
إن هناك علاقة أصلية بين التدخين والإدمان فيندر أن تجد مدمنا لا يدخن . وفى عملي في هذا الميدان كانت السيجارة دائما مع المدمن حتى وهو يحاول أن يأتى للعلاج طواعية إلا أنه كان يصر على التدخين وقد حاولنا بيان مشاكل التدخين بشتى الوسائل حتى يستجيب هؤلاء المرضى لمحاولتنا ولكن بدون فائدة تذكر خاصة عند المدخنين الذين مرضوا بالإدمان وكنت ألاحظ أن أقسام الإدمان ينبعث منها رائحة التبغ والقطران المحروق وينطبق على هذا الوضع قول المولى عز وجل :
( سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار )
وبتقييم نتائج علاج مرضى الإدمان كانت النكسات تزداد بين كثيرى التدخين الذين كان معظمهم ينطوى على نفسه ويستغرق فى سرحانه وأحلامه إبان تدخينه وحاولنا كثيرا لوقف التدخين بين هؤلاء المرضى التعساء " مرضى الإدمان " .
وفى البداية كان النصح ومحاولة الإقناع وكانت النتيجة لا تذكر ، والذين وافقوا كان أكثرهم من المدخنين حديثا . ثم قررنا وضع أسرة المدخنين بعيدا عن أسرة غير المدخنين لزيادة التركيز على علاجهم النفسي وكانت النتائج سلبية .
وتبين أن الذين كان آبائهم أو أصدقائهم يدخنون هم الذين صعب وقفهم عن التدخين وصعب كذلك التأثير على المرضى الذين انتكست حالاتهم بعد العلاج وكانوا جميعا من أسر ينتشر بينهم التدخين . وعقدت جلسات نفسية مع هذه الأسر لمساعدتهم للتوقف عن التدخين واستجابت نسبة ضئيلة وتم تأهيل الفئات التى استجابت من المرضى وذويهم وشحنت طاقاتهم لأهمية قيامهم بدور مؤثر على إدمان التدخين وعلى أهمية طاقة المواجهة الفردية والجماعية ووقف معهم هيئة التمريض والعلاج بالمستشفى وتبين أن هذه الطاقة الجديدة ذات اثر يذكر في مساعدة المدخنين الذين وقفوا حيارى بين الرغبة في التدخين أو الإقلاع عنة .
وقام المسجد بدورة في تزويد مجتمع المستشفى بالحقائق حول التدخين و نظرة الدين إلية و ازدادت أعداد الذين وقفوا طواعية فى التحصين ضد الإدمان وتقوية الارادة والتحدى للضعف الناتج من عملية الإدمان على التدخين .
واجمع الفريق العلاجى على أهمية المنع التام للتدخين بالمستشفى بين جميع العاملين والأهالي والزوار وكل من يدخل المستشفى من المرضى للعلاج وعقدت عدة اجتماعات :
اجتماع للفريق العلاجي الذى وافق على الخطة.
اجتماع مع المشرفين والعاملين جميعا .
اجتماع مع الأهالي لاعلامهم بسياسة الوقف الكامل.
وبعد اجتماع لجميع المرضى يوم الجمعة تحدث مدير المستشفى حديثا نفسيا عن دور الجماعة فى زيادة طاقة الارادة والتحدى أعلن النظام الجديد على مجتمع المستشفى وبين الفوائد التى سوف يجنيها المرضى جسمانيا ونفسيا واجتماعيا وتم تنفيذ الخطة بكل دقة ومراقبة كاملة .
وفى مساء ذلك اليوم اضرب عن الطعام مرضى الإدمان الذين لم يتمكنوا بإرادتهم عن التوقف عن التدخين وعقدت معهم جلسات وتوقفوا عن الإضراب وبذل النزلاء المدربين جهدا مشكورا فى هذا المجال .
وقام مدير المستشفى بالمرور عدة مرات على أقسام المستشفى ومعه الفريق العلاجي ووزعت الحلوى على المرضى كبديل للتوقف..وانتهى اليوم الأول دون مشاكل .
وفى صباح اليوم الثانى كان الفريق العلاجي قد حضر مبكرا لمواجهة القلق والاندفاع الذى ربما يبدر من بعضهم . وتعاطف بعض الآباء والأمهات مع أبنائهم الذين كانوا يدخنون قبلا بشراهة بعد مقابلاتهم مع الفريق العلاجي .
وقامت المستشفى بترتيب زيارات خارجية واجتماعات ترفيهية على المشتركين وتوزيع الحوافز على المتفوقين مما ساعد على نقص القلق .
وفى اليوم الثالث كان هذا المجتمع من عاملين ومرضى قد تهيأ لقبول هذا الاتجاه الجديد وارتفعت شهية المرضى للغذاء وظهر عليهم نضرة الاطمئنان .
وبعد عشرة أيام كانت الخطة قد نجحت وسار البرنامج اليومى فى طريقه الجديد بعد أن توقف جميع المدخنين عن التدخين .
إن طاقة الجماعة واقناع الشاب لأخيه الشاب المدخن بفوائد التوقف عن التدخين كان له احسن الأثر فى نجاح الخطة وكان هؤلاء الشباب يساعدون فى الإبلاغ المبكر للسلبيات ونالوا شكر المستشفى على خدماتهم .
واعتقد تماما انه قد جاء الوقت المناسب والذى تأخر كثيرا لاشراك المشرفين على المؤسسات جميعا لتنفيذ خططا مدروسة لوقف التدخين بين العاملين بها.
وهذا نداء لمزيد من التطوع ومزيد من نشر الحقائق حول إدمان التدخين فهو أول خطوه للإدمان والتوقف عنه سيساعد كثيرا على نجاح خطط علاج الإدمان بأنواعه المختلفة والحفاظ على الصحة البدنية والنفسية .
والله الموفق ..
" كلمة التوحيد " عنوان الإسلام تلك الكلمة التى تجمع بين النفى والإثبات ، حيث نفت الألوهية عن كل ما سوى الله وأثبتت الألوهية لله وحده . تلك الكلمة التى بعث الله بها الرسل والنبيين إلى البشر وأنزل الكتب حيث قال على لسان نوح وهو أول رسول يبعث إلى أهل الأرض وهم يعبدون الأصنام ( يا قوم أعبدوا الله ما لكم من اله غيره ) الأعراف آية 59 ، ( وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم أعبدوا الله ما لكم من اله غيره ) الأعراف آية 73 ، هود آيه 61 ، ( والى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ) الأعراف آية 85 ، هود آية 84 ، ( والى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ) هود آية 50 .
وكلمة التوحيد هى الكلمة الفارقة بين الإيمان والكفر ، وبين أهل السعادة وأهل الشقاء ، وهى الأساس الذى تبنى عليه كل الأعمال الصالحة مصداقا لقوله تعالى ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ) الفرقان آية 23 . وفى مقابل ذلك نجد أن الله تبارك وتعالى وعدنا ووعده حق حين قال : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) النساء آية 48 ، وذلك لأنه سبحانه وتعالى وصف الشرك بقوله :
( إن الشرك لظلم عظيم ) لقمان آية 13 .
وهذا ما أكده رسولنا الكريم :حين قال : "الظلم ثلاثة ، فظلم لا يغفره الله ، وظلم يغفره الله وظلم لا يترك الله منه شيئا" ، فأما الظلم الذى لا يغفره الله الشرك ، وأما الظلم الذى يغفره الله فظلم العباد لأنفسهم فيما بينهم وبين ربهم ، وأما الظلم الذى لا يترك الله منه شيئا ظلم العباد بعضهم لبعض .. رواه الشيخان ، وإذا ما تساءلنا لماذا لا يغفر الله الشرك ؟ تكون الإجابة أنه لو غفر الشرك بتعدد الآلهة وما يصاحبه من تأثير سيئ على نفسية البشر لتضاربت الأوامر والتكاليف مع بعضها البعض ، فمن رحمته (أنه لا اله إلا هو ) تلك الرحمة آلتي تجلت في غفرانه جميع الذنوب جليلتا ودقيقها ما دمنا لا نشرك به … ولماذا لا يترك الله شيئا من ظلم العباد بعضهم بعضا ؟ لأنه عادل ولو سمح بظلم العباد بعضهم لبعض لفسدت الأرض ولعدل الناس عن عبادتهم إياه ، فاحترام الله لحقوق العباد وتجاوزه عن الحقوق التى بينهم وبينه ، يعد فى حد ذاته إعلاء من شأن إنسانية الإنسان والسمو بها وهذا فى حد ذاته يريح النفوس وخاصة من شعر أنه ظلم .. فلا يأس ولا حزن ما دام الله يقف فى صف المظلوم . وتتجلى رحمة الله وعفوه ومغفرته فى الكثير من الآيات التى تضئ طريق التوبة أمام العصاة وتطمئن نفوسهم إلى أن الله واسع المغفرة والعفو ..
ويحضرنا فى هذا المقام قصة قاتل حمزة عم النبي :حين جاءه وقال له يا رسول الله أشركت بالله وقتلت النفس التى حرم الله وزنيت هل لي من توبة ؟ فنزلت الآية : ( الذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما ، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ، إلا من تاب وأمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ) الفرقان آية 68 إلى 70 .. فقال : أرى شرطا : لعلى ممن لا يشاء فنزلت الآية " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم " الزمر 53 فقال نعم : الآن لا أرى شرطا فأسلم وهكذا نجد أن الإسلام يراعى الحالة النفسية التى اعترى العصاة ودائما يذكرهم الله بعفوه ومغفرته حتى تطمئن نفوسهم بل إن من آداب الإسلام وتعاليمه السامية التى تحافظ على نفسية الخاطئين إن العبد إذا أخطأ ثم اعترف بخطئه وتاب فلا نواجه اللوم له ولا نذكره بخطيئته حتى لا يدب اليأس فى نفسه وتتحطم نفسيته ألم يقل الله عز وجل " واللذان يأتيانها منكم فأذوهما فإن تاب وأصلحا فأعرضوا عنهما ، إن الله كان توابا رحيما " النساء 16 فإذا غفر الخالق ألا يغفر المخلوق ؟ وقد ورد عن رسول الله : فيما معناه انه قال من قدم اعتذارا لأخيه أو تأسف له ولم يقبل أسفه لم يرد على حوض . وهكذا نجد أن ديننا الحنيف يراعى الجوانب النفسية للبشر ويعمل على إراحتها وإرضائها .وعود على بدء ، نود أن نشير إلى أن كلمة لا اله إلا الله ليست كلمة تطلق باللسان فقط ولكنها اعتقاد قلبي وتصديق جازم بأنه لا اله إلا الله ولا نعبد إلا إياه ، وكفى بعبوديتنا لله عزا فالنفس طالما فى طاعة الله فهى عزيزة مطمئنة لأنه من رحمته أن جعلنا جميعا عبيدا له يتساوى فى هذا الغنى والفقير والقوى والضعيف ، وهذا فى حد ذاته شكل من أشكال الاطمئنان النفسى حيث تجد النفس كمال عزتها فى طاعة الله وذلها فى معصية الله دون اعتبار للمنصب أو الجاه غير ذلك من الأشياء الدنيوية ، وبذلك تتعرف النفس على قدرها من خلال حصر شامل يومى لكل ما تقوم به من أعمال وفرائض ، فطاعتنا لله يقابلها رضاه عنا أو كما قال الحسن البصرى " نحن فى نعمة لو علمها الملوك لحسدونا عليها ولقاتلونا عليها بالسيوف ،ألا برضا الله وطاعته بإخلاص فى كل الأعمال .
