فنحن ننصحك بإعادة النظر فى تقيمك للموقف وإعطاء الفرصة للحوار الهادئ  البناء وإعطاء الوقت للتقارب بدون خوف وقلق وندعو لك بحياة سعيدة مطمئنة منتجة وذرية صالحة بإذن الله

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة