السلام عليكم
انا يا أستاذي الفاضل في حيرة من أمري وحقيقي لا ادري ماذا افعل او من أين إبداء وكيف
انا من مصر وتزوجت من مرآة من أسرة طيبة وفي فترة الخطوبة التي امتدت عام وخلالها في بعض المواقف كانت تكون عصبية جدا بشكل ملحوظ، مثل ان تختلف مع احد إخوتها فتصب ناتج ما حدث بينهم علي بالخصام والزعل واختلاق المشاكل. المهم تخيلت ان هذه الأمور هي عارضة وستتلاشى مع العشرة والزمن.
وفي فترة حملها الأول الذي جاء بعد 4 سنوات وبعمليه حقن مجهري كانت في قمة الغضب والتوتر فتجاوزت كل الحدود التي قد يتحملها زوج اتجاهي واتجاه أهلي وكأنها تحاول ان تسقط هذا الطفل من كم الغضب العارم والنرفزة والتوتر وقلة الاكل وإحراجي أمام أهلي وكان عزائي الوحيد هو ان طبيب النساء قالي انها هذه حالة نفسية تمر بها ناتجة من الحمل!! فصبرت عليها على امل ان يغير المولود حياتها. وبعدها رزقنا الله الطفل الثاني ومازالت هي مثل ما هي عصبية المزاج تختلق المشاكل من اتفه الأسباب فحياتي انا أصبحت في جحيم يومي (دائما اسمع منها كلمات عدم القدرة على الصبر مثل "انا تعبت" --"مش قادرة " -- "تعبانه" --"يارب خدني وريحني" ولدرجة انها في إحدى المرات اتنرفزت (فقدت اعصابها) وقالت لابني الذي يبلغ من العمر 4 سنوات "حأقتلك" بهذا اللفظ). لا أنكر اني كنت احاول الهدوء والتعامل "ببرود كما تقول هي " حتى لا أثير المشاكل أمام أولادي" وفكرت عدة مرات في الانفصال لكن افكر في: ما هو ذنب اطفالي . المهم ان المشكله باتت في اني بدأت افقد صوابي فهي لا تهدا وتظل تستفزني حتى اذا فقدت اعصابي انا الاخر فبدأت اضرب واصرخ انا الأخر والمأساة ان اولادنا يروننا نتشاجر تقريبا كل يوم و من فترة بداْ ابنائي يسبوها ويشتموها شتائم قذرة لم اسمعها منها او من اي احد قريب وأصبحوا كذلك عصبيين المزاج فهم مرآت مايرونه صراخ كثيير وعنف ... ومنذ أشهر سافرت للعمل خارج البلاد وتركت زوجتي مع اولادي في حفظ الله ورعايته ولكن أصبحت مرعوبا على مستقل اولادي.
فاسئلكم النصيحة ماذا افعل وكيف أوجهها وأوجه أولادي من هنا وهي تبعد عني آلاف الكيلومترات.
اطلب منكم الدعاء والنصيحة في مشكله عمري. اثابكم الله
الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكر فيها ان زوجتك تعانى من العصبية الشديدة وحدوث نوبات غضب مما ادى الى مشاكل زوجية امام الاولاد واضطراب سلوكهم وتلفظهم بالفاظ نابية وخوفك على مستقبلهم
اخى العزيز الغضب كظاهرة نفسية هو أحد الانفعالات أو العواطف التي تعتبر إشارة أو دلالة على مواجهة الضغوط أو عوامل الإحباط في الحياة وعلى الرغم من عدم التشابه بين عاطفة الحب وبين الغضب إلا أن كليهما يفيد الإنسان لو أحسن التعبير عنه بأمانة وصراحة تامة في الوقت المناسب دون لبس أو غموض أو محاولة لتجاهل هذا الشعور أو الانفعال. ويكمن الخطر النفسي الناتج عن الغضب عندما يتراكم داخل النفس البشرية حيث ينتج عنه الأمراض والاضطرابات النفسية المختلفة وينتج عن هذه الاضطرابات تأثيرات جسمانية فيزداد استثارة الجهاز العصبي اللاإرادي وينتج عن ذلك الاضطرابات بالقلب والصدر مع اضطراب الهضم وزيادة حموضة المعدة وتقلص القولون (القولون العصبي) وكذلك الصداع العصبي الناتج عن التوتر النفسي.
وللتغلب على الغضب والتوتر ينصح بمراعاة هذه النصائح(منك ومن زوجتك):
- حاول دائماً أن تتعرف على الشعور والانفعال الأساسي وراء ظاهرة الغضب لديك مثل الخوف أو الألم أو عوامل الإحباط والتوتر والقلق.
- أن تشعر بالألم أو الإحباط أو الخوف معناه إنك إنسان له أحاسيس وهذا ليس عيباً فيك أو عجزاً منك لذلك - حاول أن تعبر عن هذا الشعور وتشرحه بالكلام كلما سنحت لك الفرصة لذلك.
- يجب أن تعلم وتؤمن بأن الغضب هو إحدى الوسائل التي يعبر بها الفرد عن احتياجاته وطلباته ولكنها ليست الوسيلة الوحيدة أو المثالية لهذا فعليك أن تلتمس بعض العذر لمن يغضب أمامك وتحاول مساعدته.
- بدلاً من أن تعتبر من يغضب أمامك يحاول إيذاءك أو إلحاق الألم والضرر بك تذكر دائماً أنه يعبر بطريقة ما عن إحساسه بالإحباط والتوتر. وأن هذه هي طريقته التي تعود أن يستجيب بها لهذه الضغوط النفسية.
- حاول أن تستمع إلى عبارات الغضب من الشخص الذي أمامك بقدر المستطاع ولكن حاول معرفة ما وراء هذه الظاهرة من ألم أو إحباط وفشل.
- سلوك الغضب هو سلوك فردي يتعود عليه الإنسان ولكنه سلوك مكتسب وممكن التخلص منه بالتعلم والتدريب والإدارة.
- يمكنك توجيه زوجتك الى المشي مسافات طويلة أو أداء أي عمل يدوي خفيف عند شعورها بالغضب والتوتر ولكن يجب تجنب استعمال الآلات الخطرة أو قيادة السيارات لأن ذلك قد يعرضها لأخطار الحوادث أثناء ثورة الغضب.
- التدريبات العضلية يمكنها ان تخفف كثيراً من حدة التوتر الداخلي لدى الفرد والذي يسبب الغضب والثورة.
- تنازل أحياناً عن إصرارك واعتقادك بأنك على صواب وأن الخطأ هو خطأ الآخرين، تذكر بهدوء أنك قد تكون مخطئاً وأن إحساسك بهذا الخطأ لن يقلل من شأنك وأن اعترافك أمام الآخرين قد يزيد من منزلتك ويرفع من قدرك لديهم.
وقد وصانا القرآن الكريم إلى التحكم في انفعال الغضب فحينما يغضب الإنسان يتعطل تفكيره وبفقد قدرته على إصدار الأحكام الصحيحة ويحدث أن تفرز الغدتان الكظريتان هرمون الأدرينالين الذي يؤثر على الكبد ويجعل الإنسان أكثر استعداد وتهيؤاً للاعتداد البدني على من يثير غضبه. ولذا كان التحكم في انفعال الغضب مفيداً فهو يساعد على أن يحتفظ الإنسان بقدرته على التفكير السليم وإصدار الأحكام الصحيحة وكذلك يحتفظ الإنسان باتزانه البدني فلا ينتابه التوتر البدني ويتجنب الاندفاع ويؤدي إلى كسب صداقة الناس ويساعد على حسن العلاقات الإنسانية بوجه عام.
"ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" (فصلت: 34)