وهكذا فإن العبد إذا قال لا إله إلا الله مخلصا من قلبه ضمن الجنة شريطـه أن ينعكس ذلك على سلوكياته من خلال التعرف على أسماء الله وصفاته ، فإذا علم العبد أن من صفاته أنه " رزاق " فلا يطلب الرزق إلا من عند الله ، لا يتكل إلا على الله ، لا يعتصم إلا بالله ودائما يفوض أمره إلى الله ولا يخاف من قوله الحق لومة لائم ، بل يأخذ بأسباب الرزق فى الحياة المعيشية ويتوكل على الله بقلبه وليعلم تماما أنه إذا انقطعت الأسباب ، فإذا عاش العبد فى معية الله هدأت نفسه واطمأنت بتوكلها على الله وهذا فى حد ذاته يعصم العبد من الوقوع فى براثن الحيرة والتردد فى اتخاذ القرار وخوف المغامرة ، والخوف من المستقبل ، والخوف من الفقر وانقطاع أغوار الفوبيا أو المخاوف النفسية وفى وجود هذه المخاوف والتوترات يغيب عن العبد طمأنينة النفس التى يجدها فى قوله تعالى " ورزقكم من السماء وما توعدون " الذاريات 22 .
والنفس إذا علمت أن من أسماء الله وصفاته أنه " قادر وحليم " أي فى مقدوره أن يأخذنا بذنوبنا ويعاقبنا إلا أنه "حليم " لا يعجل لنا العقوبة فى الدنيا ، هدأت النفس استيقظت من غفلتها لتراجع حساباتها ومدى تقصيرها فى أداء الفرائض عندئذ تنمو لديها قدرات نفسية هائلة تدفعها إلى الأعمال الصالحة طالما أن باب التوبة مفتوح وأن الحليم لم يجعل لها العقوبة بل أن الله من صفاته أنه " يحول بين المرء وقلبه" والنفس بطبيعتها دائما تتمنى أشياء كثيرة وتريد أن يجعل الله لها ما تريد ( زواج ، تجارة ،سفر ...) إلا أن الله يعلم أن فى قضاء هذه الحاجة هلاك العبد أو فساد دينه فينظر الله لملائكته ويقول يا ملائكتى إن يسرت له حاجته أدخلته النار ، اصرفوا هذا عن عبدى ، في جعل الله فشل هذا الأمر الذى يريده العبد على يد شخص يسعى لإفساد هذا الأمر ربما بكلمة ، فيظل العبد يتطير ويتشاءم ويقول لولا فلان لتم هذا الأمر وليس السبب فى هذا وذاك ولكنه فضل من الله . وهكذا إذا تعرف العبد على معنى هذا الدعاء لطابت نفسه وهدأت واطمأنت إلى قدر الله ولعلمت أن ما أصابها لم يكن ليخطئها وما أخطأها لم يكن ليصيبها ، وهكذا تجد النفس طمأنينتها وراحتها فى معية الله ومع كلمة التوحيد .
ويحدث هذا النوع من الأمراض النفسية وخصوصا اكتئاب سن القعود أو سن اليأس أو ما بعد انقطاع الطمث عند النساء أكثر منه عند الرجال وسن حدوثه عند الرجال بعد الإحالة على المعاش أى عند سن الستين أو فى الخمسينات وتكون أسبابه هى الوحدة وأسباب بيولوجية وتدهور الكفاية الجنسية عند الرجل أو المرأة أو الشيخوخة والتقاعد .
ومن أهم أعراض الاكتئاب هو الانعزال عن المجتمع والشعور بالتوتر والضيق وفقدان الشهية وتصل إلى رفض الأكل وهذا يعنى أن هناك رغبة شديدة فى التخلص من النفس أو الموت وهو نوع من أنواع الانتحار غير المباشر الذى يؤدى إلى تدهور الحالة الصحية العامة والإصابة بالضعف والأمراض التى تؤدى إلى الوفاة وأيضا من الأعراض العضوية الشعور بالضعف العام والتأخر الحركى أو بطء الحركة ونقص الرغبة الجنسية والضعف الجنسى أو اضطراب الدورة الشهرية عند الإناث أو الانشغال بوظائف الجسم المختلفة والانشغال عن الصحة . ومراقبة حركات الجسم الإرادية والـلاإرادية ويصاحبه الخوف وهذا ما يسمى بالتوهم المرضى والشعور باليأس والأسى وانخفاض الروح المعنوية والإصابة بالأمراض الشديدة التى لا تتناسب مع الأسباب أيضا قد يكون هناك تقلب فى المزاج من المرح الشديد إلى الحزن الشديد بدون سبب واضح والسيولة فى المشاعر والانفعالات وذلك نتيجة لفقد القدرة على التحكم فيها والتحكم فى التصرفات المختلفة وفقدان الثقة بالنفس والشعور بالنقص والشعور بعدم القيمة وبعدم الأهمية وانه أصبح لا فائدة منه سيطر عليه التشاؤم وخيبة الأمل والرجوع إلى الماضى والتفكير فى الأفكار السوداء والأحزان والمشاكل الماضية والاعتقاد بأن الحياة قد انتهت ولا أمل فى الحياة أيضا لا أمل فى الشفاء والبكاء الشديد ومحاولات الانتحار والتخلص من الذات لإراحة الآخرين وقلة النوم وتقطعه والذي يتخلله الأحلام المزعجة والكوابيس ونقص الميول والاهتمامات والانسحاب من ملعب الحياة وإهمال المظهر العام والنظافة وحتى عدم الاهتمام بالأمور العادية بطأ التفكير وصعوبة التركيز والتردد وبطأ الكلام وانخفاض الصوت بالشعور بالذنب الذى ليس له أى أساس من الصحة واتهام الذات ولوم النفس وسيطرة الأفكار الانتحارية وتعظيم الأخطاء التى يرتكبها وخصوصا التى تدور حول الأمور الجنسية واضطراب الذاكرة وتذكر الماضى والنسيان الكثير وعدم القدرة على القيام بالعمليات الحسابية ونقص الإنتاج وقلـة التكيف الاجتماعى . وعدم القدرة على التمتع بالحياة ومن أهم وسائل علاج الاكتئاب هو العلاج الاجتماعي والعلاج النفسى التدعيمى وتخفيف التوتر والضغوط الاجتماعية وحل المشاكل الاجتماعية والصحة وعلاج الأسباب العضوية والعلاج الترفيهي والعلاج بالرحلات المنظمة وإشاعة جو من المرح والتفاؤل واهتمام أفراد الأسرة بالمريض وعدم تخسيسه بانعدام قيمته وإحساسه بضعفه بل بالعكس أنه خبرة ويشاورنه فى أمور حياتهم ويدينون له بالعرفان والجميل على ما أداه من عطاء كثير لهم وتقديم الهدايا له فى المناسبات التى تعبر عن هذا العرفان لما قدموه من خدمات وجهد ونصائح ورعاية فهذا يؤدى إلى رفع معنوياتهم كما أن الاكتئاب يعالج أيضا بواسطة العقاقير المضادة للاكتئاب خصوصا علاج الأعراض النفسية واهمها الأفكار الانتحارية وعدم النوم والحزن الشديد ورفض الطعام والإعراض عن الحياة والتشاؤم الزائد والوساوس الكثيرة وأيضا المخاوف المصاحبة له وقد نلجأ إلى العلاج بالصدمات الكهربائية عندما لا يكون هناك جدوى من العلاج النفسى أو العلاج بالأدوية .
رحم الله زمانا كنا نتوافق مع صحتنا النفسية والاجتماعية . فالإنسان المصرى فى حقبة الخمسينيات –على سبيل المثال –كان يأكل طعمه و يتناول شرابه فى أمن و أمان بدون وجود إشعاع أو تلوث أو حرمان ، كما يقوم بعمله وواجباته خير قيام ، بعيدا عن الصراعات و الحقد و الغيرة المهنية كما هو حادث الآن ، و يلتقى بأقاربه و أصدقاؤه و جيرانه و زملائه بشوش الوجه ، كريم النفس معهم . يجتمعون جميعا فى الأزمات و الملمات ، حريصين على العشرة فى جماعات ،ويحترمون القرابة و المودة و المواعيد و العلاقات ، و يتمسكون جميعا بأهداب دينهم ، متبعين تعاليم سنة نبيهم و قرآنهم . يعطف الكبير على الصغير ، وفى المواسم والأعياد تقام الولائم للعباد . ولم تكن هناك مسغبة أو مجاملة ، وإنما الكل من الجوع فى حصن ومناعة ولماذا يجوع أو يعانى من الأنين والكل فى مصرنا المحروسة من الآمنين ..
أخى القارىء .. أليست هذه هى فلسفة الصحة النفسية الإسلامية ؟ نعم هى كذلك برغم الفرق الكبير والبون الشاسع بين حاضرنا المعاش ، وذكريات الماضى القريب .. إنها الذكرى التى تهفو إليها نفسى وكيانى ، ويتمنى كل إنسان سوى أن تتجسد وتصبح واقعا ملموسا إذا خلصت النوايا وصار " الكل فى واحد " ، وبدأنا نعمل ونكافح فى مجتمعنا دون كلل أو ملل ، كجماعات النمل والنحل فى أعشاشها وخلاياها ، بعيدا عن الأحقاد والتواكلية والأنانية والتشرذم والشللية . ومن ثم نأخذ مكاننا كأمة مسلمة وسطية ، نشأت على الفطرة " فطرة الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله " وليس هذا على الله ببعيد .
و من المعلوم أن هناك هدفين للصحة النفسية- كعلم _ هدف وقائى وآخر علاجى ، ويستهدف الأول حماية الأفراد من العوامل النفسية والاجتماعية التى تؤدى إلى سوء التوافق الاجتماعي أو الدراسى أو المهنى أو الدينى ، وتكمن ركيزة هذا الهدف فى التوعية والفهم والنصيحة لمساعدة الأفراد على حل معظم ما يصادفهم من مشكلات حتى يتبينوا أبعادها ، ومن ثم يصبحون قادرين على حلها حلا جذريا .
والهدف الثانى وهو الهدف العلاجى ، يتخذ من ضروب وأنواع العلاج النفسى المختلفة طريقا لحل مشكلات سوء التوافق Mal- adjustment بشتى أبعاده . هذا وتستفيد الصحة النفسية من إنجازات فروع علم النفس النظرية والتطبيقية ولا سيما : علم نفس الطفل ، وعلم النفس الاجتماعى ، والطب النفسى ، وعلم النفس التربوى للتغلب على حل مشكلات سوء التوافق وعدم القدرة على إقامة علاقات اجتماعية سوية . وفى العشر سنوات الأخيرة رأينا هناك اتجاها جديدا فى علاج الاضطرابات والأمراض النفسية المعاصرة مثل الاكتئاب والقلق والوساوس والهلاوس والهزاءات وإدمان المسكرات والمخدرات ، ويكمن هذا الاتجاه فى ( التمسك بأهداب الدين ) وهذا يذكرنى بما كتبه " كارل يونج " عالم التحاليل النفسى الشهير يقول : " مارست العلاج النفسى ثلاثين عاما ، وتردد على عيادتى عشرات الآلاف من المرضى النفسيين ، وكنت ألاحظ الواحد منهم يتماثل للشفاء بمجرد أن يعود إلى حظيرة الدين " ما رأيك أخى المسلم ؟ فالحق ما قالت به الأعداء حيث إن " يونج " من مدرسة فرويد – اليهودي العقيدة – وعدو الدين ، وأن الدين فى نظره ما هو إلا " أحلام وأساطير ونوع من أنواع العصاب الاستحواذى الجمعى Collective Obsessional Neurosis والله من وراء القصد وهو الهادى إلى سواء السبيل .
أيها الأب ، أيتها الأم ، أنتما معا مسئولان عن إدمان هذا الصبى وتلك الفتاة ! نعم .. إنكما لا تقصدان ، ولكن يظل الاتهام موجها إليكما بالدرجة الأولى . تكون العلاقة واضحة وبديهية بين إدمان الأبناء وإدمان الأباء وتعاطيهم للمخدرات ، وتكون أقل وضوحا إذا كان الأبناء يتعاطون المخدرات فى حين أن الأباء يدخنون فقط ، ولكنها تكون غامضة ومثيرة للدهشة إذا كان الوالدان لا يتعاطيان أى مخدر ولا حتى يدخنان ، ومع ذلك ينحرف أحد الأولاد إلى التدخين ثم إلى تعاطى المخدرات ويصير مدمنا ! . فى هذه الحالة الأخيرة ،" لا نجد فى البيت سببا ظاهرا لإدمان الابن ، ولكن تعالى معى ننظر فى الداخل ، داخل البيت ، داخل العلاقات ، داخل النفوس . تجدها نفوسا ضعيفة ، وعلاقات هشة ، وبيتا واهنا " وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون " ( العنكبوت –41 ) . تجد البيت قد أسس على ( الاعتمادية ) على خير الله سبحانه وتعالى ، إن الاعتماد على الله يكسب الفرد استقلالا وإرادة وقوة ، فإذا واجه مشكلة أو عايش واقعا أليما ، فصبر جميل والله المستعان .أما أشخاص ذلك البيت – بيت العنكبوت – الآباء ومن بعدهم الأبناء ، فهم ضعاف يتسمون بالاعتمادية على غير الله ، دائما يبحثون عمن يحميهم ويعطيهم الأمان : أب ، أم ، زوج ، زوجة ، رئيس ، صديق ، إلخ يجرون وراء السند واسطة – واسطة بينهم و بين مرادهم ، يخافون السير وحدهم مستقلين ليس معهم إلا الله ، لأنهم لا يرون الله ، قد يكونون من المصلين ولكنهم عن صلاتهم ساهون ، هم دائما فى خوف غير مطمئنين ، ويصير الخوف رعبا فى مواقف الأزمات ، خاصة إذا غاب السند ، فويل لهم .
إن هيئة الصحة العالمية قد استبدلت بمصطلحي الإدمان والتعود معا مصطلح " الاعتماد " أى أن الاعتماد = التعود والإدمان ، والاعتماد هنا بمثابة دافع نفسى يتطلب التعاطي المستمر أو الدورى لمادة نفسية معين (مخدر ) لاستثارة المتعة أو لتحاشى المتاعب .
لعل الصحة النفسية قد باتت واضحة بين الآباء الضعاف – الاعتماديين – الذين يربون أولادهم على هذه الاعتمادية وبين التعاطى المستمر للمخدر والإدمان ينشأ الأولاد وهم يرون آباءهم ( القدوة الهشة ) فى حالة خوف وبحث دائم عن سند دنيوى يطمئنون به ، يلقنون أولادهم بأن المتعة فى المال " قال الذين يرون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتى قارون إنه لذو حظ عظيم " ( القصص –79) ويعلمونهم أن الأمان فى حماية سلطة " وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون " ( الشعراء –44) ، فى حين أن الحظ مع الصبر " وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم " ( فصلت –35) ، وأن الأمان مع الله " آلا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " ( يونس –62) .
وتؤدى تلك الأعتمادية النفسية المريضة بأصحابها إلى خوف مستمر وفقدان للشعور بمتعة الحياة وجمالها ، حياة مستمرة مع الألم ، يتخللها أحيانا طمأنينة كاذبة ، فإذا ما فقدوا السند الاجتماعى الباطل – المال أو السلطة – لسبب أو لآخر ، صار الخوف رعبا وذعرا ، فإذا طال الزمن هكذا ، بحثوا عن المخدر ، ففيه المتعة المؤقتة ، والغياب الخادع عن الواقع المؤلم ، ولكن حين يضيع أثر المخدر ، ويبصرون ، يجدون أن الواقع قد ذاد ألما ، وصارت المشكلة أصعب حلا ، فتزيد جرعة المخدر ، ويزيد الاعتماد ،ويكون السقوط بين خيوط العنكبوت.
أيها الآباء والأمهات ، علموا أولادكم الاعتماد على الله وحده والرضا بقضائه ، وأملأوا البيت سكينة ومودة ورحمة ، ابدأوا بأنفسكم وكونوا القدوة على طريق العزة النفسية "ولله العزة ورسوله والمؤمنين " .صدق الله العظيم
الأسرة هى وحدة المجتمع الأولى وهى الواسطة أو حلقة الوصل بين الفرد والمجتمع والأسرة هى الوسط الإنساني الأول الذى ينشأ فيه الطفل ويكتسب فى نطاقها أول الأساليب السلوكية التى تمكنه من التوافق مع المجتمع .
ويتميز الإنسان بأن له فترة طفولة طويلة وهذا يعنى أنه يعتمد على الكبار المحيطين به فترة أطول فى إشباع حاجاته الأولية بالقياس إلى الكائنات الأخرى ويعتمد الوليد فى بداية حياته على الأم اعتمادا كاملا فى توفير الطعام والدفء والراحة وسائر ألوان الرعاية مما يجعل الأم شخصا مميزا ولها مكانة خاصة لديه ثم ينتقل فى اعتماده وتفاعله من الأم إلى الآخرين من بقية أفراد الأسرة من والد وأخوة ثم تتسع دائرة معارفه إلى المجتمع الكبير ولكن يظل للأسرة وضع خاص باعتبارها البيئة التى تضع اللبنـات الأولى فى شخصيته وإذا كانت معيشة الطفل فى وسط اجتماعى إنساني دافئ فإنه يكتسب الصفة الإنسانية وأى وسط آخر غير الأسرة لا يستطيع أن يعوضها فالدراسات التى تناولت الحرمان من الأم أظهرت أن الأطفال الذين يتعرضون لهذا الموقف فى وقت مبكر يعانون من اضطرابات نفسية شديدة تدفع بالطفل إلى بذل المحاولات الدائمة لجذب اهتمام الآخرين والبحث القهرى عن الحب والعاطفة عند الآخرين بأى ثمن كما بينت الدراسات أن الحرمان المبكر من الأم يعوق تكوين الإحساس بالصدق فى الاخرين مما يدفع الطفل إلى الانزواء وعدم الاكتراث وعدم القدرة على إنشاء علاقات إنسانية متوازنة مع الآخرين وقد أوضحت الدراسات التى تمت على أطفال المؤسسات والملاجئ أن هؤلاء الأطفال يعتقدون أنهم أطفال غير مرغوب فيهم وقد ينمى لديهم هذا المفهوم عن ذواتهم اتجاهات عدوانية ضد الآخرين كرد فعل انتقامي وهذه الآثار الخطيرة الناتجة عن نقص الرعاية الأسرية بصفة عامة والرعاية الأمومية بصفة خاصة تعود إلى أن الأسرة تحيط بالطفل وتكسبه السلوك بطريقة أشبه بعملية التطبيع الفطرية وتبدأ أولى مراحل الرعاية للطفل أثناء فترات الحمل الأولى من النصائح التى يوجهها الأطباء إلى الأم أثناء الحمل أن تراعى الهدوء فى حياتها وان تتجنب الانفعالات والأزمات النفسية الشديدة تحدث تغيرات بيوكميائية فى الأم تنتقل عن طريق الدم إلى الطفل فإذا تكررت كان من شأن هذه التغيرات أن تترك بصماتها على التكوين النفسى للطفل لتجعله أكثر تعرضا للتأثير بالأحداث العادية التى تقع فى حياة الناس وتجعل استجابتهم لهذه الأحداث متسمة بالعنف فى اتجاه الخوف والقلق أو فى اتجاه الغضب والعدوان وبعد الولادة تنفصم وحدة الطفل العضوية مع أمه ولكنه يعيش لفترة غير قصيرة فيما يسمى وحدة نفسية معه حيث يحتاج احتياجا كاملا إلى رعاية أمه ويعتمد على هذه الرعاية اعتمادا تاما فى الحفاظ على حياته ثم يتحقق التقدم فى نموه الجسمى وفى التنبيه العام لحواسه وهى الوسيلة الأولى نحو النمو النفسى والطفل فى هذه المرحلة الحساسة يحتاج إلى الرعاية من أمه لا من أى شخص آخر حيث أنه ليس فى وسع أى شخص آخر غير الأم عن طريق ممارسة شعور الأمومة لديها تحقيق الطمأنينة لطفلها ومن المعروف أن الرضاعة الطبيعية هى الأداة الرئيسية التى توفر للطفل أولى الحاجات النفسية إلى الشعور بالطمأنينة فالطفل لا يأخذ من الرضاعة الطبيعية بكل ما فيها من دفء ولمسات حنان طعاما وحسب ولكنه يأخذ مع الطعام الشعور بالقبول والحب أى أنه مع الرضاعة الطبيعية يقتات التغذية بالحب والطمأنينة ولعل هذا يفسر لنا السبب فى أن اضطرابات الجهاز الهضمى دون وجود علة عضوية هى أكثر حالات الاضطرابات البدنية التى تصاحب القلق لدى الكبار ولكن إذا اقتضت الظروف أن يغذى الطفل صناعيا فلتكن التغذية الصناعية قريبة فى جوها من التغذية الطبيعية بقدر الإمكان من حيث إمساك الطفل بدفء وحنان ومن حيث الجو الهادىء الذى تجرى فيه والوقت الكافي الذى يخصص لها وهى كلها أمور من الواجب أن تتحقق لكى تصبح عملية التغذية متعة تشارك فيها الأم طفلها ولكى يكون عاملا من عوامل الاستقرار النفسى لدى الطفل .
أود أن أشكر جميع الأخوان والزملاء الذين شاركوا معنا فى حملة التوعية الصحية لمكافحة التدخين وعليه أقول وبالله التوفيق .
من أهداف التوعية الصحية نحو مكافحة التدخين :
1-مساعدتهم على ترك التدخين ودعمهم معنويا بجميع الوسائل الإعلامية المقروءة والمرئية والقنوات الهوائية وأيضا بنشاطاته الاجتماعية والتربوية والتعليمية والترفيهية والصحية .
2- القضاء على ظاهرة التدخين فى المناسبات والمحافل سواء لغرض التسلية والمناسبات الاجتماعية الأخرى كحفلات بالقدوة الحسنة .
3- تشجيع الشباب وجيل المستقبل على ترك عادة التدخين فى الأماكن العامة حفاظا على صحتهم وصحة الآخرين .
4- توعية الشباب بوضوح على أضرار التدخين على صحتهم ومصلحتهم .
5- حث المجتمع لكى يلعب دورا أكثر فاعلية نحو محاربة التدخين .
6- إيجاد فرص مناسبة لعرض الندوات واللقاءات والمحاضرات بمواضيع متعلقة بأضرار التدخين وعلى مدى السنة كاملة وكل ما يتيح الاستمرار والمداومة على ترك عادة التدخين بالمتابعة الفعالة المثمرة .
7- تحقيق أهداف الوطنية والتكامل الاجتماعي بالامتناع عن التدخين تدريجيا وبقوة الإرادة والنية الصادقة .
8-لا ننسى هنا دور القطاع الخاص نحو مشاركته نحو محاربته التدخين فى المحلات التجارية والأسواق الشعبية وغير ذلك بوضع اللوحات الإرشادية لهذا الغرض فى الأماكن المختلفة عند المداخل أو المنافذ وعند أبواب الخروج .
9- عمل أبحاث ودراسات علمية ونفسية واجتماعية نحو سلوكيات المدخنين للاستفادة منها مستقبلا .
10- أخيرا لا للتدخين .. ونعم للصحة .
11-وفى الختام أرجو من الله العلى القدير أن يوفقنا جميعا فى الأسرة الطبية لخدمة الوطن والمواطن .. والى اللقاء .
إن التوتر والقلق هى ردود أفعال طبيعية لأي شئ يهدد أمننا أو هدوءنا أو سعادتنا .ويمكن للحوادث والعنف والمشاكل المادية ومشاكل العمل أو النزاعات العائلية أن تسبب القلق والتوتر .
ولكننا نشعر أحيانا بالتوتر والقلق رغم عدم وجود خطر يهددنا فنشعر بالإجهاد والتوتر ولا نستطيع أن نفكر بالمنطق ولا أن نتحكم فى شعورنا كما يحدث فى الأحوال الطبيعية . فعندما يتكرر حدوث الاضطرابات العاطفية وتسبب لنا قلقا شديدا ولا تنتهى بعد فترة من الوقت فإن هذا الوضع هو الذى يجب أن يلقى اهتمامنا.
وفيما يلى مجموعة من التصرفات التى يمكن القيام بها لمساعدتك على التعامل مع التوتر وتذكر وأنت تقرأها أن النجاح أن النجاح لا يأتى إلا بالتصميم والمتابعة ومع الوقت . وتذكر أيضا أنه فى الأمور التى تتعلق بصحتك فإن طبيبك هو خير مرشد لك ،وعليك أن تنفذ تعليماته بعناية .
تحدث عنه :عندما يقلقك أى شىء تحدث عنه ولا تكتمه وبح به لشخص تثق فيه كالزوج أو الزوجة أو الوالدة أو صديق أو رجل الدين أو لطبيب العائلة ذلك لأن الحديث عن هذه الأشياء يساعد على تخفيفها وتخفيف التوتر ويساعدك على أن ترى ما يقلقك بصورة أوضح وغالبا ما يجعلك تدرك ما تستطيع أن تقوم به بخصوصه .
ابتعد لفترة من الوقت
عندما تسوء الأمور فمن الأفضل فى كثير من الأحوال أن تبتعد عن المشكلة لبعض الوقت وتنشغل بفيلم أو كتاب أو مجلة أو رحلة قصيرة لتغيير الجو .أما بقاؤك على حالك وأنت تعانى فهو نوع من معاقبة النفس كما أنه لا يحتمل أن يؤدى إلى حل المشكلة .فمن الناحية الواقعية والصحيحة لابد لك أن تبتعد (تهرب) لفترة من الوقت لكى تستعيد أنفاسك واتزانك .ولكن لابد لك أن تكون مستعدا لأن تعود وتعالج مشكلتك عندما تكون أكثر اتزانا وتماسكا وعندما تكون أنت وغيرك من المشتركين فى المشكلة فى وضع أحسن من الناحية العاطفية والنفسية بحيث يمكنكم من معالجتها.
قم ببعض الأعمال أثناء شعورك بالغضب
إذا رأيت نفسك تظهر الغضب كسلوك عام فعليك أن تتذكر أن الغضب ربما يعطيك إحساسا مؤقتا بأنك على حق أو يعطيك الإحساس بالقوة أو السلطة إلا أنه يجعلك تشعر بالحماقة أو تبدو كالأحمق . فإذا شعرت أنك تظهر غضبك على شخص أثارك فحاول أن تكبح مشاعرك وانتظر للغد وفى نفس الوقت أفعل شيئا بناء يستنفذ هذه الطاقة الزائدة بمزاولة أى نشاط بدنى كممارسة الرياضة أو المشى أو القيام ببعض أعمال النجارة أو بعض الأعمال اليدوية الأخرى أو أستنفذ هذه الطاقة فى إحدى الرياضات المنشطة أو السير لمسافة طويلة .
إن إخراج الغضب خارج نفسك والهدوء لمدة يوم أو أكثر سيجعلك أكثر استعدادا للتعامل مع مشكلتك بطريقة بناءة وبذكاء .
تنازل أحيانا
إذا وجدت نفسك تدخل فى كثير من المشاحنات مع الناس وانك تشعر بالتحدى والعناد تذكر أن الأطفال الذين يشعرون بالإحباط يفعلون ذلك . ولكن إذا تمسكت برأيك فمن الممكن أن تكون مخطئا . وحتى إذا كنت على صواب فمن الأفضل لجهازك العصبي أن تتنازل أحيانا وإذا تنازلت فسوف تجد أن الآخرين يتنازلون كذلك . وإذا استطعت أن تفعل ذلك فان النتيجة هى الراحة من التوتر والوصول إلى حل عملى والإحساس بالرضاء والنضج .
افعل شيئا واحدا كل مرة
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من التوتر فإن العمل اليومى العادى قد يبدو ثقيلا جدا . ويبدو الحمل ثقيلا جدا لدرجة أنك لا تستطيع أن تحمل نفسك على معالجة الشىء الذى يحتاج أن يؤدى قبل غيره . وعندما يحدث هذا فتذكر أن هذا الإحساس إنما هو إحساس مؤقت وأنك تستطيع التغلب عليه . وأحسن طريقة لذلك هى أن تختار الأعمال الأكثر ضرورة وتشغل نفسك بها على أن تأخذها واحدا بعد الآخر بحيث تنسى الأعمال الأخرى مؤقتا . وعندما تنجح فى تنفيذ واحدا منها فستجد أن باقى الأعمال سهلة ومتيسرة . وإذا شعرت أنك لا تستطيع معالجة الأمور بهذه الطريقة المعقولة فاسأل نفسك هذا السؤال : هل أنت متأكد أنك لا تبالغ فى تقدير أهمية الكثير من الأشياء التى عليك أن تقوم بها .
لا تتطلب الكمال
يتوقع بعض الأشخاص الكمال أكثر من اللازم من أنفسهم ويدخلون فى حالة دائمة من القلق لأنهم يعتقدون أنهم لا ينجزون ما يجب أن ينجزوه فهم يحاولون الوصول إلى الكمال فى كل شىء .لا شك أن الوصول إلى مستويات رفيعة شىء يستحق التقدير ولكن ذلك يعتبر دعوة مفتوحة للفشل إذا كانت فيه مبالغة فلا أحد يستطيع أن يكون كاملا فى كل شىء فعليك أولا أن تحدد الأشياء التى تجيد عملها ثم ابذل فيها كل جهدك وستجد أنها هى الأشياء التى تحب أن تؤديها أكثر من غيرها وبالتالى تصبح هى الأشياء التى ترضيك . ولكن إذا كان عليك أن تعمل أشياء لا تجيدها فأعطها أكبر جهد ممكن لكن لا تلم نفسك إذا كانت النتيجة اقل مما تتوقع . لابد أن تشعر بالرضا عن نفسك للأشياء التى تجيد عملها ولكن لا تضع لنفسك أهدافا مستحيلة التنفيذ لكل شئ تريد عمله .
لا تكن ناقدا لاذعا
يتوقع بعض الناس كثيرا من الآخرين ويشعرون بالإحباط وخيبة الأمل عندما يفشل شخص آخر فى الوصول إلى المستوى الذى يريدونه، إن هذا (الشخص الآخر ) قد يكون زوجه أو زوجا أو طفلا تحاول أنت أن تضعه فى مستوى حددته أنت له بل وربما تحاول أنت أن تصنعه فى قالب يناسبك . ولكن يجب أن تتذكر أن لكل شخص مزاياه وعيوبه وقيمه وله الحق أن يعيش كانسان .إن الأشخاص الذين يشعرون أن أقاربهم قد تخلوا عنهم بسبب عيوبهم ( حقيقية أو خيالية ) هم فى الحقيقة قد تخلوا عن أنفسهم وبدلا من البحث عن عيوب الآخرين ابحث عن مميزاتهم وساعدهم على تحسينها وسوف يحقق لك هذا الاتجاه الرضى كما انه سيساعدك على تحقيق فهم احسن لشخصيته .
ضع خطة للترفيه عن نفسك
يندمج بعض الناس فى العمل لدرجة كبيرة بحيث لا يعطون أنفسهم وقتا للترفيه عن أنفسهم وهو الترفيه اللازم للصحة العقلية والجسمية . إنهم يجدون صعوبة فى الاسترخاء . وإذا كان هذا الوضع ينطبق عليك فقد يساعدك أن تطبق نظاما معينا لترفيه بأن تحدد لنفسك ساعات تستطيع فيها أن تزاول بعض النشاط الخارجى وابحث لك عن هواية تستطيع أن تندمج فيها تماما وباستمتاع وعندما تفعل ذلك ابذل جهدا إيجابيا لكى تنسى كل شىء عن عملك . وإذا استطعت أن تفعل ذلك فستجد أنك قد رجعت إلى تحمل مسئولياتك بحماس متجدد ونشاط.
تذكر أن القلق عندما يسيطر علي الإنسان وتظهر معه أعراض جسمانية فعليك باستشارة الطبيب ولا تستعمل عقاقير مطمئنة بدون استشارة ولا تكرر الدواء إلا إذا أخذت رأى الطبيب ولا تستعمل عقاقير يصفها أصدقاء فإن خطر الاعتماد عليها أكبر من خطر القلق فكن حذرا فالعقاقير هى علاج ناجح عندما تأخذ بحرص .
إن تحل بنا مصائب .. أن تهطل علينا المشاكل كهطول المطر ، أن يعترينا اكتئاب أو يسيطر علينا هم . . أن نفقد إنسانا نعزه أو نحبه أو نقدره .. أن نمر بضائقة تجعل الدنيا سوادا أمام أنظارنا ،أن يفاجئنا بالغدر صديق لم نكن نتوقع منه سوى الخير ، مثل هذه الأمور التى تمر عبر مراحل حياتنا تظل تتكدس وتتراكم وتتحول إلى أشواك حادة تجرح قلوبنا ، أو تتسبب فى طبقات من الصدأ الذى يثقل على أرواحنا ومشاعرنا .. فكيف نتخلص من الأشواك الحادة ؟ وكيف نزيح عن أرواحنا ما كساها من الصدأ ؟
ليس من ملجأ يريحنا ويخفف عنا أوجاعنا إلا الدموع ، الدموع ولا شىء سوى الدموع .. أنها وقتها تسيل على خدودنا ، لكنها فى نفس الوقت تغسل أعماقنا ونفوسنا مما يكون عالقا وملتصقا بها ..بهذا المعنى يصبح البكاء ملاذا لنا ، يهبنا الراحة التى ضيعها ما مررنا به من تجارب أو مواقف مؤلمة ، ويعيد لنا الاطمئنان الذى كنا قد فقدناه نتيجة ما مررنا به .
البكاء ليس ضارا أبدا ، أنه مفيد لكل الذين عصفت بهم المحن وأغرقتهم الشدائد والفجائع بسيولها ، البكاء مفيد للأطفال والكبار .. للرجال والنساء .. للأغنياء والفقراء .. لكل من يعانى من ألم بنوعيه سواء كان ألما جسديا أو نفسيا لكل من الذين عصفت بهم المحن كما قلت .
ورغم أن البكاء مفيد فإننا تعودنا فى مجتمعاتنا الشرقية والعربية على عدم تقبل البكاء من الرجال ، حيث تقترن الدموع فى أذهان الكثير بالنساء وحدهن وكأنه لا حق للرجال فى أن يبكوا حتى يغسلوا أعماقهم ونفوسهم مما علق وألتصق بها .
وهناك من يسخرون من دموع النساء ذاتها ، ويرون أنها وسيلة من الوسائل للتغلب على الرجال من خلال إظهار إمارات الضعف الأنثوى ، وهناك أيضا من يستهزئون قائلين أن دموع المرأة التى تبكى ليست إلا دموع تماسيح .
بعيدا عن السخرية والاستهزاء ، فإن العلم يؤكد أن الغدد الدمعية لدى المرأة بحكم تكوينها أكثر إدرارا للدموع من الغدد الدمعية لدى الرجال .. وإذا كنت قد ذكرت من قبل أن البكاء مفيد وأن الفائدة معنوية ، حيث تحقق للنفس البشرية التوازن الذى كان مختلا بفعل ما تلقته من صدمات ، فإن دراسات عديدة أثبتت أن البكاء مفيد من زاوية أخرى فيما يتعلق بالمرأة حيث أكدت الدراسات أن الرجل أكثر عرضة لأمراض القلب وتصلب الشرايين من المرأة ، لأن الرجال فى الغالب الأعم لا يمارسون حقهم فى البكاء إذا كان هناك ما يدعو إليه ، وهنا تصبح دموع المرأة بمثابة درع واق من بعض الأمراض التى تنقض على الرجال .
هنا أقول .. على الرجل أن يزيح عنه خجله من البكاء ، لأن الدموع لن تجعله يخسر شيئا أكثر مما خسره بفعل الصدمات التى واجهها ، بل على العكس فإن دموعه قد تمنحه الإحساس بالراحة والاطمئنان اللذين قد ضاعا أو تقلصا بعيدا فى أعماقه .
ورغم أنى أدعو الجميع .. الرجل والمرأة إلى البكاء إذا دعت الحاجة ، ورغم إيماني بأن البكاء مفيد للإنسان .. فإننى لا أدعو كما قد يظن البعض إلى البكاء من أجل البكاء فى حد ذاته ، ولكنى بالطبع أدعو إلى البكاء الذى نسترد فى أعقابه إحساسنا بالاطمئنان الذى كنا قد فقدناه
سيكولوجية الغيرة
إنه من العسير أن يعترف إنسان ما بأنه غيور ، فالغيرة شعور لا ينظر إليه أحد بارتياح حتى ولو كانت فى حدود المعقول والمقبول ومع ذلك فهى ليست دائما شعورا سلبيا طالما لم يصاحبها رغبة فى الإيذاء والحقد أو الكراهية أو ربما الجريمة :
*فالغيرة فى العمل قد تكون حافزا على المنافسة الشريفة والإجادة .
*وفى الحب والعاطفة يقولون إنها مطلوبة وضرورية طالما هى هادئة وعاقلة .. وكم تغنى لها الشعراء وأنه لا حب بلا غيرة ، لأننا عندما نحب نخاف أن نفقد الشخص الذى نحبه ، ويصفها البعض بأنها ( البهارات ) ويصفها البعض الآخر بأنها سم قاتل فالغيرة أحيانا تقوى العلاقة وأحيانا أخرى تدمر إذا تجاوزت الحد ، والبعض يكون أكثر ميلا للغيرة بطبيعته على البعض الآخر . بل إن نفس الشخص قد يكون غيورا فى موقف ما وغير غيور فى مواقف أخرى ، وفى الحقيقة لابد أن نعترف بأنه ليس منا من هو كامل التكيف وشعورنا بها من حين لآخر عادى وطبيعى وكلنا جميعا عرضة للشعور بالغيرة بقدر ما .
الغيرة الطبيعية وحدودها
حينما تزيد مشاعر الغيرة لدى شخص ما فليس ذلك معناه أنه مريض ، وأن غيرته أصبحت مشكلة ، فقد تسيطر علي الشخص فى بعض المواقف مشاعر الغيرة وبشكل زائد ، كما أن مشاعر الغيرة قد تؤثر تأثيرا سلبيا على حياة الشخص الغيور ، ولا ننسى أن حياتنا الاجتماعية المضغوطة ترهقنا إلى الحد الذى نفقد الشعور فيه بالسيطرة على انفعالاتنا ، وقد تجعلنا نغار بشكل زائد لأننا فى هذه الأوقات نحتاج لاهتمام أكثر من الشخص الذى نحبه فنريد أن نحتمى به فى أوقات الأزمات ولو عن طريق الغيرة .
لكى تكون حياتك طبيعية : قليل من الغيرة ومزيد من الحب
مظاهر الغيرة وديناميكيتها
إن مظاهر الغيرة هى مزيج من القلق والخوف والتوتر والضيق ، والغيرة تظهر فى السلوك ولا يعبر عنها مباشرة بالكلمات ومن المؤسف أن نتصور أن الغيرة مظهر للحب القوى الجامح ، فالحقيقة أن الحب ما لم يكن راسخا فهو لا يستطيع الصمود فى وجهها لأن الغيرة تنبع من الشعور بالاحتقار ، ولعل أهم ما وصلت إليه أبحاث علماء الطب النفسى وعلم النفس من نتائج هو أن الأطفال الذين يعانون من عدم الاستقرار والحرمان من العطف يكونون أكثر عرضة للغيرة فى رجولتهم من أولئك الذين أحيطوا بالمحبة من كل جانب ، والتسامح والتفاهم من جانب الآباء فى تربيتهم لأطفالهم من شأنه أن يحد كثيرا من استعداد أولئك الأطفال من الشعور بالغيرة فى مستقبلهم والإنسان الغيور يحمل بعض ملامح الشخصية الاضطهادية والتى لديها حساسية زائدة فيجسم الأمور ويبالغ فيها ويحمل الأشياء والكلمات والمواقف معانى بعيدة عن الحقيقة .
(إعصار الغيرة المرضية يقتلع ويدمر ويهلك )
ولا ننسى دور وسائل الإعلام مسموعة ومرئية من أفلام ومسلسلات محورها الأساسى المشاهد المتعلقة بالغيرة
فنشاهد الزوجة وزوجها يعانى من غيرتها المرضية والحمقاء ( والعكس صحيح ) ، وتتشابك خيوط العمل الدرامى مما تدفع الزوج لأفعال متهورة وحب آخر وطلاق فى نهاية المطاف مما يثبت هذا الجانب السلبى المدمر لمشاعر الغيرة بين الأزواج . كما قد تكون غيرة الشخص مظهرا من مظاهر قلقه على وظيفته ومستقبله ومعظم الغيورين من الناس يعانون من الشعور بالدونية وعدم الثقة بالنفس فى أعماقهم هذا بالرغم مما يحاولونه من تمويه بالتظاهر والأنانية البالغة وقد يدفع بهم حرصهم على كتمان سرهم إلى الغيرة الشديدة التى قد تصل إلى حد العنف والعدوان .
ملامح الغيرة المرضية وأبعادها
عندما نتحدث عن الغيرة المرضية نقول أنها الغيرة التى تخرج عن نطاق السواء النفسى ، وتستحيل معها الحياة فى هدوء وطمأنينة ، فالغيرة المرضية هى لهيب يحرق كل شيء وينزع الحب وتقضى على الثقة وتنتهى بغرس بذور الكراهية ، والشخص المصاب بالغيرة المرضية تسيطر عليه مشاعر النرجسية وحب الذات ، إذ يريد أن يكون محور انتباه واهتمام الشخص الآخر إن أمكن كل الوقت كما أن الشخص المصاب بالغيرة المرضية يتجاهل الأدوار المختلفة للشريك الآخر حيث أن لكل شخص فى حياته أدوارا متعددة يقوم بها ، حيث أن ظروف مجتمعنا الحالى تستدعى وجود علاقات مهنية فى العمل أو خارجه من هنا تبدأ ظهور المشاكل والمآسى والانهيارات ، فالغيرة المرضية ما هى إلا هذاءات أو ضلالات راسخة داخل الشخص يؤمن بها إيمانا مطلقا ، ولا يمكن مناقشة أدلته الضعيفة الغير مرتبطة بالموضوع وغير دالة على أى شئ ، ولكن هذه الأدلة لها قيمة قصوى عنده ويبنى كل سلوكه على هذه الفكرة المرضية فالغيرة المرضية هى أفكار تنبع من عقل شخص مريض .
هل للغيرة من علاج ؟
إن السلوك الإنساني من الممكن تغييره أو تعديله ، فالغيرة المرضية سلوك معيب ويمكن أن نخفض من حدتها الزائدة ‘ذا عرفت أسبابها ، ولابد أن تكون هناك نقطة معينة يستطيع فيها الشخص التحكم فى انفعالاته وعدوانيته ووساوسه – كما انه لابد للإنسان أن يكون صريحا مع نفسه وأن تكون هذه المصارحة عن طريق الحوار الهادىء معلنا عن شكوكه الخفية . والجدية مطلوبة فى الحوار مع الشخص المصاب بالغيرة المريضة ، كما لابد من توفير الجو الصحى لهذا الشخص للاعتراف بغيرته ، كما انه من الهام أن يبتعد الرفيق الآخر عن الأمور الاستعراضية التى تهز الشخص العادى والتى قد تثير كوامن الغيرة فى الشخص الغيور فيتحول إلى شخص موتور !
وفى النهاية لابد أن نقول أنه لابد من فهم المواقف التى تؤدى إلى الشعور بالغيرة وكيفية التصرف فيها لكى تستمر العلاقة قوية ويجب أن تتفهم الزوجة مثلا وجود العلاقات العادية بين الجنسين فى العمل وهذا لا يعنى إطلاقا وجود علاقات عاطفية بينهما :
ويبقى أن نقول أن الغيرة مردها إلى العاطفة وليس العقل وأن سلاحها الوحيد إنما هو الشك بلا مبرر .
يعتبر التخلف العقلي ظاهرة اجتماعية هامة وخطيرة سواء في المجتمعات المتحضرة التي تهتم بتنمية ذكاء مواطنيها أو في المجتمعات النامية التي يصبح المتخلف فيها عبئا علي الأسرة والدولة إذ يتطلب الطاقة والجهد لتوفير الرعاية المادية والنفسية ومن ثم تحتاج تلك المجتمعات إلى التقليل من أضرار مشكلة التخلف العقلي .
تعريف التخلف العقلي Mental Retardation
هناك تعريفات تعتمد علي درجات اختبار الذكاء .. فقد صممت اختبارات الذكاء بصورة خاصة لتحديد الأطفال غير القادرين علي الاستفادة من البرامج الدراسية أو بمعني أخر المعاقين عقليا.
ومن أمثلة اختبارات الذكاء نذكر بعض منها علي سبيل المثال :مقياس ستنافورد بينيه للذكاء.
وهناك صورة حديثة جدا من مقياس ستنافورد بينيه الصورة الرابعة والتي تمتاز عن الصور السابقة في :
تغطية أوسع للمهارات المعرفية وتعددات تشغيل المعلومات لدي الفحوص .
مرونة اكبر في تطبيق المقياس إذا تتوافر معايير لمختلف صور الجمع بين اختبارات المقياس .
ثبات اعلي ودرجات اختبارات اكثر دقة وتحديدا لان المفحوص يختبر من خلال مهام ليست شديدة السهولة او شديدة الصعوبة بالنسبة له .
توفير فرصة للتوصل الي تقييم افضل تفصيلا للوظائف المعرفية ومهارات تشغيل المعلومات لدي المفحوص .
التقييم الشامل والمتعمق للعميل .
ويعتبر اقل فرد متخلف عقليا إذا حصل على نسبة ذكاء أقل من 70 .
من هو المعاق عقليا ؟
المعاق عقليا هو ذلك الشخص العاجز عن إدارة شئونه أو تعلم كيف يرعى نفسه ويحتاج لإشراف ورعاية لشئونه الخاصة وشئونه المجتمعية ولكن نستطيع الحكم على فرد بأنه معاق عقليا لابد من توفر محكين هما :
المحك الأول : درجات اختبارات الذكاء كمحك للتخلف العقلى .
المحك الثاني : درجات سلوك التكيف كمحك للتخلف العقلى .
تصنيفات التخلف العقلى
تصنيف الجمعية الأمريكية للتخلف العقلى :
الفئة البينية للتخلف العقلى :
وهي الفئة التي تتراوح نسبة ذكاء أفرادها ما بين 85:70 وهؤلاء الأفراد يحتاجون الي المساعدة والتوجيه في تنظيم شئونهم .
التخلف العقلي المعتدل :
وتتراوح نسبة ذكاء هذه الفئة بين 69:55 ويتوقع لأفراد هذه الفئة شغل الوظائف التي تتطلب نصف مهارة أو لا تتطلب مهارة ويستطيع المتخلف من هذه الفئة أن يرعي ويلبي احتياجاته الشخصية وينتقي الملابس المناسبة ويذهب لدورات المياه ويؤدي الأعمال المنزلية مثل التنظيف والتنقل بين الجيران دون المساعدة ويستطيع المشاركة في الأحاديث اليومية واستخدام التليفون ويستطيع المتخلفون من هذه الفئة أن يتعلموا عادات صحية جيدة مثل أن يحافظوا علي نظافتهم ، ويجب البدء مبكرا في تدريب أطفال هذه الفئة حتي نتمكن من مساعدتهم .
التخلف العقلي المتوسط
تتراوح نسبة ذكاء هذه الفئة ما بين 54:40 ويعاني أفراد هذه الفئة من تلف في المخ وآفات جسيمة وخلل عصبي ويحتاج أفراد هذه الفئة خلال طفولتهم المبكرة إلى فصول خاصة تساعدهم علي تنمية مهارات رعاية الذات ، يناسب أفراد هذه الفئة العمل في ورش محملة "وهي تلك الورش التي تقام في مؤسسات التخلف العقلي ولا تقوم بهدف تحقيق ربح ولكن لتشغيل المتخلفين أصحاب الإنتاجية المنخفضة والكفاءة الضعيفة".
ويحتاج الراشدون من هذه الفئة لرعاية وإشراف حتي في أنشطة الحياة اليومية ويمكنهم المشاركة في الأحاديث البسيطة و أداء بعض الأعمال المنزلية مثل : إزالة الأتربة ، التنظيف ، ويمكنهم الاستحمام وارتداء الملابس إلا انهم يحتاجون للمساعدة في انتقاء الملابس المناسبة .
ويرتقي التآزر الحركي في الرشد للمستوي الذي يمكنه من التحكم الجيد في أعضاء جسمه .
و يبدا تشخيص هذه الفئة من سن ثلاث سنوات حيث تظهر عليهم علامات التخلف بصورة ملحوظة ولا يتعلم الطفل المتخلف في هذه السن الذهاب للمرحاض ، ولكن يمكنه التعرف علي الآخرين ويلعب لفترات قصيرة مع الآخرين لكن يحتاج للكثير من المساعدة في اتصاله بالغرباء .
ويمكن تدريب هذه الفئة علي بعض المهارات الاجتماعية ويجب أن يتم ذلك في حجرات مستقلة في موقف يشمل الطفل والمدرب فقط .
التخلف العقلي الشديد
وتتراوح نسبة ذكاء أفراد هذه الفئة ما بين 39:25 وتعاني نسبة كبيرة من هذه الفئة من شذوذ وتشوه خلقي وصعوبة في التحكم الجسمي الحركي .
ويحتاج أفرادها آن يودعوا بأحد مؤسسات التخلف العقلي إذ يحتاجون لرعاية وإشراف مستمر ودائم ، وقد يستطيع بعضهم الكلام وقد يتعلمون رعاية حاجاتهم الأساسية إلا أن هذه الرعاية لا تتم إلا من خلال تدريبهم في الفصول الخاصة إلا أن هذه الرعاية لا تفيد إلا مع المستوي الأعلى من أفراد هذه الفئة .
التخلف العقلي العميق
وتقل نسبة ذكاء أفراد هذه الفئة عن نسبة ذكاء 25 ، يصاحب التخلف العقلي التام عادة قصور حركي وحسي وجسمي وترتفع نسبة انتشار المشكلات السلوكية الحادة بين صغار السن في هذه الفئة مثل العدوانية وسلوك إيذاء الذات .
وهنا يثار سؤال :
ما هو التخلف العقلي القابل للتعلم ؟
إن التخلف العقلي القابل للتعلم يناظر التخلف العقلي المعتدل ومن خصائص التخلف العقلي القابل للتعلم :
عدم الميل أو الرغبة في التعليم حيث يفشل دائما في التعليم تبع النظام الرسمي ومن ثم تنخفض لديه الرغبة العامة في التعليم .
تكون قدرته علي التعليم اقل أو أبطأ من القدرة والسرعة المعتادة لجماعته العمرية ومن ثم تكون قدرته علي التعليم منخفضة .
يصاب باضطرابات مختلفة في الشخصية نتيجة للصعوبات التي يواجهها في المدرسة او المنزل وحتى نتمكن من تعليم الأطفال المتخلفين عقليا والقابلين للتعليم يجب توافر الآتي :
توفير مدرسين علي مستوي مرتفع من الخبرة في تعليم المتخلفين عقليا .
إعداد برامج مكثفة في التعليم .
تصميم نماذج لأشكال التعليم العيانية .
يجب مساعدة أطفال هذه الفئة علي أن يكونوا مستقلين وذلك بالتشجيع نتيجة لمعاناتهم من فقدان الثقة .
ملحوظة :
يجب أن نؤكد علي أهمية وجود الأطفال المتخلفون في الفصول النظامية للتعامل مع الأطفال الأسوياء ومن ثم تزيد نسبة تعرضهم لمنبهات مختلفة وبالتالي يرتفع مستوي إدراكهم ويحاولون تقليد الأطفال الأسوياء ، وبالتالي ترتفع قدرتهم علي الاستيعاب والفهم بالإضافة لارتفاع مستوي الدافعية مما يؤدي في النهاية لان يكون أداؤهم الدراسي افضل من أداء الأطفال المختلفين في الفصول الخاصة .
س : ما هو التخلف العقلي القابل للتدريب ؟
أن التخلف العقلي القابل للتدريب يقابل التخلف العقلي المتوسط ولا يستطيع الأطفال القابلون للتدريب تعلم المهارات الأكاديمية الأساسية مثل كتابة أسمائهم آو قراءة كلمة رجل أو امرأة علي دورات المياه ولكن يمكن تدريبهم علي مهارة رعاية الذات الأساسية والقدرات المهنية .
اليأس والتوتر النفسى :
الفشل فى أمر من أمور حياتنا اليومية ليس غريبا على أحد فمن منا لا يفشل أو يتعرض للسقوط فلكل جواد كبوة وليس العيب أن يخطىء الإنسان أو يتعرض للفشل ولكن العيب أن يتمادى الإنسان فى أخطائه والعيب الأكبر أن يستمر فى السقوط ويقع فريسة للفشل ويحيط نفسه بهالة من الهموم والغضب الذى يؤدى إلى السخط على المجتمع وعلى كل من حوله يحملهم أسباب فشله وتنتابه الشكوك فى قدرته على الخوض .
وتكون الطامة الكبرى بالوقوع فى خطر الإدمان ويدمر البقية الباقية منه والسقوط فى أول أضلاع مثلث الرعب .
عدم التكيف النفسى :
سمة الخلق هى التكيف فالبقاء للأقوى والأصلح فمن استطاع التكيف بقى واستمر ومن لم يستطع هلك واندثر وأكبر دليل على ذلك أن الديناصورات العملاقة التى لم تستطع التكيف هلكت واندثرت وأصبحت أثرا بعد عين رغم ضخامتها وقوتها . وإذا رأينا أضعف الحشرات وأهونها مثل البعوضة وغيرها استطاعت التكيف مع ظروف البيئة فبقيت واستمرت ، فالتكيف مع ظروف الحياة ضرورة أساسية للاستمرار مهما صعبت ظروف الحياة ومهما كانت قسوتها فعلى الإنسان أن يتكيف معها وإلا ضاع فى مهب ريحها .
صور عدم التكيف النفسي
عدم التكيف مع المجتمع والآخرين أو عدم التكيف مع ظروف الحياة ومشاكلها يؤدى إلى ابتعاد الإنسان عن المجتمع الذى يعيش فيه وهجره واحتواء مشاكله وهمومه داخل صدره والانغلاق على نفسه وفقده الثقة فى كل من حوله والانعزال عن الآخرين والانطواء على نفسه .ولا شك أن هناك عوامل كثيرة تؤدى إلى فقد الإنسان لعملية التكيف وأهمها عدم تأهل الإنسان نفسيا وعلميا وأخلاقيا فى مجتمع ملئ بالصراعات التى توجب مواجهتها والتصدى لها ومحاولة الوصول إلى أنسب الأساليب لحلها والتعامل معها ، وجود مسئوليات واحتياجات فوق قدرة احتماله وعجز قدراته عن تلبية هذه الاحتياجات أو التصدى لهذه المسئوليات ..
الجهل بقواعد الإيمان :
وينسى الإنسان فى خضم الأحداث ذكر الله ويأخذ بالأسباب الدنيوية فقط وتلهيهم صراعاتهم عن ذكر الله متجاهلين أو متناسين أن كل شئ بأمر الله يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو على كل شيء قدير ، نسوا أن يتسلحوا بسلاح الإيمان فى السراء والضراء وحين البأس ، نسوا الله فأنساهم أنفسهم فسقطوا فى صراع الدنيا تتقاذفهم أمواجها فى خضم مرير فضاقت نفوسهم بما رحبت الدنيا وما فيها
كيف تتجنب السقوط فى الهاوية ؟
بسم الله الرحمن الرحيم ( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون فى سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون ) ."سورة الصف 11 "
التكيف وأهميته فى تحقيق الاتزان النفسى
بنظرة موضوعية فاحصة إلى أضلاع مثلث الرعب والسقوط فى براثنه التى لا ترحم نجد أن التنشئة السليمة للأبناء هى الجسر المتين الذى تعبر عليه الأجيال دون خطر السقوط متسلحين بالعلم والخلق القويم والإيمان العميق ، فالأسرة هى المحك الأول والحقيقى للإنسان ، فإذا نشأ فى مناخ أسرى تملأه المشاكل والخلافات العائلية والاضطرابات التى تعصف بكيان الأسرة جعلت كل فرد فيها يعانى عدم الاستقرار والكبت والاضطرابات النفسية وعدم التكيف مع محيط أسرته ومجتمعه وفقد قدرته على التأقلم مع الظروف المحيطة به بالإضافة إلى التشتت النفسي والضياع ومخالطة رفقاء السوء الذين يلهونه عن مشاكله بلحظات من السعادة الزائفة بعيدا عن المبادئ القويمة والأخلاق الكريمة .
أما تنشئة الأبناء فى جو أسرى سليم ، على أساس من الحب والأمان والاستقرار الأسرى بأسلوب تربوى سليم فى جو من الإيمان العميق وتعاليم الدين الحنيف الذي يطمئن النفوس ويهدى العقول إلى كل ما هو صالح ويقين على أساس من القدوة الصالحة للآباء والأمهات والمعلمين من شأنه أن يربى أجيالا تتمتع بالقيم والمبادئ والفكر المنظم والنفس المطمئنة .
الصحة العقلية والبدنية أثمن من الذهب .. بعض الشبان والشابات ورثوا عن آبائهم أموالا طائلة ، ولم يلبثوا أن يبددوها تبديدا سخيفا بسبب سقمهم العقلى وإفلاسهم الفكرى . فقد نشأوا على الترف ، وأغلو فى البذخ ، ونسوا فضائل العمل ، فكانت لهم تلك المصيبة .
صحة البدن شرط جوهرى لكل نجاح والصحة الأخلاقية تكمن فى توازن القوى العقلية ، وحيويتها وهى من ضروريات النجاح .. لكى تنجح يجب أن تلقى بنفسك فى الميدان بعزم وثبات .. وأن تقاوم عراقيل وعقبات الحياة . ولا تهرب من العقبات وتخشى المعارضة وتلين أمام الاصطدام وترتجف لأدنى ضجة وأنت على حق .. اعمل بشجاعة وقوة .
إن الشخصية القوية هى التى تصنع البطولة والعظمة ، والنفس السامية تصنع التاريخ والنجاح بفضل الصحة الأخلاقية .. أن الجد والنشاط يتغلب على الفشل والجد يجعل الإنسان العاقل يخوض ميادين الحياة ، ويشارك الناس أفراحهم ومسراتهم ومشكلاتهم ويعمل لحلها ..
الإنسان العاقل يحارب الفساد والظلم والطغيان والرذائل والخيبة والإخفاق إن تاريخ الإنسانية يشهد بأن الذى يفعل ذلك هم العظماء الذين شيدوا الحضارة والتقدم .
إن ضعف الإرادة بفقد الإنسان التوازن النفسى ويسبب الاختلال العصبى .. فلا تشيد الأفكار السوداء وتنشرها .. وإنما فكر وتأمل وتدبر موقفك لتجد مخرجا من الكارثة والمأزق وإذا أردت أن تتمتع بعافية كاملة .. كل بشهية ، وأشرب بسرور ، وأهضم جيدا .. ونم نوما هادئا هنيئا ، وأضحك وأفرح .
إن المقاومة والنضال والهمم وبذل الجهد والعزم والعدل وراحة الضمير ، كل ذلك يساعد على بناء الشخصية ويغرس فى القلب والذهن والروح تلك السمات الحلوة الطيبة التى تجعل الإنسان يمتلك أعصابه ويملك المثابرة والابتسام الهادىء ويعالج المشاكل ويصبح ذو أهداف إنسانية ومبادئ عظيمة فى الحياة على ضوء العقل والمنطق .
أن الإنسان الحكيم العاقل يصلح نفسه والمجتمع فى آن واحد ، ولا يصدر حكما على أى موضوع أو حادث أو شخص أو شئ إلا بعد فحصه بدقة من جميع الجهات والزوايا .. لأن الجهل بالقضية المعروضة والميل والهوى فى حسابها يجعل فحصك ناقصا وحكمك ضعيفا ، أحذف كل ما يكون سبب فى الخطأ .
بهذا تستطيع أن تكون سديدا فى حكمك وبتلك الأمور تستطيع أن تحقق التوازن العقلى والبدنى ، أى لصحة العقلية والبدنية التى هى أغلى من الذهب .
عندما توجه النصيحة الي بعض الناس بان يجدوا حلا لمشكلاتهم ، ويلتمسوا منها مخرجا فانهم يقولون في قرارة أنفسهم ( مشكلتي ليس لها حل ، وإذا فلا مخرج لي منها ) فكم من مشكلة واجهتني وأزعجتني ومرت علي وكانت تبدو وكأنه مستعصية علي الحل لكنها في النهاية قد حلت – فلعل مشكلتك تلو لك مستعصية عليك ، لكنك ستندهش عندما تجد أن مرشدا خبيرا متمرسا قد حلها لك . ومهما كان قليلا ما سيقدمه لك فانه سيجعلك تنظر الي مشكلتك من زاوية اقل إيلاما لك . قال تعالي " وفي أنفسكم أفلا تبصرون " وقال رسول الله " رحم الله امرئ عرف قدر نفسه " ، قال أرسطو " ابدأ بمعرفة نفسك " .. فعلي سبيل المثال لا الحصر ما قالته طالبة للمحلل النفسي ذات يوم أنني اشعر بدم الثقة في نفسي وكان هذا في المكتبة ، فنجدهن أن عدم الثقة تبع من داخل الفتاة فتجد دائما أن والديها دائما ينظرا إليها علي أنها مازالت صغيرة ولا تعرف شئ مما يؤدي الي شعور الفتاة بعدم الثقة بالنفس ولكن في قرارة نفسها تملك هذه الثقة ولكن لا تجد ما ينمي هذه الثقة .
لكنك إذا كنت تقاسي فلم تطيل المقاساة لهذا ينبغي أن تأخذ في الحسبان أن تناقش مشكلتك مع مستشار حصيف ، الي أن تظفر بحل مرض أو مواءمة ترضاها. وابحث عن صورة تخالف الصورة القائمة تشبث بالفكرة الجديدة ، ولن تكن مقتنعا إذا لمحت أول الآمر تلك الفكرة وما يشابهها يوما . تذكر أن التمسك بسبيل معين للوصول الي حل المشكلة سيكون بمثابة ما يشطر العقل ويفلقه ، ثق بنفسك ولا تصدق ما يقال لك . لا تقنط إذا ما عاودتك المخاوف القديمة تقبل ميع الانتكاسات وعليك أن تقوم بعبرها بشجاعة فتثق انك سوف تجد حلا لمشكلتك المستعصية .
فعلي المؤمن ألا يحرم نفسه من كرم الله وفضله ، ولا يستعجل ، وما أجمل أن يناجي الرحمن بدعاء القرآن ، ففي ذلك تفريج لكروب الأحزان . إذن علاجك النفسي بين يديك .
لله سبحانه وتعالي في خلقه هبات وآيات جعلها ليستيقن الإنسان قدرة ربه ومن هذه الآيات الجميلة آية النوم التي تريح الإنسان نفسيا وبدنيا وتعيد اليه النشاط بعد التعب والجهد والإرهاق .
والنوم هبة من هبات الوهاب الرحمن الرحيم وليس للإنسان أي جهد فيه وما عليه آلا أن يستسلم لمكان نومه ويغمض عينيه وينتظر رحمة الله تأتيه وتضفي علي أجهزة الإنسان البدنية والعقلية الراحة والسكينة ولو ذهب النوم عن الإنسان فانه لا يستطيع أن يسترده بأي جهد يبذله ما لم تأتيه عناية الله ورحمته ، وإذا لم ينم الإنسان فانه يصاب بالأرق والقلق والتوتر ولا ينفعه آلا رحمة تأتيه من الرحمن الرحيم وينبغي لمن يصاب بالأرق والقلق أن يكون شديد اللجوء الي الله سبحانه وتعالي بالدعاء ومما جاء فيه ما أخرجه الطبراني فيما سنده عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال أصابني ارق من الليل فشكوت ذلك الي رسول الله فقال " قل : اللهم غارت النجوم وهدأت العيون وأنت حي قيوم يا حي يا قيوم انم عيني أهدئ ليلي " فقلتها فذهب عني . وينبغي لمن أصابه الأرق أيضا أن يبعد عن نفسه التفكير فيه حتي لا يصبح عقدة نفسية وعليه أن يكون قوي الأمل في رجوع النوم اليه برحمة الله وان يكون عظيم التوكل علي الله والثقة في رحمة الله حتي لا تطول غربة النوم عنه .
والنوم كما يكون ليلا يكون نهارا فمن الناس من يعملون ليلا كالحراس وعمال المخابز فهؤلاء ينامون نهارا ومنهم من يعملون نهارا وقد ينامون ظهرا ومنهم من يأتيه النوم في أي وقت من الليل أو النهار تبعا لحالة أجسادهم ونفوسهم فمن رحمة الله أن جعله مشاعا بين الليل والنهار لمن يحتاجون اليه قال تبارك وتعالي " ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله أن في ذلك لآيات لقوم يسمعون " الآية 23 من سورة الروم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيد الأدوية " فيه شفاء للناس "
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد .
فقد عنى كثير من العلماء بجمع ما ورد فى القرآن الكريم والأحاديث النبوية المشتملة على الطب الوقائي والطب العلاجى وتدوينها ووضعها بين يدى البشر للإفادة منها لأنها صادرة عن الله سبحانه وعن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم المؤيد بالوحى السماوى من عند الله الذى انزل الداء والدواء وقدر المرض والشفاء .
قال الله تعالى : (وأوحى ربك إلى النحل أن أتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلى من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذلك يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون)
ومن الهدى النبوي أن يبحث المريض عن الطبيب الحاذق وأن يأخذ بإرشاداته وما يصفه له من دواء . ثم يدعو الله الذى بيده الأمر كله أن يحقق الشفاء له .
أهمية عسل النحل :
عرفته البشرية منذ القدم و أكتشفوا خصائصه الغذائية والعلاجية التى يجب الاعتماد عليها .
وسجلت الكتب السماوية ذلك فقد جاء فى القرآن الكريم ) فيه شفاء للناس ( . وجاء فى التوراة أن نبى الله يعقوب عليه السلام حينما سافر إلى مصر مع أولاده نصحهم بتقديم قدر من العسل لفرعون مصر هدية له .
وروى عن سليمان الحكيم قوله ( فتشوا عن العسل و استعملوه ) . وقد وجد العسل فى كثير من مقابر الفراعنة ومن العجيب رغم طول المدة إلا أنه وجد سليما رغم بعض التغيرات فى لونه الذى مال إلى السواد . وهذا يدل على قدرة العسل الهائلة على قتل البكتريا التى تسبب فساد الأطعمة .
العسل حار يابس يقطع البلغم ويذهب الرطوبات الرديئة عن الجسد وينقى القروح الفاسدة ويقلل العلل السوداوية ، وهو جيد يغوص فى العروق وينقيها من جميع العلل .
إذا جمع العسل مع الملح وعرك بهما تحت لسان الصبى الذى لا يتكلم تكلم سريعا وإزداد فصاحة .
إذا أكل العسل مع الثوم على الريق قطع البلغم والرطوبات الفاسدة من الجوف وقوى المعدة وقتل الدود المتولد من العفونات وأذهب البواسير وطيب النكهة وحلل الريح المنعقدة .
يكتحل الناس بالعسل كدواء ناجح ونافع للعين المريضة .
كان رسول الله عليه وسلم يلعق الحبة السوداء بالعسل على الريق التى فيها شفاء من كل داء إلا السام (الموت ) . وقال الرسول عليه الصلاة والسلام عليكم بالشفاءين القرآن والعسل .
العسل غذاء هام للأطفال والكبار والمرضى وبإضافة العسل إلى اللبن يؤدى للنمو وزيادة الوزن ولا يؤدى إلى الإسهال . والعسل من أكثر المأكولات قيمة ونقاء وفائدة وأسهل هضما وامتصاصا ومصدر للصحة العامة وعلاج للضعف العام والهزال وسوء التغذية .
يستعمل العسل كعلاج لمدمني الخمر لما فيه من سكر الفركتور الذى يساعد على أكسدة الكحول فى الكبد ولهذا يستعمل مع عصير الليمون لإفاقة مدمنى الخمر .
له خاصية الأحتفاظ بالماء تجعله أفضل من السكر فى بعض الأغراض المنزلية .
الغذاء الملكى ( سائل لبنى تنتجه الشغالات ) ويستعمل أساسا لتغذية الملكة ويرقات النحل الصغيرة ويستخدم على حالة نقى بمعدل 4 : 5 مجم يوميا أو مخلوطا بالعسل بنسبة 1% .
ويستخدم لعلاج أمراض سوء التغذية والضعف العام والضعف الجنسى وأمراض الشيخوخة.
يستخدم الغذاء الملكى لعلاج بعض الأمراض العصبية والنفسية والأمراض الجلدية المزمنة كما يستخدم لإعادة الشباب إلى خلايا البشرة ومحو التجاعيد الدقيقة وتنشيط الدورة الدموية .
الحكمة ضالة المؤمن
قال بعض العلماء : من تفرد بالعلم لم توحشه خلوة . ومن تسلى بالكتب لم تفته سلوة ، وإن القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكم . والحكمة شجرة تنبت فى القلب وتثمر فى اللسان ، وهى موقظة للقلوب من سنة الغفلة ، ومنقذة للبصائر من سكرة الحيرة ، ومحيية لها من موت الجهالة ، ومستخرجة لها من ضيق الضلالة ، وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على الحكمة فقال :
( ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا )ووصف الله بها (لقمان ) عليه السلام فقال :
(ولقد آتينا لقمان الحكمة ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها قيدها ) وقال لقمان : ( إن القلب ليحيا بالكلمة من الحكمة كما تحيا الأرض بوابل المطر ) وقال " أبان بن مسلم " : كلمة حكمة من أخيك خير لك من مال يعطيك ، لأن المال يطغيك والكلمة من الحكمة تهديك .
وقال " بقراط " : من اتخذ الحكمة لجاما اتخذه الناس إماما .